وأجرى إسحاق دار، محادثات مع رئيس وزراء طالبان الملا محمد حسن أخوند ووزير خارجيته بالإنابة أمير خان متقي. كما ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية أن الوزير محمد إسحاق دار، التقى كذلك المساعد الاقتصادي لرئيس وزراء طالبان عبد الغني برادر.
وجاءت هذه الزيارة في أعقاب إقامة الاجتماع السابع للجنة التنسيق المشتركة بين أفغانستان وباكستان.
وفي أعقاب عقد هذه اللجنة، أعلن الممثل الخاص لباكستان لشؤون أفغانستان محمد صادق أنه تم استئناف التعامل مع طالبان على مستويات عليا، ويسعى الطرفان لاستئناف الاجتماعات الثلاثية ومتعددة الأطراف مع الدول الجارة وبلدان المنطقة بما فيها ايران والصين وباكستان وطاجيكستان.
الاتفاق على تعزيز العلاقات واستمرار التعامل
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية أن الوزير محمد إسحاق دار، اتفق مع رئيس وزراء طالبان الملا محمد أخوند ووزير خارجيته أمير خان متقي، على تعزيز العلاقات واستمرار التعامل على مستويات عليا.
وأضافت أن إسحاق دار، ناقش مع رئيس وزراء طالبان، سبل التعاون في مجالات الأمن والتجارة والترانزيت وآليات تعزيز العلاقات الشعبية.
وتابعت أن الطرفين أكدا التزامهما بمواصلة التعامل واتفقا على الحفاظ على تبادل الزيارت على مستويات عليا للمزيد من تعزيز العلاقات.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية أن الوزير إسحاق دار، استعرض مع وزير خارجية طالبان بالإنابة مروحة واسعة من الموضوعات بما فيها الأمن والتجارة والترانزيت والتواصل الجماهيري. إذ شدد وزير خارجية باكستان على أهمية التطرق إلى جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك للبلدين لا سيما تلك المتعلقة بالأمن وإدارة الحدود.
وأضافت وزارة خارجية باكستان أن الطرفين أكدا التزامهما بتعزيز العلاقات المتبادلة النافعة وشددا على أهمية حفظ التعاون على مستويات عليا.
وأعلنت طالبان من جانبها أن الطرفين ناقشا خلال اللقاءات العلاقات الثنائية والتجارة والاقتصاد، فيما عبرت هذه الجماعة عن قلقها من طرد المهاجرين الأفغان من باكستان.
التعاطي في ظل الطرد القسري للمهاجرين الأفغان
وزار وزير الخارجية الباكستاني، أفغانستان بينما تستمر عملية الترحيل القسري للمهاجرين الأفغان من باكستان، وقد طُرد لحد الان أزيد من 80 ألف أفغاني.
وقالت وزارة خارجية طالبان أن أمير خان متقي أعرب خلال لقائه وزير خارجية باكستان عن الأسف للتهجير القسري للمهاجرين الأفغان من باكستان، ودعا اسلام اباد للحد من إهدار حقوق هؤلاء المهاجرين.
وأضافت أن الوزير الباكستاني محمد إسحاق دار قال أنه لا يتم إساءة التعامل مع المهاجرين الأفغان، ولا أحد يقدر على مصادرة أموالهم وممتلكاتهم.
وأفاد بيان وزارة خارجية طالبان أن الوزير الباكستاني قال أن الشرطة الباكستانية تحول دون الإجراءات غير المنضبطة ضد المهاجرين الأفغان.
وكانت باكستان قد بدأت عملية الطرد القسري للمهاجرين الأفغان اعتبارا من بداية الشهر الجاري، وتقوم باعتقال وطرد المئات يوميا.
وتشمل هذه العملية، أولئك المهاجرين الذين لا يحملون أوراق ثبوتية وكذلك الذين يحملون بطاقة الهوية الأفغانية (أية سي سي)، كما أن سائر المهاجرين الأفغان، يُنقلون من مدينتي اسلام اباد وراولبندي إلى سائر المدن الباكستانية.
وكانت طالبان قد وجهت في وقت سابق انتقادات لاذعة لهذه العملية واعتبرتها “غير إسلامية وغير إنسانية”.
كما انتقدت الأوساط والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان، الطرد القسري للمهاجرين الأفغان من باكستان وطالبت بوقفه.
العلاقات بين أفغانستان وباكستان بعد هيمنة طالبان على الحكم
وشهدت العلاقات بين أفغانستان وباكستان، تصعيدا عقب إعادة جماعة طالبان سيطرتها على أفغانستان.
واندلعت خلافات حادة بين طالبان وباكستان خلال أكثر من السنوات الثلاث الأخيرة، حول القضايا الحدودية وانتشار المجموعات الإرهابية في أفغانستان.
وقد خاض الطرفان خلال هذه المدة، اشتباكات ومواجهات مسلحة بسبب القضايا الحدودية أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة، وآخرها تسبب في الآونة الأخيرة باغلاق ممر تورخم الحدودي لنحو شهر واحد.
وزعمت باكستان خلال هذه الفترة أيضا أن المجموعات الإرهابية بما فيها تحريك طالبان باكستان (تي تي بي) تستخدم الأراضي الأفغانية كمنطلق لشن هجمات ضد باكستان فيما يضطلع المواطنون الأفغان، بدور في الاحتجاجات السياسية ضد الحكومة الباكستانة والانفلات الأمني في باكستان.
وبناء على ذلك، قامت باكستان بقصف المناطق الحدودية مع أفغانستان مرتين على الأقل بعد سيطرة طالبان على الحكم، وآخره، الذي تمخض عن مقتل 46 مدنيا بحسب الأمم المتحدة.
أما طالبان فهي ترفض هذه المزاعم وتقول أن أي مجموعة إرهابية لا توجد على الأراضي الأفغانية، ولا تسمح هي لأحد باستخدام الأراضي الأفغانية ضد سائر الدول.
ومع ذلك فان إقامة الاجتماع السابع للجنة التنسيق المشتركة بين الطرفين، بعد توقف طويل، وعقب زيارة وزير الخارجية الباكستاني إلى كابل، يشير إلى أن الطرفين قد بدآ الجهود للتغلب على التحديات وخفض التصعيد بينهما.
وليس واضحا بعد ما التنازلات التي ستقدمها طالبان لباكستان لتطبيع علاقاتها معها، وما التنازلات التي ستحصل عليها منها في المقابل.