مسلمون2015 :
هل سيهلك العرب كلهم قريبا ؟ كيف ؟ ولماذا ؟
ويل للعرب من شرٍّ قد اقترب .
الجبل الذهبي المدفون تحت الفرات .
التطاول في البنيان .
الحرب العالمية الأخيرة .
الضربة الكيماوية البيلوجية .
… منقوووول بتصرف …
تنويه هام :
قبل أكثر من 4000 سنة ، وفي مكة المكرمة ،
امر الله سبحانه وتعالى خليله ابراهيم ان يبني الكعبة
فقام إبراهيم واسماعيل -الذي صار يافعاً – عليهما السلام
وبعدها أذّن إبراهيم في الناس بالحج لأول مرة في التاريخ
لكن في تلك السنة لم يحج إلا ثلاثة :
وبعد ان اتم الجميع شعائر الطواف والسعي بين الصفا والمروة
وبلغ ابراهيم السعي ، استلقى في صحن الحرم
وقد صار شيخاً كبيراً وقد أخذ التعب منه مأخذه
فنام تلك الليلة من أوائل شهر ذي الحجة في المسجد الحرام ،
لكنه استيقظ فجأة بعد أن رأى في المنام رؤيا مرعبة ،
وتكررت الرؤيا مرتين كما يقول بعض المفسرين !!!وفي الحجاز أيضا وفي زمن نبينا محمدﷺ ، وبعد حجة الوداع ،
النبي العربي ، وخاتم الرسل -عليه الصلاة و السلام – محمد ﷺ رؤيا أخرى
مرعبة عن هلاك يقترب من العرب في آخر الزمان
وحدد الرسول صلى الله عليه وسلم موعد هذا الهلاك الجماعي للعرب
في الزمن الذي يكثر فيه الخبث في أمة العرب
عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش
رضي الله عنهن أنها قالت:
الذي ينذر باقتراب هلكة العرب واعطانا علامات و أمارات
في اكثر من حديث بالصم البكم ، او الحفاة الرعاة الشاة العالة الذين يتطاولون
في البنيانالرسول عليه الصلاة و السلام وصف هذا العصر الذي تحدث فيه هذه العلاماتبأنه الزمان الذي تعلو فيه التحوت ، وينطق فيه الرويبضة ،
ويصدّق فيه الكاذب و يكذب الصادق ، ويؤتمن الخائن
ويخوّن الأمين ، ويكون زعيم القوم أرذلهم ويسود القبيلة فاسقها
وتنتشر المغنيات والمعازف ، وتظهر الكاسيات العاريات ،
والقضاة خونة والفقهاء كذبة والله أعلم !!!
وهو نفس الزمن الذي يعود فيه بنو إسرائيل لفيفاً إلى القدس
هو نفسه أيضاً زمن “قرن الشيطان”
الذي يطلع ( أو طلع ) من نجد
ولكون مفتي السلطان والفقهاء جلّهم كَذبة إلا ما رحم ربي
لا تستطيع ان ترى ناطحات السحاب
قبلة المسلمين في كل مكان
العلامة الأولى :
و العلامة الثانية تحدد الزمان الذي تكون فيه الضربة الأكبر من الهلكة
قد حدثت وانتهت و عند ظهور العلامة الثانية تكون هلكة العرب
من قصص الماضي القريب
العلامة الأولى التي تحدد بداية الهلكة ،هي حادثة ستقع في الحجاز،
وتحديداً في مكة ، و تحديداً أكثر في المسجد الحرام ،
في نفس المكان الذي رفع قواعده إبراهيم و إسماعيل ،
وهذه الحادثة او العلامة هي أن يعوذ رجل بمكة ، و يبايع ما بين الركن والمقام ،
و يقتل هذا العائذ و يستحل البيت الحرام من قبل أهله و تقع مذبحة
في ساحة الحرم وبعد هذه الحادثة فلا تسأل عن هلكة العرب ،
لأن العد التنازلي يكون قد بدأ ، والهلكة قاب قوسين او أدنى
فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب “رواه أحمد وغيرهأما العلامة الثانية :
في نفس المكان الذي رفع قواعده إبراهيم و إسماعيل ،
وهذه العلامة هي عائذ آخر من نسل سيدنا محمد ﷺمن ابنته فاطمة
سيبايع مكرهاً – أيضا ما بين الركن و المقام – لكنه لن يُـقتل هذه المرة ،
بل سيخسف بالجيش الذي سيأتي لمحاربته – من الشام ،
الذي افتدي به الجد الأول لهذا العائذ – اعني إسماعيل عليه السلام –
أي عندما سيخرج ستكون قد حدثت هلكة العرب …
“سَيَعُوذُ بِمَكَّةَ عَائِذٌ فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ يَمْكُثُ النَّاسُ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِمْ ،
رواه ابن حماد في الفتن
بمعنى آخر هلكة العرب ستحدث في ( برهة من الدهر )
و هذا يعني أنك إذا أردت ان تعرف متى ستحدث الضربة الأقسى
والعين الثانية ارصد بها بقية العالم
فماذا حدث في هذه البرهة من الدهر بين العائذين،
ورد في كثير من الآثار عنهﷺ :
وفـُجرت بطونها أنهاراً.
(أي: حفرت الأنفاق في جبالها)
فقد أزف الأمر..الرسول عليه الصلاة و السلام فسر لنا الكيفية و السياق العام
فأخبرنا عن الفتنة الحالقة (الفتنة الشيعية – السنية في المشرق العربي )
التي ستؤدي إلى هلاك معظم العرب و الفرس في المشرق ، و أخبرنا عن
الهرج وهو القتل المجنون في المشرق والمغرب العربي وشمال إفريقيا !!!
بالسكان ، و خصوصاً مصر و سيكون مصدره – على الأرجح – إسرائيل
في حرب بيولوجية من وراء الجدر
وستطوف في الشام وتغشى العراق وتخبط الجزيرة بيدها ورجلها
وبعد هذه الفتنة سينتهي تماماً الحكم الجبري ،
وسيكون الناس فسطاطين ، وتعود الخلافة على منهاج النبوة
في عام 1924 الغى اتاتورك الخلافة ودخلت البلاد الإسلامية رسمياً
في الحكم الجبري ، وبدأ قرن الشيطان
و في عام 1925 دخلت مكة والمدينة تحت سلطان
ملك نجد عبد العزيز آل سعود رحمه الله…
لكن ما يهمنا الآن هو ماذا حدث، وماذا يحدث الآن في هذه البرهة
من الدهر بين العلامة الأولى و العلامة الثانية
بين العائذ الأول و العائذ الثاني !!!
في مكة ، وفي الأول من شهر محرم عام 1979 ،
عاذ الباغي محمد بن عبدالله القحطاني بمكة بمساعدة فئة ضالة من اقربائه وأتباعه ،
وأخذت له البيعة قسراً وظلماً ما بين الركن والمقام ، لكنه قتل بعد ثلاثة أيام
داخل الحرم بعد ان اقتحمت القوات السعودية المسجد الحرام
واستحل البيت من قبل أهله وتوقفت الصلاة و العمرة فيه فترةً من الزمن
لإصلاح ما تضرر من الحرم ..
و في نفس العام وقع السادات اتفاق السلام مع إسرائيل بعد أن زار القدس
واعترف بإسرائيل و ضمنت إسرائيل امن الجبهة الجنوبية ،
و بدأت حركة نشطة لعمران بيت المقدس بالاستيطان اليهودي
و في نفس تلك الفترة تبنى أعضاء في الكونغرس الامريكي
أنها تشكل خطراً استراتجياً عليها في المستقبل ..
