وقال قنديل في كلماته..
سماحة الشيخ “عبد المهدي الكربلائي”.. حفظه الله وبارك خطاه
في حضرة كربلاء، كلّ الحروف تُخلع أحذيتها، وتدخل خاشعةً إلى مقام الطهر،
فالأماكن التي عبرتها الدموع لا يصلح أن نمرّ بها بالكلام العابر.
سماحتكم، كنتم لنا في هذه الرحلة، لا مجرد مضيف كريم، بل صاحب قلبٍ نُزِع منه كلّ ما يثقل، وزُرع فيه ما يُضيء، ووجدنا في لقائكم ليس فقط وجه رجلٍ من رجالات الدين، بل مرآةً صادقة لإنسانٍ كرّس حياته لخدمة من لا صوت لهم، ومن لا طبابة لهم، ومن لا سند لهم، إلا رحمةُ الله وأمثالكم.
تشرّفنا بالدخول إلى العتبة الحسينية، لا كزائرين فحسب، بل كمن دخل مدرسةً للرحمة، ومقاما للعدل، وواحةً يسكنها الحسين في كلِّ زاويةٍ منها، صوتًا وصدى، قدوةً وعطاء، ما شاهدناه هناك، لم يكن حجارةً مرصوصةً، ولا أعمدةً شامخة، بل روحًا تمتدُّ من قلب كربلاء لتداوي جراح العالم.
في العتبة المقدسة، يسكن الحسين لا شهيدًا فقط، بل طبيبًا للفقراء، وأبًا للأيتام، وسندًا للضعفاء.
كانت لمساتكم المباركة في أروقة الشفاء، تلك المستشفيات والخدمات العلاجية، أصدق تجلٍّ للفكرة الحسينية:
أن يكون الدين في خدمة الإنسان،
أن يكون الإيمان طريقًا إلى الرحمة،
وأن يكون العطاء بلا مقابل، سوى وجه الله.
سماحتكم،
شكري لكم لا تكفيه الكلمات، ولا يفيه الحبر،
لكنني أكتب، لعلّ ما لا يُقال، تقوله اللغة من فرط امتنانها،
ولعلّ قلبًا زار كربلاء، لا يعود كما دخلها،
بل يُخلق من جديد على صورةِ الحسين.. وبروحكم الطيّبة، العامرة بالإنسان.
دمتم للناس أملاً، ولكربلاء وجهًا مشرقًا لا يُطفئه الزمن.
د. خالد قنديل