"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“لعنة الإسلام السياسي تُطارد سورية”!.. “المُقاتلون الأجانب” يسألون أهل البلاد عن دينهم والمسجد الأموي قُسّم بين الرجال والنساء.. فصل تمييزي في المُستشفيات والحافلات.. السلطات تجس النبض وترفع شعار “المعروف والمنكر” السعودية!

 عمان- “رأي اليوم” :

يبدو أن غيمة أو لعنة الإسلام السياسي قد وصلت السماء السورية، وإن كان حكام دمشق الجدد يُحاولون نفي اتهامات خلفيات “الأسلمة” عن حكمهم الجديد لسورية، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.

تحدّث نشطاء سوريون كثر عن واقعة السؤال عن الديانة على حواجز “الأمن العام” السوري، تحدّث آخرون عن وجود مُقاتلين أجانب يسألون أهل البلاد عن دينهم وطائفتهم، الأمر الذي دفع بعض الفنانين السوريين لتصوير مقاطع فيديو للتأكيد أن طائفتهم “سورية” فقط.

واقعة جدلية أخرى، تصدّرت المشهد التواصلي في سورية، حول مُحاولة للفصل بين النساء والرجال، وقعت في مستشفى “المواساة”، ووقعت في الجامع الأموي.

وأصدر مدير عام مشفى المواساة الجامعي د. أمين عبد اللطيف سليمان يوم الأربعاء 16 نيسان/ أبريل الجاري قرارًا يقضي بفصل الرجال عن النساء ضمن حافلات المبيت الخاصة بالمشفى، وجلوس الرجال في المقاعد الأمامية والنساء في الخلفية مهما كانت صفتهم الوظيفية.

 

انتشرت أنباء تحدّثت بالفعل عن فرض القائمين على الجامع الأموي قيودًا على الاختلاط بين الجنسين في باحته، وهو الذي يُعدّ أحد أبرز المعالم الأثرية في العاصمة السورية.

سارع الإعلاميون المُوالون للنظام الجديد في سورية، إلى تصوير الجامع الأموي، وإظهاره بدون حواجز، ولكن الحواجز جرى إزالتها بعد تواصل الانتقادات للفصل بين الجنسين.

منصّة (تأكّد) أجرت من جهتها بحثًا للتحقق حول حقيقة الفصل بين الرجال والنساء في الباحة الرئيسة للمسجد الأموي، فتبيّن بحسبها أن الفصل حصل قبل عدة أيام ولكن الحواجز التي كانت الموجودة في الساحة أُزيلت حديثاً دون أي توضيح رسمي.

 

وفي التفاصيل قُسمت ساحة المسجد لنصفين، قسم يتجول فيه الرجال وقسم آخر للنساء، بعد أن حُوّل دخول النساء إلى باب “صلاح الدين”، وبقي الباب الرئيس مخصصاً للرجال فقط.

يبدو أن النظام الجديد “الإسلامي” يتّبع سياسة جس النبض مع أي قرارات حياتية تمس المجتمع السوري، وحياتهم اليومية.

 

وتجدّد انتشار مُلصقات على بعض باصات النقل الداخلي تدعو إلى فصل النساء عن الرجال داخل الحافلات، بحيث يُخصص القسم الأمامي للرجال، والخلفي للنساء.

ويبدو أن نهج الفصل، والتمييز بحق النساء، نهج تتبعه الحكومة، وتريد تطبيقه رسميًّا، حيث تُظهر الصور الرسمية من الاجتماعات الحكومية والمحلية في عدد من المحافظات، فصل النساء عن الرجال بشكل واضح، حتى في فعاليات وطنية مثل مؤتمر الحوار الوطني.

حوادث عدّة شملت توقيف نساء ورجال في الشوارع بسبب تواجدهم معًا على طريقة أفعال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، أبرزها ما تعرّضت له الإعلامية السورية نور حداد، التي أكدت أنه جرى التراجع عن توقيفها والشاب بعد معرفة رجال الأمن بأنها إعلامية ستفضح فعلتهم.

من غير المعلوم تمامًا إذا كان ذلك ضمن الصراعات التي تشهدها سورية، صراع الدين والعلمانية، فيما لا يزال الشرع ورجاله يحتفظون بلحاهم وإن جرى تقليمها قليلًا لغايات غربية، وسياقات ترويجية.