راي اليوم :
ماذا سيحدث إذا تحدّى ترامب القضاء؟ لا أحد يعرف على وجه التحديد، وذلك لعدم وجود أي سابقة تاريخية كافية، كتب روث ماركوس في صحيفة “واشنطن بوست”.
تلعب إدارة ترامب لعبة ذكية في التعامل مع السؤال المحيّر حول ما إذا كانت تستعد لتحدي أحكام المحكمة الفيدرالية. فحتى مع تأكيد الرئيس دونالد ترامب أنه “سيلتزم” بالقرارات المعاكسة عندما يستأنفها من خلال المحاكم، يلمح مسؤولون كبار آخرون صراحة إلى أنه قد لا يلتزم.
كيف يمكننا أن نفهم ما يجري هنا؟ أعتقد أن استراتيجية ترامب تتألف من خطوتين: الخطوة الأولى هي محاولة ترهيب المحاكم، وخاصة المحكمة العليا، لحملها على التراجع عن المواجهة مع السلطة التنفيذية.
والخطوة الثانية، سواء فشلت الخطوة الأولى أم لا، هي مسرحية ترامبية كلاسيكية: التلاعب بالرأي العام وإقناعه بأن تحدي المحاكم هو دفاع عن النظام الدستوري وليس تقويضه. والآن تنفذ الإدارة الخطوة الأولى وتضع الأساس للخطوة الثانية.
وحتى إدارة ترامب تفضل تجنب المواجهة الدستورية التي قد تدفع المشرعين إلى التخلي عن قبولهم المذل لسلوك ترامب أو إثارة قلق الناخبين. ومن هنا جاء موقف ترامب المستسلم (في الغالب). فقد قال يوم الثلاثاء: “أنا ألتزم دائمًا بحكم المحكمة”. وأضاف: “أنا أتبع المحاكم. عليّ أن أتبع القانون. كل ما يعنيه هذا هو أننا نستأنف”.
ولكن هناك آخرون يذهبون إلى أبعد من ذلك لصالحه؛ فقد كان إيلون ماسك الأكثر جنونا، حيث طالب “بموجة فورية من إجراءات العزل القضائية”. ولكن نائب الرئيس جيه دي فانس يروج لحجة أكثر دهاء، وربما أكثر خطورة لهذا السبب.
كتب جي دي فانس على وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية الأسبوع الماضي: “إذا حاول القاضي إخبار الجنرال بكيفية إجراء عملية عسكرية، فسيكون ذلك غير قانوني”. وكتب أيضا: “إذا حاول القاضي إصدار الأوامر إلى المدعي العام بشأن كيفية استخدام سلطته التقديرية كمدع عام، فهذا غير قانوني أيضا. لا يُسمح للقضاة بالسيطرة على السلطة الشرعية للسلطة التنفيذية”.