"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الصوم في الفقه المقارن بين السنة والشيعة

الصوم في الفقه المقارن بين السنة والشيعة

بقلم :

خالد محيي الدين الحليبي

مركز القلم للأبحاث والدراسات

الباحث في  كتب السنن والفقه عند أهل السنة عن أحكام الشهر الكريم يجدها تبين فضائل شهر رمضان وأحكام الصوم والمفطرات إلا حكم الكذب والنميمة  وتذوق الطعام من المرأة الصائمة لإعدادها الطعام كما سنبين هنا أن هذه الأحكام  مما يميز مذهب أهل البيت  عن غيره في بيان أن هذه الأحكام الواردة فعلاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وتوارثها أهل بيته مرفوعة عنة صلى الله عله وآله  بما هو مروي عنهم عليهم السلام ولخلوا مذهب السنة منها لجأوا إلى الإجماع والقياس والرأي

 

1) يوم الشك صيامه على الأحوط  عند أهل البيت :

 

[ـ محمد بن يعقوب ، عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن حمزة بن يعلى ، عن زكريا بن آدم ، عن الكاهلي قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن اليوم الذي يشك فيه من شعبان ؟ قال : لان أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن افطر يوما من شهر رمضان . وسائل الشيعة12730]وصيام هذا اليوم يكون على الأحوط كما روى عن ا لإمام زين العابدين عليه السلام [عن محمد بن شهاب الزهري قال : سمعت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول : يوم الشك امرنا بصيامه ونهينا عنه ، امرنا ان يصومه الانسان على أنه من شعبان ، ونهينا عن أن يصومه على أنه من شهر رمضان وهو لم ير الهلال -12746 وسائل الشيعة ]  أي أن صيام هذا اليوم لمن غُم عليه الهلال  .[وصيام هذا اليوم خيراً عند الله تعالى لو كان من رمضان لذلك يقول أمير المؤمنين على عليه السلام لئن أصوم يوماً من شعبان خيراً لي من أن أفطر يوماً من أيام رمضان- جامع أحاديث أهل البيت للبروجردي  – باب الصيام]

 

 يوم الشك في مدرسة السنة النهي والتحريم :

 

النهى هنا واجب بل جعلوه معصية قال عمار بن ياسر رضى الله عنه (( من صام اليوم الذى شك فية فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه و سلم )) ::: رواة أصحاب السنن ::: و قال الترمزى حديث حسن صحيح و العمل على هذا عند أكثر أهل العلم و به يقول سفيان الثورى و مالك بن أنس و عبد الله بن المبارك و الشافعى و أحمد و إسحاق و كلهم كرهوا أن يصوم الرجل اليوم الذى شك فية و رأى اكثرهم إن صامة و كان من شهر رمضان أن يقضى يوماً مكانة فإن صامة لموافقتة عادة له جاز الصيام حينئذ بدون كراهة ,, فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم قال (( لا تقدموا صوم رمضان بيوم أو يومين إلا ان يكون صوم يصومة رجل , فليصم ذلك اليوم )) ::: رواة الجماعة ::: و قال الترمزى حسن صحيح و العمل على هذا عند أهل العلم و كرهوا ان يتعجل الرجل بصيام قبل دخول رمضان لمعنى رمضان و إن كان رجل يصوم صوماً فوافق صيامة ذلك فلا بأس به عندهم . والعقل هنا ماذكره أمير المؤمنين ليعقل الناس أن صوم يوم من شعبان لا إثم فيه إذ لا إثم في عمل يبتغى به وجه الله تعالى ولكن فطر يوم من رمضان قال فيه صلى الله عليه وآله[عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” من أفطر يوماً من رمضان في غير رخصة رخصها الله له ، لم يقض عنه صيام الدهر “- هذا حديث رواه أبو داود ـ وغيره كما سأبين ـ في 2/788&أخرجه النسائي في : الكبرى ” 2/245 ح ( 3282 ) وأحمد 2/380 ، وابن خزيمة 3/238 ح ( 1987 ) من طريق محمد بن جعفر المعروف بغندر ، وأبو داود الطيالسي في مسنده ص (331 ) ـ ومن طريقه : النسائي في ” الكبرى ” 2/245 ح ( 3283 )]