وفي نفس العام انتصرت الثورة الإيرانية اللاإسلامية ،
رجل سيتبعه خشارة العرب وحثالة الفرس ويمهد الطريق للفتنة الحالقة
التي سيهلك فيها صريح العرب في اليمن والمشرق
وفي نفس العام أعطي حافظ الأسد -النصيري العلوي
التي اجتاحت بيروت وتم تصفية المقاومة وطرد منظمة التحرير
والفصائل الفلسطينية تماماً ، وتم تلميع حزب الله الشيعي كي يملئ الفراغ
ويستفرد بالساحة ويكون كلب الحراسة في الجنوبو في نفس العام أيضا تم تدشين أول أبراج دبي ،
من بعده في حمى التنافس للتطاول في البنيان
وصلت حمى بناء الأبراج إلى مكة أيضاً !!!
في الأعوام التي لحقته بدأت حركة تحديث وتطوير الأثار القديمة
من قبل اليهود والمستوطنين
وفي غفلة من الدهر وفي هذه المرحلة انهار الاتحاد السوفياتي ،
عليه إسرائيل عملياً لأن اللوبي الصهيوني هو صاحب النفوذ الأكبر
واندلعت حرب الخليج الثانية وحوصر العراق ، ومنعت العراق قفيزها
و درهمها كما تنبأ رسول الله ﷺ …
فيما كانت الشعوب العربية تعيش في مرحلة غسيل مخ مبرمجة
وبقصدٍ وغير قصد وسارت مخططات أعداء الأمة كما يريدون
في هذه البرهة من الدهر عاش شعب مصر العظيم مجبراً في قوقعة
ثقافية (وطنية) لدرجة افقرت الشعب وجوعته وشردته في الأرض
يسعى لقوت عياله ولم يفكر في مستقبل مصر والأمة التي هو ركنٌ ركين
من أركانها وسور عالٍ من أسوارها ومن أقوى جنودها،
كرسها اعلام الحزب الوطني في حقبة مبارك وحكوماته البائدة
ومسؤوليه الفاسدين !!!
وافسد اكثرهم المال الذي نبع مع النفط وطاف وأغرقهم
واهدروه بسذاجة على الترف العابر والملذات الفانية
وتدهور كثيراً وضع اللغة العربية في المغرب وبعض المشرق
في جميع بلدانهم ،،،
سواء الغنية او الفقيرة من اجل الدعوة الإسلامية أو توصيل الرسالة
لأنه في هذه البرهة من الدهر كانت الأولويات مختلفة فالعلاقات تقطع
بين دولة وأخرى من اجل مباراة كرة قدم !!!
و تعززت المشاعر الإقليمية لبنان أولاً ، ليبيا أولاً …الخ
كـ سايكس بيكو وأمثالها …
وضع هتافاتها الموارنة ، و رددها السنة في لبنان كالببغاوات ،
فالهدف ان يكره اللبناني سوريا بالمطلق وليس النظام السياسي ،
ونفس الامر لا يزال يحدث الآن من خلال القوانين القاسية والغير محقة
التي تفرضها بعض دول الجوار العربي والإسلامي مؤخراً
على مواطني دول شقيقة هربوا من ويلات الحروب وأنات المعاناة والألم
ومن جوع الحصار وقلة الآمان فالغاية التي رسمها العدو المتربص بنا كلنا
هي تعميق الشرخ النفسي في الاجيال الجديدة ،
وكل ذلك مرتب مسبقاً ومخطط له
ولقد نجح كثير من الحكام والسياسيون في تحويل العرب
في عام 2011 وصلت حالة البؤس في المجتمعات العربية
لتبدأ حقبة ستدوم 12- 20 سنة والله أعلم
حيث سيقوم العرب جميعاً بحرق أنفسهم بأيديهم
في نفس العام انطلقت في أرض مكة المكرمة التوسعة الكبرى
وهي توسعة خارجية تطال مكة بأكملها إن شاء الله ..
في عام 2014 أحكمت إيران سيطرتها على 4 بلدان عربية
وبعد ان يكتمل عمران بيت المقدس اليهودي ويتم خراب يثرب تبدأ طبول الملحمة تقرع في المكان الذي حلب فيه إبراهيم الخليل
بقرته الشهباء في مرج دابق والله اعلم ..
