عمان- “رأي اليوم” :
يبدو أن غيمة أو لعنة الإسلام السياسي قد وصلت السماء السورية، وإن كان حكام دمشق الجدد يُحاولون نفي اتهامات خلفيات “الأسلمة” عن حكمهم الجديد لسورية، وذلك بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
تحدّث نشطاء سوريون كثر عن واقعة السؤال عن الديانة على حواجز “الأمن العام” السوري، تحدّث آخرون عن وجود مُقاتلين أجانب يسألون أهل البلاد عن دينهم وطائفتهم، الأمر الذي دفع بعض الفنانين السوريين لتصوير مقاطع فيديو للتأكيد أن طائفتهم “سورية” فقط.
واقعة جدلية أخرى، تصدّرت المشهد التواصلي في سورية، حول مُحاولة للفصل بين النساء والرجال، وقعت في مستشفى “المواساة”، ووقعت في الجامع الأموي.
♦️تجربة إدلب شكلت نموذجاً لحكم الشرع، لكنها قد لا تصلح لتطبيقها في دمشق المتنوعة والمعقدة
♦️ما يتشكل في سوريا ليس دولة الحزب الواحد، بل نظام سلطوي هجين وأكثر تعقيداً
♦️في النظام القائم تحتفظ هيئة تحرير الشام بالمواقع الأكثر نفوذاً بينما تفوض أدواراً أقل أهمية لجهات أخرى
— Independent عربية (@IndyArabia) April 22, 2025
انتشرت أنباء تحدّثت بالفعل عن فرض القائمين على الجامع الأموي قيودًا على الاختلاط بين الجنسين في باحته، وهو الذي يُعدّ أحد أبرز المعالم الأثرية في العاصمة السورية.
منصّة (تأكّد) أجرت من جهتها بحثًا للتحقق حول حقيقة الفصل بين الرجال والنساء في الباحة الرئيسة للمسجد الأموي، فتبيّن بحسبها أن الفصل حصل قبل عدة أيام ولكن الحواجز التي كانت الموجودة في الساحة أُزيلت حديثاً دون أي توضيح رسمي.
لم يكن ظهور وزير الثقافة إلى جانب مجموعة من الشبيحة هو الحدث الأسوأ في حد ذاته، بل الكارثة الحقيقية تكمن في أن هؤلاء الشبيحة والمجرمين “طلقاء” وباتوا يُقدَّمون اليوم كوجهاء للمجتمع في سوريا “المُحرَّرة”.
وإذا ما أضفنا إلى المشهد تصريح الوزير في السيدة زينب، بعد تملقه الواضح… pic.twitter.com/zvquxBgYkt
— Damashka (@damashka_may) April 19, 2025
وفي التفاصيل قُسمت ساحة المسجد لنصفين، قسم يتجول فيه الرجال وقسم آخر للنساء، بعد أن حُوّل دخول النساء إلى باب “صلاح الدين”، وبقي الباب الرئيس مخصصاً للرجال فقط.
يبدو أن النظام الجديد “الإسلامي” يتّبع سياسة جس النبض مع أي قرارات حياتية تمس المجتمع السوري، وحياتهم اليومية.
مدن سورية كاملة منهوبة دون أبواب وأسقف.!!
من هنا عبرت عصابات النصيرية الذين هم أخطر من إسـ.ـرائـ.ـيـ.ـل والمغول والتتار والـ.ـنـ.ـازيـ.ـيـ.ـن وهولاكو وموسوليني والـ.ـفـ.ـرنـ.ـسـ.ـيـ.ـيـ.ـن والإنـ.ـكـ.ـلـ.ـيـ.ـز على العرب وعلى المسلمين السنة حصراً.#إدلب #حلب #العلويين #العلويون pic.twitter.com/m7RLhRlEf5— الثورة فكرة والفكرة لا تموت (@Freedoom_1) April 20, 2025
وتجدّد انتشار مُلصقات على بعض باصات النقل الداخلي تدعو إلى فصل النساء عن الرجال داخل الحافلات، بحيث يُخصص القسم الأمامي للرجال، والخلفي للنساء.
ويبدو أن نهج الفصل، والتمييز بحق النساء، نهج تتبعه الحكومة، وتريد تطبيقه رسميًّا، حيث تُظهر الصور الرسمية من الاجتماعات الحكومية والمحلية في عدد من المحافظات، فصل النساء عن الرجال بشكل واضح، حتى في فعاليات وطنية مثل مؤتمر الحوار الوطني.
حوادث عدّة شملت توقيف نساء ورجال في الشوارع بسبب تواجدهم معًا على طريقة أفعال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، أبرزها ما تعرّضت له الإعلامية السورية نور حداد، التي أكدت أنه جرى التراجع عن توقيفها والشاب بعد معرفة رجال الأمن بأنها إعلامية ستفضح فعلتهم.
من غير المعلوم تمامًا إذا كان ذلك ضمن الصراعات التي تشهدها سورية، صراع الدين والعلمانية، فيما لا يزال الشرع ورجاله يحتفظون بلحاهم وإن جرى تقليمها قليلًا لغايات غربية، وسياقات ترويجية.
من قاتل تحت إدارة العمليات العسكرية التي حررت دمشق لم يقاتل إلا لإقامة دين الله وما يجري اليوم في سوريا من مخالفات شرعية على يد الحكومة السورية لا يبشر بخير وينذر بفوضى داخلية يتحمل وزرها الرئيس السوري أحمد الشرع .
وبعض العلماء بدأ يتحدث عن هذا الموضوع pic.twitter.com/hfClZQZuLM— الإنسانية حول العالم#الفتح المبين (@West_Human1) April 20, 2025