2) النية  في المدرستين:

 

عند  أهل البيت عليهم السلام :

 

[  1 ـ محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد بن عثمان ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث ـ قال : قلت له : إن رجلا أراد ان يصوم ارتفاع النهار ، أيصوم ؟ قال : نعم . وسائل الشيعة  12702 ]
[ 2 ـ وعن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، وعن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) في الرجل يبدو له ـ بعد ما يصبح ويرتفع النهار ـ في صوم ذلك اليوم ليقضيه من شهر رمضان ، ولم يكن نوى ذلك من الليل ، قال : نعم ، ليصمه وليعتد به إذا لم يكن أحدث شيئا محمد بن الحسن بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب ، عن محمد بن الحسين عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجاج ، وذكر نحوه – وسائل الشيعة  12703 ]..
[ 3 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن الحسين ـ يعني : ابن سعيد ـ عن النضر ، عن ابن سنان ـ يعني : عبدالله ـ عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال ـ في حديث ـ : إن بدا له أن يصوم بعدما ارتفع النهار فليصم ، فانه يحسب له من الساعة التي نوى فيها . وسائل الشيعة  12704 ]

[ 4 ـ وعنه ، عن أحمد ، عن الحسين ، عن فضالة ، عن صالح بن عبدالله ، عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ) قال : قلت له : رجل جعل لله عليه الصيام شهرا فيصبح وهو ينوي الصوم ، ثم يبدو له فيفطر ؟ ويصبح وهو لا ينوي الصوم فيبدو له فيصوم ؟ فقال : هذا كله جائز . وسائل الشيعة  12705 ]

ورواه الكليني عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن صالح بن عبدالله مثله.

[ 5 ـ وعنه ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن يوسف بن عقيل ، عن محمد بن قيس ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال علي ( عليه السلام ) : إذا لم يفرض الرجل على نفسه صياما ثم ذكر الصيام قبل أن يطعم طعاما أو يشرب شرابا ولم يفطر فهو بالخيار إن شاء صام وإن شاء افطر . وسائل الشيعة  12706 ]

[ 6 ـ وعنه ، عن علي بن السندي ، عن صفوان ، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا الحسن موسى ( عليه السلام ) عن الرجل يصبح ولم يطعم ولم يشرب ولم ينو صوما وكان عليه يوم من شهر رمضان ، أله أن يصوم ذلك اليوم وقد ذهب عامة النهار ؟ فقال : نعم ، له أن يصومه ويعتد به من شهر رمضان . وسائل الشيعة  12707 ]

[  7 ـ وبإسناده عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدخل إلى أهله فيقول : عندكم شيء وإلا صمت ؟ فإن كان عندهم شيء أتوه به وإلا صام – وسائل الشيعة –  12708 ] وهذه الأحاديث مثلها تماماً عند أهل السنة :

عند السنة:

يجب تبييت النية في صوم الفريضة قبل طلوع الفجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: « من لم يُجمِع الصيام قبل الفجر فلا صيام له » صحيح أبي داود. وقال صلى الله عليه وسلم: « من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له » صحيح النسائي. والنية محلها القلب، والتلفظ بها لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من أصحابه رضي الله عنهم.والمقصود في الحديث هو صيام له، يعني صيام الفريضة، لابد أن تعرف أن غداً من رمضان، وهذا هو الوارد والصحيح في المسألة.

[يروى أنه صلى اله عليه وآله كان إذا أصبح قال هل يوجد طعام قالت: لا والله، قال: إني إذاً صائم- ]

 

3) دعاء النظر إلى هلال رمضان عند المدرستين:

 

عند السنة:

 

[في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى هلال رمضن قال: اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والسلام هلال خير ورشد ربي وربك الله ) حديث صحيح.]