فقد ظهرت الرايات السود القادمة من المشرق ،واختلفت فيما بينها،
وسيطر ما يسمى الدولة الإسلامية !!!على معظم حوض نهر الفرات
وبدأ يقرع طبول هارمجيدون ، والهدف ولادة نظام عالمي جديد ،
وتخفيض عدد البشر إلى اقل من الثلث
إن الرسول عليه الصلاة و السلام اخبرنا ان نهر الفرات سيشهد
أحد فصول الحرب العالمية على كنزه الذهبي عندما ينحسر عن جبل من ذهب
يقتتل عليه الجميع في معارك ستؤدي إلى فناء اكثر من ثلثي البشر،
أي من كل تسعة سبعة، وسيُقتل من المحاربين
و المشتركين في معاركها 99% من الجنود في حرب عالمية
سيستخدم فيها أسلحة الدمار الشامل والله أعلم !!!
وغيرها من الأسلحة التي تعدها وتهيأها الآن وفي غفلة منّا
لتضمن القضاء على أكبر عدد ممكن من العرب والمسلمين
بعد هذه الملاحم سيتقلص عدد الذكور بشكل خاص
وسيصير الأمر كما قال رسول الله ﷺ :
أن يصبح كل رجل قيماً على 50 امرأة
بعد كل هذا ….لا تسأل عن هلكة العرب !!!؟؟؟فهلكة العرب هي أمر قد إقترب ، وواقع آتٍ لا محالة ، فالعرب قد استوفوا شروط هلاك الامم في القرآن الكريم ،
وقوانين الله وسننه الكونية لا تحابي احد !!!
لقد نزل القرآن بلسان عربي مبين على نبيٍ عربيٍ أصيل ،
ونصره العرب بادىء ذي بدء…
وهذا يعني ان العرب هم حملة الرسالة السماوية ،،،
ولكنهم في القرن الأخير توقفوا تماماً عن حمل الرسالة
بل صارت حالات ردة معاكسة مع كل أسف ..
وكثرُ الخبث (المعاصي العظيمة والكبائر جهرةً )
الى درجة غير مسبوقة في التاريخ
لذلك على اصحاب البصائر ان يخططوا للمستقبل ما بعد الهلكة
لانه إذا علمت ان هناك طوفاناً قادمٌ اليك فمن الغباء
ان تستمر ببناء قلاع رملية على الشاطئ ،
عليك ان تبدأ بصناعة السفن والسدود وما يدرء خطر الطوفان ..
عَنْ أُمُّ شَرِيكٍ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِىَّ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ:
لَيَفِرَّنَّ النَّاسُ مِنَ الدَّجَّالِ فى الجبَالِ
قَالَتْ أُمُّ شَرِيكٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ فأينَ العَرَبُ يَومَئِذٍ ؟
قَالَ هُم يَومَئِذٍ قَلِيلٌ ( وجلهم في الشام )
وهذا الحديث يحدد بعض طرق النجاة
سيكون جل الناجين من العرب في الشام والتي ستتخلص من أشرارها ،
أما الأقلية الباقية فسيكونون مبعثرين في شعب جبال الأطلس في المغرب العربي ،
أو جبال سيناء والصعيد أو جبال اليمن والحجاز أوالجبل الأخضر أو جبل ظفار .
وستبقى -بطبيعة الحال- أقلية صغيرة تأرز إلى المدينة المنورة ،
وكذلك مكة المكرمة لأن هاتين المدينتين لن يدخلهما
بإذن الله الدجال ولا الطاعون…
فمن أرادهما بسوء أذبه الله كما يذوب الملح في الماء …
https://moslemon2015.blogspot.com/2016/07/z.html
أخلاق بقاء الأمم (العرب يومئذ قليل) و(الروم أكثر الناس)
قالوا: “البقاء للأقوى”، وقالوا: “البقاء للأصلح”، وإننا نجد في سنَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحاديثَ تخبرنا بالأخلاق المؤهِّلة للبقاء إلى الأجل المُسمَّى، ولعلها نذير لهذه الأُمة؛ فعن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت: استيقظ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من النوم محمرًّا وجهُه يقول: ((لا إله إلا الله، ويلٌ للعربِ من شرٍّ قد اقترب، فُتِحَ اليومَ مِن رَدْمِ يأجوج ومأجوجَ مثلُ هذه))، وعقد سفيان تسعين أو مائةً، قيل: أَنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم، إذا كثُر الخبثُ))؛ رواه البخاريُّ في صحيحه.
