"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مصر : تفاصيل خطيرة عن إحباط مصر لمخطط الحرب الأهلية.. خبير يدلي بتصريحات لـRT

RT :

كشف خبير شؤون الأمن القومي المصري، الكاتب الصحفي محمد مخلوف، في تصريحات خاصة لـ”RT”، أسرارا جديدة حول كيفية نجاح مصر في إفشال مخطط الحرب الأهلية تزامنا مع “يوم الشهيد”.

 إقرأ المزيد

وقال: “تعرضت مصر عقب أحداث يناير 2011 وثورة يونيو 2013 إلى مخطط كبير وضعته أجهزة استخبارات عالمية بالتعاون مع أجهزة استخبارات إقليمية لإسقاطها وتقسيمها. تم تكليف التنظيم الدولي الإرهابي للإخوان وأجنحته السياسية والعسكرية بتنفيذ ذلك المخطط في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما أطلقوا عليه ثورات الربيع العربي. لكن تضحيات رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، ووعي الشعب واصطفافه كانت حائط الصد الذي أفشل هذا المخطط”.

إفشال الفتنة وإحباط المخطط

أكد محمد مخلوف أن أحداث يناير 2011 كانت بداية لمحاولة إحداث فتنة بين الشعب المصري. بدأت الجماعة الإرهابية وأعوانها بترويج شائعات مغرضة ضد جهاز الشرطة، ووصفت أساليبها في التصدي للإرهاب والفوضى بالممارسات القمعية. تلا ذلك محاولات لإسقاط الدولة وتقسيمها بعد اقتحام الحدود المصرية. لكن بطولات القوات المسلحة المصرية نجحت في دحر الإرهاب واستعادة الأمن في سيناء، حيث خاضت حربًا شرسة ضد الجماعات الإرهابية التي تدعم الإخوان وحكمهم. كما نجحت في حماية رفح المصرية من محاولة احتلالها.

الخبير المصري محمد مخلوف

وأشار مخلوف إلى أن الشرطة المصرية سرعان ما عادت للشعب ولبت نداء المصريين، ليصبح “الجيش والشرطة والشعب يداً واحدة”. وأوضح أن عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي كان تلبية لنداء الشعب وما أملته المصلحة الوطنية وضرورات الأمن القومي، تحسبًا لوصول البلاد إلى حرب أهلية خلال شهرين إذا استمرت الحالة التي سادت البلاد. واستشهد بتصريحات وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي في أكتوبر 2013، والتي أكد فيها أن تدخل الجيش في ثورة 30 يونيو أنقذ البلاد من حرب أهلية كانت مقبلة في غضون شهرين، وفق تقديرات المؤسسة العسكرية.

تفاصيل خطيرة عن مخطط الإخوان

استشهد الخبير المصري بمعلومات هامة حصل عليها من اللواء عادل عزب، المدير الأسبق لمكافحة النشاط المتطرف بقطاع الأمن الوطني المصري، والذي كشف له عن خيوط هذا المخطط.

وأوضح أن تنظيم الإخوان الإرهابي حاول استغلال الأحداث وتحويل الأزمة بعد خروج الشعب مطالبًا بإسقاط الإخوان، إلى إحداث فتنة وصدام شعبي عنيف بين أنصار التنظيم وعموم المصريين، بهدف تحويل الشوارع إلى ميادين حرب ومواقع صدام دموية.

وتابع مخلوف: “سقط مئات المصريين الأبرياء في تفجيرات يقف خلفها الإخوان، استهدفت المساجد والكنائس والأماكن العامة، ضمن مخططهم لإضعاف الثقة في الجيش والشرطة من خلال ترهيب الشعب. كما سقط عشرات الشباب الأبرياء برصاص الغدر من ميليشيات الإخوان في مظاهراتهم التي طالبوا فيها بإسقاط حكم الجماعة التي حكمت تحت شعار ‘يا نحكمكم يا نقتلكم!’. ولم ينجُ حتى شبابهم المغرر بهم، الذين استخدمتهم الجماعة في تنفيذ عمليات التفجير وسلحتهم بالقنابل دون تدريب كافٍ. كان الهدف من ذلك الحفاظ على كوادر الجماعة الفاعلين خشية ضبطهم أو تعرضهم للأذى، وهذا وفقًا لاعترافات عضو مكتب الإرشاد المسؤول عن ما أسموه ‘اللجان النوعية’، ويدعى محمد طه وهدان.”

استخدام الرياضة كأداة للحرب الأهلية

أوضح الصحافي محمد مخلوف أن تنظيم الإخوان حاول استخدام مشجعي كرة القدم كوسيلة لإشعال الحرب الأهلية، عبر إيجاد مبرر قوي لصدام طويل الأمد بين جماهير الألتراس والشرطة، وتحويل مباريات كرة القدم إلى معارك دموية. كانوا يستخدمون في ذلك بعض المنتمين للتنظيم من مشاهير كرة القدم المؤثرين، الذين يُسمونهم “الصفوة”، لتحريض الجماهير. لكن بوعي جماهير الألتراس، عادت الجماهير إلى الملاعب والمدرجات، وفشلت مخططات “أهل الإفك”، كما يتم تخليد شهداء الألتراس وإحياء ذكراهم بشكل دوري.

دور الجيش والشرطة

اختتم مخلوف تصريحاته قائلا: “من أهم أسباب إفشال هذا المخطط هو الدور البطولي لرجال الجيش والشرطة الذين فطنوا لهذا الكمين أو الفخ، وتصدوا بصدورهم لحماية الشعب من الانجرار إلى حرب أهلية. جعلوا المواجهة بين الدولة ممثلة في الجيش والشرطة وبين المجرمين المسلحين، والتزموا بسياسة الاحتواء والتدخل المحسوب دون الدخول في معركة دموية مفتوحة. ولولا تقديم الجيش والشرطة شهداء، لوجدنا في مصر سيناريو أكثر دموية مما حدث في سوريا وليبيا وغيرهما.”

ويعد 9 مارس أحد أهم الأيام في تاريخ العسكرية المصرية، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض، والملقب بـ”الجنرال الذهبي”، والذي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، حيث استشهد أثناء زيارته للخطوط الأمامية على جبهة القتال صباح يوم 9 مارس في عام 1969، ومن وقتها أصبح هذا اليوم “9 مارس” تاريخا محفورا في ذاكرة الشعب المصري وقواته المسلحة تخليدا لذكرى استشهاد البطل الذي ظل حتى رحيله نموذجا ملهما داخل المؤسسة العسكرية المصرية.

المصدر: RT