"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

كازاخستان وطالبان ؛ استثمارات بمئات ملايين الدولارات وشطب طالبان من قائمة الإرهاب

شفقنا :
أقامت كازاخستان تعاونا سياسيا واقتصاديا واسع النطاق مع جماعة طالبان منذ أن أعادت الجماعة سيطرتها على أفغانستان عام 2021؛ التعاون الذي يبدو أنه آخذ بالتنامي ويغطي قطاعات واسعة.

وكانت كازاخستان التي تتنافس مع سائر جمهوريات اسيا الوسطى في التعاون السياسي والاقتصادي مع أفغانستان، أول بلد شطب اسم طالبان من قائمتها للمجموعات الإرهابية.

وأعلن الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توقايف أن بلاده حذفت اسم طالبان من قائمة المجموعات الإرهابية في خطوة لتوسيع التعاون الاقتصادي معها.

وأضاف “إن كازاخستان شطبت طالبان من قائمة الإرهاب، نظرا إلى أهمية تنمية التعاون التجاري والاقتصادي مع أفغانستان ولأن نظام حكم طالبان باق على الأمد الطويل.”

ومذاك ولحد الان، تبادل الطرفان وفودا سياسية واقتصادية مختلفة على مستويات عليا، وتم التوقيع على اتفاقات عديدة بينهما.

وفي أحدث تطور، زار نائب رئيس وزراء كازاخستان سريك جومانغارين، كابل خلال الأيام الأخيرة والتقى فيها كبار مسؤولي طالبان.

 

استثمارات بقيمة 500 مليون دولار في السكك الحديدية الأفغانية

ووعد نائب رئيس الوزراء الكازاخستاني خلال لقائه سلطات طالبان، بان تقوم بلاده باستثمار ما قيمته 500 مليون دولار لبدء عمل الخط الحديدي تورغوندي- هرات داخل الأراضي الأفغانية.

وهذا الخط الحديدي الذي يصل إلى مدينة تورغوندي بولاية هرات ، ينتهي عند منطقة اسبين بولدك بولاية قندهار الأفغانية.

وسيوفر هذا الخط الحديدي، إمكانية تصدير بضائع دول اسيا الوسطى بما فيها كازاخستان إلى أفغانستان وباكستان.

وأبلغ سريك جومانغارين سلطات طالبان كذلك أن بلاده جاهزة لتأسيس شركات نقل لوجستية في هرات للمضي قدما بهذا المشروع.

كما وعد بالاستثمار في حقول النفط والغاز بأفغانستان وقال أنه أحضر معه المستثمرين الكازاخستانيين لإجراء محادثات مع مسؤولي طالبان.

كما شارك نائب رئيس وزراء كازاخستان في “اللجنة التجارية الأفغانية – الكازاخية”، وهي اللجنة التي يستعرض فيها القطاع الخاص بالبلدين سبل توسيع العلاقات التجارية بين الطرفين.

كما قال نائب رئيس وزراء كازاخستان أن بلاده تتعاون مع طالبان في مجالات التعليم والصحة والخدمات المصرفية وبناء صوامع الغلال وإصدار التأشيرات لرجال الأعمال.

 

سوق كبرى للصادرات الأفغانية

وكانت كازاخستان وسائر دول اسيا الوسطى تقيم تعاونا وتبادلا تجاريا واسعا مع أفغانستان في زمن الحكومات الأفغانية السابقة وما بعدها.

وتفيد إحصاءات وزارة صناعة وتجارة طالبان أن كازاخستان، تحتل المركز السادس بين الدول التي تستورد السلع من أفغانستان، كما تحتل المركز السابع بين الدول التي تصدر سلعها إلى أفغانستان.

وتظهر هذه الإحصاءات أن ثمة توازنا تجاريا بين البلدين، فيما تعد كازاخستان واحدة من الأسواق الكبرى في المنطقة بالنسبة للسلع الأفغانية.

وفضلا عن ذلك، فان كازاخستان تدعو لاندماج طالبان في العملية السياسية والاقتصادية بالمنطقة، بحيث أن مسؤولي كازاخستان أثاروا هذه القضية مرارا.

كما تستضيف كازاخستان، المكتب الإقليمي للأمم المتحدة لأهداف التنمية المستدامة في أفغانستان واسيا الوسطى، وقالت أنه تم إيلاء اهتماما خاصا للتنمية الاقتصادية في أفغانستان من خلال إيجاد هذا المكتب.

ومع ذلك، فان هذا البلد باسيا الوسطى، ظل يلتزم الصمت إزاء القضايا السياسية في أفغانستان بما فيها انتهاك حقوق المرأة ومنعها من التعليم والعمل واضطهاد الأقليات العرقية والدينية وسائر حالات انتهاك حقوق الانسان على يد طالبان، ولم ينتقد سياسات القمع التي تمارسها طالبان في سبيل حماية مصالحه الاقتصادية.