إذًا؛ فالصلاح ليس مؤهِّلًا من مؤهِّلات البقاء، إلا إذا تعدَّى ليكون إصلاحًا في الغير.
فكيف يكثُر الخبث مع وجود الصالحين إلا إذا صار وجود هؤلاء الصالحين غيرَ مؤثِّر؟!
فالإصلاح تلازمه صفتان هما المنَعة والقوَّة.
المنعة صفة عدم تقبُّل ومجاراة أخطاء المجتمع بالتصدِّي لها، وأما القوة فلازمة للردع حين يصبح للفاسدين أو المفسدين تأثير.
روى المستورد بن شدَّاد الفهريِّ أنه قال عند عمرو بن العاص: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تقوم الساعة والروم أكثرُ الناس))، فقال له عمرو: أبصِر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لئن قلت ذلك، إن فيهم لخصالًا أربعًا: إنهم لأَحلمُ الناس عند فتنةٍ، وأسرعُهم إفاقةً بعد مصيبة، وأوشكُهم كرَّة بعد فرَّة، وخيرُهم لمسكين ويتيم وضعيفٍ، وخامسة حسنة جميلة: وأمنعهم مِن ظلم الملوك))؛ رواه مسلم.
كان العرب أهل فراسة، وازداد مَن آمَنَ منهم بالإيمان بصيرةً، فنجد هذا الربط من عمرو بن العاص رضي الله عنه – بما منَّ الله به عليه من بصيرة، وما لديه من سابق خبرة – يُعدِّد خصالًا في الروم يراها تُؤهِّلهم للبقاء عند هلاك أمم أخرى!
فلماذا يكون العرب حين خروج الدجَّال قليلين، في حين يكون الروم أكثرَ الناس عند قيام الساعة؟!
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117]، فنجد الصلاح وحده لا يؤهِّل صالحي العرب المسلمين للبقاء إلى الأجل المسمَّى، في حين نجد هذه الخصال الخمس المفقودة أهَّلت الروم للبقاء إلى الأجل، ولننظر في هذه الصفات على أنها نذير الهلاك لفاقديها من هذه الأمة: أحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقةً بعد مصيبة، وأوشكهم كرَّة بعد فرَّة، وخيرهم لمسكين وضعيفٍ، وأمنعهم من ظلم الملوك.
معرفتنا بتلك الخصال ليست لنقول: هم أفضل منا، أو لنُعظِّمهم في نفوسنا، بل لنُحذر أنفسنا من فقدانها، فهذه الصفات تتكامل معًا لتُشكِّل مجتمعًا متماسكًا منيعًا، سريع النهوض بعد السقوط.
فالجراح الواقعة بمرور الأحداث تُنهك الأمم، والظلم يَفتك بها سريعًا ويُوهنها، إلا أن المنعة والتلاحم تُشكلان حصنًا للأمة المتمسِّكة بهما، وبالتالي فإن النوازل لا تفتك بها بالسرعة التي تفعلها بالآخرين إلا بقدر الله عز وجل!
وقد جعل الله لقدره سُننًا؛ ذلك ليعلم الناس كيف تقوم الحياة منضبطةً، ويَسلكون سُبل ذلك، فلم يتركهم للتجريب المتخبِّط؛ بل أنزل الميزان، فالحمد لله رب العالمين!
ولعلنا لو أخذنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير التفكُّر في أهمية الخبر وما وراءه من بيان، وبمعزلٍ عن الحوار الدائر بين الصحابيَّين – لم ننتفع على النحو المطلوب، فهما يُعلِّمانِنا كيف ننتفع بالخبر من الناحية العملية!
