أفاد مراسلنا اليوم الثلاثاء، بمقتل قيادي في قوات الفجر في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة بعورتا بمنطقة الشوف جبل لبنان.
ولاحقا أفاد مراسلنا بمقتل القيادي في قوات الفجر الجناح العسكري للجماعة الإسلامية الشيخ حسين عطوي بالغارة الإسرائيلية.



هذه الغارة، تأتي ضمن سلسلة اعتداءات إسرائيلية مستمرة في المنطقة رغم اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تواصل إسرائيل تنفيذ ضربات جوية على أهداف في لبنان، تزعم أنها لبنى تحتية أوعناصر في حزب الله، حيث تغير المسيرات بشكل يومي على سيارت وآليات في جنوب لبنان خصوصا، لكن الغارة اليوم في بعورتا استهدفت منطقة جبل لبنان التي لا تستهدف عادة.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
لاحتلال يغتال حسين عطوي القيادي في قوات الفجر في لبنان
من هو الشيخ حسين عطوي المستهدف في غارة بعورتا؟

يمثل اغتيال عطوي تصعيداً لافتاً في المواجهة الدائرة على الحدود الجنوبية، ونقلاً للصراع إلى مناطق أكثر عمقاً في الداخل اللبناني. لكن من هو الشيخ حسين عطوي الذي استدعى استهدافه تحرك طائرة مسيرة إسرائيلية قرب العاصمة؟ يكشف تتبع مسيرته عن شخصية جمعت بين العمل الدعوي والأكاديمي والنشاط الإعلامي، وصولاً إلى الانخراط المباشر في العمل المقاوم المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك حادثة إطلاق الصواريخ الشهيرة عام 2014.
تفاصيل الاغتيال
- الاستهداف: صباح الثلاثاء، استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية سيارة الشيخ عطوي في بعورتا قرب بلدة الناعمة الدامور
- التأكيد: الدفاع المدني أعلن عن سقوط شهيد في الاستهداف. مصادر لبنانية أكدت هوية الشهيد كقيادي في «قوات الفجر» التابعة للجماعة الإسلامية.
- بيان الجماعة الإسلامية: نعت الجماعة «الشهيد القائد الدكتور حسين عزت عطوي»، مؤكدة أن «يد الغدر الصهيونية» اغتالته في “غارة حاقدة”. أدانت الجريمة وحملت “العدو الصهيوني” المسؤولية، متسائلة عن المدى الذي سيبلغه “العربدة الصهيونية” في استباحة أمن لبنان.
- الاعتراف الإسرائيلي: إذاعة جيش الاحتلال نقلت عن مصدر أمني تأكيده استهداف «مسؤول في الجماعة الإسلامية»

حسين عطوي: من هو؟
لم يكن اسم حسين عطوي غريباً عن الساحة اللبنانية، خاصة لمن يتابع الشأن الإسلامي والجنوبي. تظهر المعلومات المتوفرة والمقابلات السابقة صورة متعددة الأوجه له:
- النشأة والخلفية: ولد في بلدة الهبارية الجنوبية (قضاء حاصبيا) عام 1968. تأثر بالبيئة المقاومة منذ صغره، خاصة بعد استشهاد والدته بقذيفة إسرائيلية عام 1977 وهو في التاسعة من عمره.
- المسار الأكاديمي والدعوي:
- حاصل على إجازة وماجستير في الدراسات الإسلامية من كلية الدعوة الإسلامية في بيروت.
- عمل في الكلية أميناً لسر الطلاب ثم مدرّساً.
- أدار فرع الكلية في منطقة العرقوب.
- شغل منصب مدير «المجلس العالمي للغة العربية».
- أدار «مركز الإمام الغزالي للدراسات الصوفية» الذي أُسس لمواجهة الفكر المتطرف.
- عمل إماماً لمسجد وكاتباً صحفياً، وله دراسات إسلامية منشورة.
- عرف عنه توجهه الوسطي واعتداله ونبذه للطائفية.
- الانتماء والعلاقات:
- كان ناشطاً في صفوف «الجماعة الإسلامية» قبل أن يبتعد تنظيمياً مع بقائه مقرباً منها. شقيقه، الشيخ عبد الحكيم عطوي، هو أحد مسؤولي الجماعة في العرقوب وإمام بلدة الهبارية.
- أشارت مصادر عام 2014 إلى أنه كان عضواً في «هيئة العلماء المسلمين».
- كان مسؤولاً إدارياً في كلية الدعوة الإسلامية التي يشرف عليها الشيخ عبد الناصر الجبري (رئيس حركة الأمة وعضو تجمع العلماء المسلمين).
- له علاقات واسعة في الأوساط الإسلامية المختلفة.
حادثة إطلاق الصواريخ عام 2014
شكلت حادثة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه المستوطنات الإسرائيلية في 25 تموز 2014، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نقطة تحول بارزة في مسيرة عطوي وأعادت تسليط الضوء عليه.
- الدوافع: ذكر عطوي في مقابلة مع موقع «جنوبية» أن دوافعه كانت الحرب على غزة، جريمة إحراق الفتى محمد أبو خضير، استمرار الاحتلال والتجاوزات الإسرائيلية، والبيان الوزاري اللبناني الذي يقر بحق المقاومة.
- العملية: بعد صلاة التراويح ليل 25 تموز، نقل عطوي بمساعدة شخصين صواريخ إلى مزرعة عين عرب وأطلقها باتجاه ثلاث مستعمرات. حدث خلل أدى لانفجار بسيط وإصابته وفقدانه الوعي للحظات قبل الانسحاب.
- الاعتقال والتداعيات: تلقى العلاج في البقاع قبل أن يتم التعرف عليه وتوقيفه بناءً على بلاغ وتعميم أوصافه على المستشفيات. واجه ضغوطاً دولية بموجب القرار 1701، لكنه حظي بدعم شعبي وإسلامي واسع أدى لتعامل إيجابي معه في البداية. نُقل لاحقاً إلى المستشفى العسكري حيث اشتكى من إهمال أولي ثم تعرض للتقييد قبل أن تتدخل اتصالات شقيقه وشخصيات أخرى لتحسين وضعه والإفراج عنه في 1 آب 2014.
- موقفه من الاعتقال: رحب عطوي بتوقيفه للتحقيق، لكنه انتقد لاحقاً تسريب صوره من قبل عناصر أمنية معتبراً ذلك تهديداً لحياته، كما انتقد مواقف بعض السياسيين اللبنانيين التي حملته مسؤولية تعريض لبنان للخطر، مؤكداً أن إسرائيل هي المعتدية دائماً.
العودة إلى الواجهة واغتياله
بعد سنوات من حادثة 2014، يبدو أن عطوي عاد ليلعب دوراً قيادياً مباشراً في العمل العسكري المنظم ضمن صفوف «قوات الفجر»، الجناح العسكري للجماعة الإسلامية التي تصاعد دورها في المواجهات الحالية على الحدود الجنوبية منذ تشرين الأول 2023، ونفذت عمليات ضد مواقع إسرائيلية، وتعرض عدد من كوادرها للاغتيال.
يأتي اغتيال الشيخ حسين عطوي في سياق استهداف إسرائيل لشخصيات قيادية في الفصائل المنخرطة في المواجهة من لبنان، ويطرح أسئلة حول مستقبل دور «الجماعة الإسلامية» في هذه المواجهة، وحول المدى الذي يمكن أن تصل إليه عمليات الاغتيال الإسرائيلية في العمق اللبناني.