 

عند أهل البيت :

 

عند أهل البيت أدعية كثيرة أفرد لها باباً خاصاً السيد البروجردي قدس سره اخترنامنها هذا الدعاء للإمام الباقر عليه السلام [عن أبي جعفر الباقر ع قال كان رسول الله ص إذا نظر إلى هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال اللهم أهله علينا بالامن و الايمان و السلامة و الاسلام و العافية المجللة و الرزق الواسع و دفع الاسقام و تلاوة القرآن و العون على الصلاة و الصيام اللهم سلمنا لرمضان و سلمه لنا و سلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان و قد غفرت لنا ثم يقبل بوجهه على الناس و يقول يا معشر المسلمين إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين  ]الشيطان  [و فتحت أبواب السماء و أبواب الجنان و أبواب الرحمة و غلقت أبواب النيران و استجيب الدعاء و كان لله عز و جل عند كل فطرة عتقاء يعتقهم من النار و نادى  ]ينادي  [مناد كل ليلة هل من سائل هل من مستغفر اللهم أعط كل منفق خلفا و أعط كل ممسك تلفا حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة ثم قال أبو جعفر ع أما و الذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير و الدراهم –جامع أحاديث أهل البيت للبروجردي ج10 رقم 14395]

[عن مولانا امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا استهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه وقال : اللهم اهله علينا بالأمن والايمان ، والسلامة والاسلام ، والعافية المجللة ودفع الاسقام ، والرزق الواسع ، والعون على الصلاة والصيام والقيام وتلاوة القرآن . اللهم سلمنا لشهر رمضان ، وتسلمه منا وسلمنا فيه ، حتى تنقضي عنا شهر رمضان ، وقد عفوت عنا وغفرت لنا ورحمتنا- جامع أحاديث أهل البيت ج10 للسيد البرجردي قدس سرة ]

[ و روي عن مولانا موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام ، قال : مر علي بن الحسين عليهما السلام في طريقه يوما فنظر الى هلال شهر رمضان فوقف فقال : ايها الخلق المطيع الدائب السريع ، المتردد في منازل التقدير ، المتصرف في فلك التدبير . آمنت بمن نور بك الظلم ، واوضح بك البهم ، وجعلك آية من آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، فحد بك الزمان ، وامتهنك بالكمال والنقصان ، والطلوع والافول ، والانارة والكسوف ، في كل ذلك انت له مطيع والى ارادته سريع . سبحانه ما اعجب ما دبر في امرك ، والطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهر حادث لامر حادث ، فاسأل الله ربي وربك ، وخالقي وخالقك ، ومقدري ومقدرك ، ومصوري ومصورك ، ان يصلي على محمد وآل محمد وان يجعلك هلال بركة لا تمحقها الايام ، وطهارة لا تدنسها الاثام . هلال امن من الافات ، وسلامة من السيئات ، هلال سعد لا نحس فيه ، ويمن لا نكد فيه ، ويسر لا يمازجه عسر ، وخير لا يشوبه شر ، هلال امن وايمان ونعمة واحسان وسلامة واسلام . اللهم صلى على محمد وآل محمد واجعلنا من ارضى من طلع عليه ، وازكى من نظر إليه ، واسعد من تعبد لك فيه ، ووفقنا فيه للطاعة والتوبة ، واعصمنا فيه من الاثام والحوبة واوزعنا فيه شكر النعمة ، والبسنا فيه جنن العافية ، واتمم علينا باستكمال طاعتك فيه المنة ، انك انت المنان الحميد ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين . واجعل لنا فيه عونا منك على ما ندبتنا إليه من مفترض طاعتك ، وتقبلها انك الاكرم من كل كريم ، والارحم من كل رحيم ، آمين آمين رب العالمين . –  لامالي 2 : 109 ، عنه البحار 95 : 344 و 96 : 379 ،  أخرجه الكفعمي في بلد الأمين : 478 ، وفي مصباحه : 561 ، والاربلي في كشف الغمة 2 : 93 ،  وفي الصحيفة السجادية الجامعة ، الدعاء 43 ، ورواه عن المصادر البحار 58 : 178 ، المستدرك 7 : 441]

