"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تصعيد في الساحل السوري وامتداد التوتر إلى مدن أخرى .. قتلى ومصابون في صفوف قوات الأمن في منطقة جبلة وريفها

Sputnik :
أفادت وسائل إعلام تابعة للسلطة السورية الجديدة، يوم الخميس، بأن مجموعات مسلحة هاجمت أحد الحواجز قرب مدينة جبلة، مشيرة إلى أن القوات فرضت طوقاً أمنياً لمحاصرة من وصفتهم بـ”فلول النظام” في قريتي بيت عانا والدالية.
ودعت وزارة الدفاع السورية، مساء الخميس، الجماعات المسلحة إلى تسليم السلاح إلى الأمن العام، وذلك على خلفية اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية المؤقتة، وعناصر “تابعة للنظام السابق”، في مدينة جبلة ومحيطها في محافظة اللاذقية.

سوريا - سبوتنيك عربي, 1920, 06.03.2025

الأمن السوري يفرض حظر تجوال في حمص وطرطوس
ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية في الحكومة المؤقتة، العقيد حسن عبد الغني، قوله: “الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم، بينما يصر البعض على الهروب والموت دفاعًا عن قتلة ومجرمين، الخيار واضح: إلقاء السلاح أو مصيركم المحتوم”.
وأضاف موجهًا حديثه للجماعات المسلحة: “لقد هُزمتم رغم تحصيناتكم وعتادكم، واليوم أنتم مشتتون بين الجبال، لا ملجأ لكم سوى المحاكم حيث ستواجهون العدالة”.
وتابع: “أما العناصر المتبقون، فلا تكونوا وقودًا لحرب خاسرة. بشار هرب وترككم لمصيركم، فلا تكرروا الخطأ حتى لا يكون الخطأ الأخير”، على حد تعبيره.

بداية التصعيد

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق تصاعد التوتر في القريتين، مع رصد تحركات عسكرية مكثفة وعمليات قصف جوي نفذتها مروحيات تابعة للقوات الحكومية.
وأفاد شهود عيان -عبر مواقع التواصل الاجتماعي- بأن التوتر بدأ عقب اقتحام مجموعة عسكرية ملثمة تابعة للسلطة الجديدة منزل أحد المواطنين في الدالي واعتقاله، ما أثار غضب الأهالي الذين عبروا عن مخاوفهم من مصير مماثل لما حدث لمعتقلين آخرين عُثر على جثثهم لاحقاً.
وتصاعدت الأحداث مع اندلاع موجة احتجاجات واسعة، بالتزامن مع إعلان فصيل مسلح يُدعى “درع الساحل” سيطرته على عدة مناطق، من بينها مطار بسطامو وعدد من البلدات المجاورة.
وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت عدة فصائل عسكرية متمركزة في مدن سورية أخرى توجهها إلى الساحل لمواجهة المجموعة المسلحة وقمع الاحتجاجات.

امتداد التوتر

وامتد التوتر إلى مدينة حمص، حيث شهدت بعض أحيائها إطلاق نار كثيف وأعمال عنف، حسبما ظهر في مقاطع فيديو -لم يتسن لـ”سبوتنيك” التحقق من صحتها بشكل مستقل- شملت تدمير سيارات ونهب محال تجارية.
ورداً على التطورات المتسارعة، فرضت السلطات السورية المؤقتة حظر تجول في حمص واللاذقية وطرطوس حتى صباح الجمعة، وسط تقارير عن بوادر تهدئة في بعض المناطق.
وجّه نشطاء ورواد وسائل التواصل الاجتماعي مناشدات لضبط النفس والتهدئة بين المواطنين على خلفية أحداث العنف بين بعض الأحياء وسماع دعوات في بعض الجوامع “للجهاد”.