فإننا نتعلَّم من الحديث ما يجب أن نتحلى به من أخلاق المنعة والترابط وسرعة الاستفاقة، وكذلك لنعرف الروم حين تكون العداوة، ولننتفع بذلك في التخطيط والمعارك إن شاء الله؛ فنعرف كيف وأين ومتى نضرب أعداءنا؟ وهذه الأخلاق تعين على إقامة الحق إذا ما تآزَرت مع الإسلام.
فإقامة الدين في مجتمع لا تستمر من غير القوة والمنعة؛ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((والذي نفسي بيده، لتأمُرُنَّ بالمعروف ولتَنْهَوُنَّ عن المنكر، أو ليُوشِكَنَّ الله أن يبعثَ عليكم عقابًا منه، ثم تَدعونه فلا يَستجيب لكم))؛ صحيح الترمذيِّ.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل، كان الرجل يلقى الرجل، فيقول: يا هذا اتَّقِ الله ودَعْ ما تصنع، فإنه لا يَحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يَمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبَه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرَب الله قلوب بعضهم ببعض، ثم قال: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ﴾ [المائدة: 78]))، إلى قوله: ﴿ فَاسِقُونَ ﴾، ثم قال: كلَّا واللهِ لتأمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المنكر، ولتَأْخُذُنَّ على يدي الظالم، ولتَأْطُرُنَّه على الحق أطرًا، ولتَقْصُرُنَّه على الحق قصرًا))؛ رواه أبو داود في سننه.
ففقدُ المنعة يسمح بقَبول الخبث واختفاء إنكار المنكر، ويسمح للظلم باجتياح المجتمع، وفَقْدُ القوة يسمح بانتشار الخبث والظلم لغياب الرادع، وإلَّا فكيف يُؤْطَرُ المخطئُ على الحق أطرًا بغير قوة؟!
وفقدان التوادِّ والتراحم يُعَدُّ أيسرَ سُبل تشرذُمِ الأمم وتفكُّكها؛ عن النعمان بن البشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ترى المؤمنين في تراحُمِهم وتوادِّهم وتعاطُفِهم، كمثلِ الجسدِ إذا اشتَكى عضوًا، تداعى له سائرُ جسدِه بالسَّهرِ والحمَّى))؛ رواه البخاريُّ في صحيحه.
فمن أخلاق الروم “خيرهم لمسكين ويتيم”، فالنوازل تُفكِّك المجتمع؛ لانشغال كل مصاب بمصيبته ومداواتها، وحينها يسهل أن تَشرُد شاردة المسلمين، ويتصيَّدها الشيطان وأعداء الله!
ألسنا نرى التنصير واجتذاب ضعفاء المسلمين إلى الإلحاد والكفر، يقع واضحًا حين يُنسى الضعفاء.
في جملة هذا التبيين نجد أن فقدان هذه الخصال مُحقِّق للهلاك مِن خلال:
• انتشار وتمكُّن الخبث وهو سبب مباشر للهلاك.
• طغيان الظالمين وفتْكهم بالأمة.
• تشتُّت الضعفاء وانفصالهم عن الأمة، أو تحوُّلهم إلى ثغرةٍ تُضعفها.
• سوء الفعل والاندفاع عند الفتن.
• المسارعة إلى الكر بعد الفر، فلا يتمكَّن منهم العدوُّ بسهولة في غفوتهم.
والواقع الآن أن الأمة تُسارع في تشرُّب عكس هذه الصفات المؤهِّلة للبقاء إلى أجلٍ، وفي ذلك تفريط في سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث حثَّنا على التمسك بها في مواطنَ متعدِّدةٍ.
لا تحوي المقالة كل ما يخص أهمية هذه الأخلاق أو كيفية الانتفاع بها؛ بل قصدتُ لفت أنظار الأمة الوسط إلى أسباب هلاكها؛ لعل الله يرزقنا رشدًا لأنفسنا وفي تربية أبنائنا.
وأرجو ألا يكون المقال مثيرًا لمقولة سوء وهي “إسلام بلا مسلمين”!
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الألوكة