"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

لأول مرة في تاريخ البلاد.. الملحدون يشكّلون الأغلبية في ألمانيا وتغيّرات محتملة في موقع المسلمين في المجتمع

 شفقنا :

أفادت صحيفة لوموند الفرنسية بأن ألمانيا تشهد تحوّلاً غير مسبوق في تركيبتها الدينية، حيث تجاوزت نسبة الأشخاص غير المنتمين لأي ديانة – ويُطلق عليهم غالبًا “الملحدون” – نسبة المسيحيين، لتبلغ 47% مقابل 45% للكاثوليك والبروتستانت معاً، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحوّل يعكس تغيرًا اجتماعيًا وثقافيًا عميقًا، خصوصًا في ولايات جنوب البلاد مثل بافاريا وبادن-فورتمبيرغ، حيث كانت المسيحية في السابق أكثر رسوخًا، مما يطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الدين ودوره في المجتمع الألماني.
وبينما تبرز هذه الظاهرة في سياق عام من تراجع الانتماء الديني، يلفت مراقبون إلى أن هذه التحولات قد تؤثر على موقع المسلمين في ألمانيا، البالغ عددهم نحو خمسة ملايين نسمة، معظمهم من أصول مهاجرة. ففي الوقت الذي تتراجع فيه الأديان التقليدية وتتقدّم أنماط الحياة العلمانية، قد يجد المسلمون أنفسهم في مواجهة مزدوجة: من جهة، مع تحديات الاندماج الثقافي في مجتمع علماني الطابع، ومن جهة أخرى، مع تراجع وزن الخطاب الديني في النقاش العام، ما قد يقلل من مساحة التفاهم مع مكونات المجتمع الأخرى.
إلا أن بعض المختصين يرون أيضاً أن هذا التحول قد يفتح بابًا لمزيد من التعددية والاعتراف بالتنوع الديني، حيث يُفترض في الدولة أن تتعامل على نحو أكثر حيادية مع مختلف المكوّنات، بما في ذلك المسلمون، لا سيما في ما يتعلق بحقوقهم الدينية والتعليمية ومشاركتهم في الفضاء العام.