"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إسرائيل تذبح وتنقض العهد برعاية أمريكية والدول العربية تشجب وتدين.. لا تقل تخاذل عربي وقل: تواطؤ”.. أين الوسطاء؟ الآلاف يعبرون عن غضبهم لأول مرة من بيانات الإدانة المصرية.. فهل تصل الرسالة إلى القيادة؟

القاهرة – “رأي اليوم”  :

كعهدها في نقض العهود، أنهت دولة الاحتلال الإسرائيلي الهدنة واستأنفت ضرب غزة، فارتقى مئات الشهداء (معظمهم من الأطفال والنساء)، وأصيب الآلاف، فماذا عسى أن يكون رد العالم والعرب خصوصا؟!

الخارجية المصرية كعادتها أصدرت بيانا، أكدت فيه إدانتها الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، معربة عن رفضها الكامل لكل الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر في المنطقة.

وطالبت مصر المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي، مطالبة الأطراف بضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال الجهود للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار.

اللافت على بيان الإدانة المصرية تعليق الآلاف عليه، معربين عن خيبة آمالهم من كل بيانات الإدانة التي لا تغني من الإبادة شيئا.

السفير محمد مرسي يقول تعليقا على التطورات الخطيرة إن هناك ألف سؤال يوجه للعرب وللعالم كله وفي مقدمته أمريكا، وعلي رأس هذه التساؤلات تساؤل حول المماطلة في دخول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار ودوافعها.

ويضيف أن هناك تساؤلا آخر عما سيكون عليه الحال إذا تم إطلاق سراح الأسري ونكصت إسرائيل بعد ذلك بالتزاماتها واستأنفت التدمير أملاً في تنفيذ خطة ترامب بإخلاء غزة من سكانها ؟ وفي رسم ما تبقي من سطور ورتوش علي الشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه لنا؟

وهل هناك ضامن حقيقي ومحايد لإسرائيل في ظل مثل تلك الأوضاع والتطورات ، وفي ضوء الاندفاع الترامبي ، وفي بلوغ التطرف والهوس الديني والقومي منتهاه داخل المجتمع الإسرائيلي وقياداته السياسية ؟

ويخلص إلى أن ما حدث خطوة أخري نحو المجهول تقودنا إليها أمر يكا وإسرائيل وسط نيران مشتعلة في غزة والضفة ولبنان وسورية واليمن والسودان ، وربما إيران وتخومها وبلاد أخري لاحقاً.

الخبير التربوي د.سعيد إسماعيل يرى أن ما يحدث لغزة، لا يكشف تخاذلا عربيا، بل، ربما: “تواطؤا “، حيث قد يؤدى انتصار المقاومة إلى إيقاظ الهمم، واشتعال ثورة عربية عامة؟!

من جهته يرى د. محمد محسوب الوزير المصري الأسبق للشؤون القانونية والمجالس النيابية أن أكثر من 400 شهيد فجر رمضان، تمنح البيت الأبيض ما يفاخر به اليوم، لا يعنيهم قانون دولي ولا سلام، فقط طمس وجودنا، وتحكم فينا بدكتاتوريات لا تحسن سوى صمت وانكسار هناك واستئساد هنا.

ويضيف أن أمة حرة فقط يمكنها وقف هذا العار واسترداد كرامتها وردع مستخف بها.

ويختتم مؤكدا أن الاستبداد موت، والحرية ميلاد جديد.

في ذات السياق يؤكد الكاتب أحمد السيد النجار أن الكيان المسعور المهووس بالنهش، أعاد الدائرة الجهنمية للإبادة الجماعية بدعم من إمبراطورية الشر بعد فترة من الحصار والتجويع، وسط صمت وخذلان عربي ودولي متكرر.

ويضيف أن “الطوفان” أدى دوره في إحياء القضية وفرض السردية الفلسطينية وإزاحة سردية الاحتلال المزيفة، ودفع الشعب تضحيات هائلة للوصول إلى ذلك الهدف، داعيا إلى قراءة واقعية من المقاومة البطلة وإجراءات رادعة من دول الوساطة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق ولإنقاذ الشعب وإنهاء حرب الإبادة الإجرامية التي تجري في عالم إما بليد أو متواطئ.

ما الحل؟

السؤال الذي فرض نفسه: ما الحل؟ وكيف سيكون التعامل؟

د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية يجيب على السؤال مؤكدا أن الموضوع طويل والمقاومة حتمية والمعركة أو الصراع صفرى..إما نحن وإما هم.

مذبحة الأمس دعت الكثيرين للتحذير من أننا وصلنا الى المربع الخطر الذى سوف يكشف الجميع  ويهدد الأمن القومى اذا استمروا فى مخطط التهجير الطوعى والقهرى، مؤكدين أن الأيام القادمة حاسمة.

السؤال الآن: هل تصل رسائل الغضب الشعبية المصرية إلى القيادة، فتسارع إلى ممارسة كل أنواع الضغط السياسي على هذا الكيان الدموي لوقف العدوان؟!