حصيلة قتلى الاشتباكات

وأفاد “تلفزيون سوريا” بأن عدد قتلى عناصر الأمن العام ارتفع إلى 13 قتيلًا على الأقل خلال الاشتباكات المستمرة في منطقة جبلة مع “بقايا النظام السابق”.
وذكر مصدر بإدارة الأمن العام في الحكومة السورية المؤقتة، في تصريح لـ”سانا”، أنه بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قوات الأمن العام في مدينة جبلة من اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق بسوريا.
وكانت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية في سوريا قد أعلنت في 28 كانون الأول/ ديسمبر الماضي شن عملية تمشيط واسعة في مدينة اللاذقية لإعادة الأمن والاستقرار، وملاحقة عناصر مسلحة مناصرة لنظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وقالت وكالة الأنباء السورية: “بعد بلاغات من الأهالي بوجود عناصر من النظام السابق، قامت إدارة العمليات العسكرية ووزارة الداخلية بعملية تمشيط واسعة بمنطقة ستمرخو قرب مدينة اللاذقية لإعادة الأمن والاستقرار للأهالي”.
وتمشط إدارة العمليات العسكرية في سوريا مناطق عدة بالبلاد، تستهدف مستودعات أسلحة، وتجار مخدرات، ومهربين، وعناصر مناوئة للإدارة السورية الحالية ممن يرفضون إلقاء السلاح.
سبوتنك 

سوريا.. قتلى ومصابون في صفوف قوات الأمن في منطقة جبلة وريفها

أكد مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية غربي سوريا المقدم مصطفى كنيفاتي، سقوط قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن في هجمات شنتها مجموعات من فلول النظام السابق في جبلة وريفها.

سوريا.. قتلى ومصابون في صفوف قوات الأمن في منطقة جبلة وريفها
سوريا.. قتلى ومصابون في صفوف قوات الأمن في منطقة جبلة وريفها / Legion-Media

وقال المقدم مصطفى كنيفاتي في تصريح نشرته وسائل الإعلام السورية الرسمية مساء يوم الخميس، “ضمن هجوم مدروس ومعد مسبقا، هاجمت مجموعات عدة من فلول النظام البائد نقاطنا وحواجزنا واستهدفت العديد من دورياتنا في منطقة جبلة وريفها”.

وأضاف أن الهجوم نتج عنه سقوط العديد من القتلى والمصابين في صفوف قوات الأمن.

وأفاد المسؤول السوري بأن المباني الحكومية والممتلكات العامة وحتى الخاصة لم تسلم من الهجوم، حيث قامت تلك المجموعات بتخريب وتكسير المرافق العامة.

وصرح بأن قوات الأمن في حالة استنفار بشكل كامل، مشيرا إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة داخل المدينة.

وأوضح مدير إدارة الأمن العام في محافظة اللاذقية أنه وصلتهم مؤازرات عديدة من قوى الأمن قادمة من محافظات أخرى بالإضافة إلى استقدام تعزيزات عسكرية من وزارة الدفاع.

وأكد في تصريحاته أن قوات الأمن تمكنت من امتصاص الهجوم الذي وصفه بالغادر، مشددا على أنهم سيعملون على إنهاء وجودهم وتخليص المجتمع من شرهم، وإعادة الاستقرار للمنطقة وحفظ الممتلكات.

وكانت وكالة “سانا” قد أفادت في وقت سابق بأن “مجموعات من فلول النظام السوري السابق هاجمت حاجزا للأمن العام قرب مدينة جبلة السورية وتستهدف سيارات الأهالي”.

ونقلت عن مسؤولين محليين بمحافظة اللاذقية قولهم إن “قواتنا تفرض طوقا أمنيا لمحاصرة فلول النظام المخلوع في قريتي بيت عانا والدالية”.

وشهدت بلدة بيت عانا بريف اللاذقية في سوريا إطلاق نار استهدف سيارة للأمن.

ونقلت تقارير إخبارية عن مصدر أمني قوله إن “العملية أسفرت عن مقتل عنصر أمن وإصابة آخرين جراء استهداف سيارتهم في بيت عانا بريف اللاذقية”.

وأشار مصدر أمني سوري في حديثه لوسائل إعلام عربية إلى مقتل 13 فردا من قوى الأمن العام والمدنيين في كمين لفلول النظام في محيط جبلة بريف اللاذقية.

المصدر: RT + وسائل إعلام سورية