قال أمير موسوي وهو معلق سياسي ودبلوماسي إيراني سابق، إن ترامب الذي ألغى اتفاقية أوباما الشهيرة مع طهران، يريد أن ينال جائزة نوبل للسلام هذه المرة، ولذلك توجد إشارات بأنه يود تحقيق زيارة تاريخية غير مسبوقة ليلتقي المرشد علي خامنئي الذي وصفه بـ”السيد العزيز” في الرسالة الأخيرة، مثل تلك التي قام بها في ولايته الأولى حين التقى رئيس كوريا الشمالية “غريب الأطوار”!
أمير موسوي، في حوار مع الإعلامية رانيا ناصر، تابعته شبكة 964:
التفاؤل الأولي الذي ظهر خلال المفاوضات التمهيدية مع الأميركان سببه التزام الجانب الأميركي بعدم طرح أي موضوع خارج ملف التسلح النووي، وعدم تطرقه الى العلاقات السيادية للجمهورية الإسلامية مع دول الإقليم، فالتركيز كان على سلمية البرنامج النووي وعدم اتجاهه الى التسلح النووي، وإذا استمرت هذه الأجواء الإيجابية يمكن أن نصل الى تفاهمات خلال الفترة المقبلة.
وزير الخارجية الإيراني عراقجي أكد أن المفاوضات استمرت لساعتين ونصف، وأن معظم وقت الجلسة تضمن محاولة إعطاء الثقة للإيرانيين بأن الجانب الأميركي جاد في المفاوضات، فاتفاق 2015 كان جميلاً جداً ويؤمن توجهات كل الأطراف ويحظى بدعم مجموعة 5 + 1 وقرارات أممية، ولكن يبدو أن ترامب ألغاه فقط لأن أوباما وقعه، وأيضاً بالضد من توجهات الديمقراطيين.
اليوم ترامب يريد أن يسجل الاتفاق النووي باسمه، لكي يثبت للعالم أنه رجل سلام، وهو يريد الذهاب الى طهران ولقاء الإمام الخامنائي، وسبق أن طلب ذلك خلال ولايته الأولى، كما التقى بالزعيم الكوري، وأعتقد أنه يبحث عن جائزة نوبل، لا تهمه المصالح الإسرائيلية.
اليوم كانت هناك بادرة للمصالحة، حيث التقى وزير الخارجية الإيراني بالمبعوث الأميركي في ممرات مكان المفاوضات، وهذه بادرة جيدة، فالجمهورية الإسلامية دائماً ترغب بالحل الدبلوماسي، وتعتقد أن أي مواجهة ستنعكس سلباً على شعوب المنطقة كلها.
العلاقات طيبة مع المملكة العربية السعودية، والتي كانت بجهود عراقية ومساعدة الأخوة الصينيين، وهناك تفاهمات كبيرة واستشارات أجراها رئيس الجمهورية الإيراني مع الأمير محمد بن سلمان قبل التوجه الى مفاوضات مسقط، وبإمكان إيران أن تلعب دور الأمين في المنطقة بدل دور الشرطي أيام الشاه الذي كان ينفذ أجندات صهيونية ضد دول المنطقة.
ما زلنا نرفع شعار الموت لأميركا وإسرائيل، بمعنى الموت للسياسات الظالمة، وواشنطن هي من قطعت العلاقات معنا، أما إسرائيل فلا نعترف بها ولا نعترف بحل الدولتين أيضاً، ولكن في النهاية لا بد من الجلوس والتفاهم مع الأميركيين حول بعض الملفات، وإذا حل السلام سينعكس على دول المنطقة وينتهي العدوان على غزة ولبنان واليمن وسيتحسن الوضع العراقي أيضاً.
لم نرسل الصواريخ أو الفتاوى الى جماعات عراقية، ولكن إيران ستضرب كل القواعد الأميركية في المنطقة بما فيها العراق إذا ما استخدمت لاستهداف الجمهورية الإسلامية، وهذه الدول أعلنت أن هذه القواعد خارج سيطرتها وعليهم أن لا يزعلوا إذا قصفنا تلك القواعد، وعليهم أن يحذوا حذو عمان بعدم السماح للأميركيين والبريطانيين باستخدام أراضيهم.
الدبلوماسية الإيرانية انتصرت بفرض قواعد التفاوض وحصرها بالملف النووي، وبتحديد مسقط وليس غيرها كما كان يرغب الأميركيون، واخترنا اليوم الوطني للبرنامج النووي لبدء المفاوضات، وهي رسالة واضحة بأن من حق إيران إنشاء برنامجها النووي، وهذا انتصار دبلوماسي كبير لإيران رغم التهويل والتهديدات التي سمعناها خلال الفترة الماضية.
الاستكبار الغربي لا يفاوض الضعفاء، وهم يعلمون ما تملك إيران مك أوراق قوية ولولاها لما جاءوا الى مسقط للتفاوض، وانظروا كيف يتصرف ترامب مع الآخرين من إهانات وإملاءات، ولكنه حين خاطب المرشد الأعلى للثورة خاطبه بكلمة عزيزي آية الله خامنائي.
السيد الخامنئي ما زال رافضاً للمفاوضات بوجود ترامب، ويعتقد أن الأميركيين لن يتنازلوا ويرفعوا العقوبات عن الشعب الإيراني، ولكنه سمح بذهاب الوفد المفاوض بناء على طلب الرئيس الإيراني المنتخب والذي أراد أن يجرب ذلك بعد الرسائل والتطمينات الأميركية حول جديتهم هذه المرة.
الأمور تبدو متجهة الى التفاهمات، وإيران تريد السلام في المنطقة، وإنزال نتنياهو من شجرته الطغيانية، وترامب يريد الاستقرار أيضاً خلال فترته الثانية لأنه مفيد لشركاته ومشاريعه الاقتصادية، والجمهورية الإسلامية أثبتت أنها مستعدة للتفاوض ولن نبدأ بالحرب ولن نطلق الرصاصة الأولى.