4) الكذب ينقض الصيام عند أهل البيت:

 

[ يقول الإمام أبي  جعفر الباقر عليهما السلام ….. أن الكذبة لتفطر الصائم والنظرة بعد النظرة والظلم كله قليله وكثيره – جامع أحاديث أهل البيت ج10 رقم14942]  ويبين أهل البيت عليهم السلام أن عليه الكفارة كما في هذا الحديث [[ عن محمد بن الحسن بإسناده عن علي بن مهزيار ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة قال : سألته عن رجل كذب في رمضان ؟ فقال : قد افطر وعليه قضاؤه ، فقلت : فما كذبته ؟ قال : يكذب على الله وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . وسائل الشيعة12756] [   وبإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : الكذبة تنقض الوضوء وتفطر الصائم (1) ، قال : قلت : هلكنا ! قال : ليس حيث تذهب ، إنما ذلك الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة ( عليهم السلام ) . ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير (2) .- وسائل الشيعة12757] وهنا للتذكرة يجب أن ننوه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في حديث رواه أهل السنة أن [رسول الله سُئل :هل يكون المؤمن جباناً يارسول الله قال نعم ,قال: هل يكون كذاباً قال: لا] ومادام قال لا فلا صيام له ولا صلاه لنفي الإيمان عنه والمؤمن ليس بكذاب .

 

 وعند السنة مثله وكثير من الفقهاء لا يقول بهذا الحكم :

 

على الرغم من وروده بالبخاري كالآتي:

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” رواه البخاري أي أن الزور وهو من الكذب يفسد الصيام. وقال جابر رضي الله عنه : (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء).

 

5) حكم تذوق الطعام عند أهل البيت عليهم السلام:

 

[ عن محمد بن الحسن بإسناده ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي أنه سئل عن المرأة الصائمة تطبخ القدر ، فتذوق المرق تنظر إليه ؟ فقال : لا بأس به . .- وسائل الشيعة12971].

 

6) تحديد يوم الصوم عند مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

 

معلوم لدى العوام من الناس أن الصوم له رؤية بما يعني أن الشهر قد يأت كاملاً أو ناقص وهذا ما نفاه أهل بيت النبي عليهم السلام لأنه فرضة ولن تكون الفريضة ناقصة أبداً وذلك لأنه أول شهور السنة [عن معاذ بن كثير قال قلت لأبي عبد الله

عليه السلام إن الناس يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله صام تسعة وعشرين يوماً أكثر مما صام ثلاثين فقال: كذبوا ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله منذ بعثه الله تعلى إلى أن قبض أقل من ثلاثين يوماً ولا نقص شهر رمضان منذ خلق الله السماوات والأرض من ثلاثين يوماً وليلة- الجامع لأحاديث أهل البيت ج10 رقم 14597] وهذا الحديث هو الأرجح لأنه أول الشهور في السنة عند الله تعالى قال تعال عن شهور السنة الأثنيعشر (إن عدة الشهور عند الله اثني عشرا شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض – التوبه) وهذه الأشهر أولها بصيغة المفرد شهر رمضان الذي قال تعالى فيه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان- البقرة) ولتمام عدة الصوم لابد وأن يكون ثلاثين يوما لقوله تعالى ( ولتكملوا العدة ) كما روى عن أهل بيت النبي عليهم السلام [(عن يعقوب بن شعيب عن أبيه قال :  قلت لأبي عبد الله

عليه السلام إن الناس يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وآله صام تسعة وعشرين يوماً أكثر مما صام ثلاثين فقال: كذبوا ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله إلا تاماً وذلك قوله تعالى ( ولتكملوا العدة ) فشهر رمضان ثلاثون يوماً وشوال تسعة وعشرون يوماً وذو القعدة ثلاثون يوماً ينقص أبداً لأن الله تعالى يقول (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ) وذو الحجة تسعة وعشرون يوماً ثم الشهور على مثل ذلك شهر تام وشهر ناقص وشعبان لا يتم أبداً- جامع أحاديث أهل البيت ج10 رقم 14601] [ ويقول الإمام أبي عبد الله في رواية أخرى .فقال: كذبوا ما صام رسول الله صلى الله عليه وآله إلا تاماً ولا تكون الفرائض ناقصة إن الله تبارك وتعالى خلق السماوات والأرض في سته أيام حجزها من ثلاثمائة وستين يوماً فالسنة ثلاثمائة  وأربعة وخمسون يوماً وشهر رمضان ثلاثون يوماً- جامع أحاديث أهل البيت ج10 رقم14602] وهنا نكون قد بينا أن أهل البيت قالوا ذلك لأن شهر رمضان هو بداية السنة وليس كما هو شائع أن السنة تبدأ بمحرم ولذلك من المستحيل أن تبدأ السنة بشهر ناقص ومدار الأحاديث على شهر كامل وآخر ناقص كما في حديث الإمام أبي عبد الله عليه السلام [قال الإمام أبي عبد الله عليه السلام: ….شعبان لا يتم ورمضان لا ينقص والله أبداً  ولا تكون فريضة ناقصةً أبداً إن الله تعالى يقول( ولتكملوا العدة ) وشوال تسعة وعشرون يوماً وذو القعدة ثلاثون يوماً لقوله تعالى (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ثم أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) وذو الحجة تسعة وعشرون يوماً والمحرم ثلاثون يوماً ثم الشهور تام وناقص – جامع أحاديث أهل البيت ج10 رقم14610]أي أن الشهور كما حددها أهل البيت عليهم السلام وكما خلقها الله تعالى كالآتي:

رمضان30 يوم – شوال29 يوم – ذو القعدة 30 يوم – ذو الحجة 29يوم- المحرم30 يوم- صفر 29 يوم- ربيع أول 30 يوم- ربيع ثاني 29 يوم- جماد أول 30 يوم – جماد ثان 29 – رجب 30 يوم – شعبان 29 يوم- رمضان 30 يوم تام لا ينقص أبداً

7) وأما عن يوم الصيام عند أهل البيت فهو إلى الليل عملاً بقوله تعالى( ثم أتموا الصيام إلى الليل):

 

وقت الصيام عند أهل السنة:

 

وقت الصوم: قال تعالى فيه : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) سورة البقرة:الآية 187. أي من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فإذا غربت الشمس وجب الإفطار لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم”.. والعمل بمصر في هذا الوقت بشطر الحديث إذا غربت الشمس ولا ينتظرون إذا جاء الليل ومجيئة بعد حوالي من إثني عشرة دقيقة إلى خمسة عشر وهذا هو تمام معنى قولة تعالى كما بينا ( ثم أتموا الصيام إلى الليل).

 

في مدرسة أهل البيت عليهم السلام :

 

وهنا[ يقول الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عن رسول الله  صلى الله عليه وآله …. إعلم أنه لا يحل  لك الإفطار إلا إذا بدت لك ثلاثة أنجم – الجامع لأحاديث أهل البيت رقم 14857] وحديث أهل البيت مرفوعاً لقولهم حديثنا حديث آبائنا عن رسول الله عن جبريل عن الله تعالى وهنا نكون قد بينا ماتفق عليه المسلمون واختلفوا عليه بين المذهبين .أهـ

 

هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

كتبه

د خالد محيي الدين الحليبي

مدير مركز القلم للأبحاث والدراسات