"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ترامب بدأ خطة الانتقام من الطلاب الداعمين لغزة.. أمر بترحيلهم من أمريكا

ولم يكن ترامب وحده هو الذي يستهدف الطلاب والجامعات الأمريكية بدعوى مكافحة السامية، حيث انضمت إلى هذه الجهود جماعات يهودية ويمينية عكفت على الإبلاغ عن الطلاب والأساتذة المعارضين للاحتلال، وتقديم قائمة بأسماء من وصفتهم هذه الجماعات بمؤيدي “الإرهاب” في المؤسسات التعليمية الأمريكية.

وكانت شرارة هذه التظاهرات الطلابية قد اندلعت في أبريل/نيسان الماضي حين بدأ طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعة كولومبيا الأمريكية اعتصاماً في حديقة الحرم الجامعي احتجاجاً على دعم الجامعة للشركات المتواطئة مع الاحتلال.

وامتدت هذه التظاهرات لتشمل جامعات ومؤسسات تعليمية أخرى أمريكية، واحتجزت الشرطة أكثر من 3100 شخص، معظمهم من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، بل وشهدت جامعات أوروبية وآسيوية اعتصامات طلابية مماثلة.

وكان ترامب حتى قبل توليه رئاسته الثانية قد توعد الطلاب المؤيدين لفلسطين بالترحيل وإلغاء التأشيرات والمنح الدراسية.

ووصف ترامب خلال اجتماع عقده في مايو/أيار الماضي مع مجموعة من المتبرعين الأثرياء وغالبيتهم من اليهود، المظاهرات التي اندلعت ضد الحرب الإسرائيلية في غزة بأنها جزء من “ثورة جذرية”، ووعد المانحين بأنه سيعيد الحركة 25 أو 30 عاماً إلى الوراء إذا ساعدوه على الفوز بالبيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأضاف ترامب أيضاً أن إدارته ستطرد الطلاب الأجانب الذين سيتبين أنهم يشاركون في الاحتجاجات.

وفي 29 يناير/كانون الثاني 2025، وقع ترامب أمراً تنفيذياً للتصدي لـ”معاداة السامية”، وتعهد بترحيل طلاب الجامعات غير الأمريكيين وغيرهم من الأجانب المقيمين الذين شاركوا في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وقال ترامب في اللائحة: “إلى جميع الأجانب المقيمين الذين انضموا إلى الاحتجاجات المؤيدة للجهاديين، نحذركم: في 2025.. سنعثر عليكم وسنرحلكم”.

وألزم الأمر التنفيذي مسؤولي الوكالات والوزارة تقديم توصيات إلى البيت الأبيض في غضون 60 يوماً بشأن جميع السلطات الجنائية والمدنية التي يمكن استخدامها للتصدي لمعاداة السامية، وسيطالب “بإبعاد الأجانب المقيمين الذين ينتهكون قوانيننا”.

وبعد يوم واحد من الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، خضعت 5 جامعات أمريكية للتحقيق بدعوى “معاداة السامية”، على خلفية مظاهرات شهدتها بالعام 2024 للتضامن مع الفلسطينيين بمواجهة الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة.

وذكرت وزارة التعليم الأمريكية في بيان نشرته وكالة الأناضول أن تحقيقاً بدأ بحق 5 جامعات على أساس “ملاحظة مواقف معادية للسامية” في إطار الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب.

وأشارت الوزارة إلى أن الجامعات “منحت امتيازاً” للمخيمات التي أقيمت في الجامعات بهدف التضامن مع الفلسطينيين بقطاع غزة.

وكانت جامعات كولومبيا، ونورث وسترن، وبورتلاند الحكومية، وتوين سيتيز في مينيسوتا، وحرم بيركلي بجامعة كاليفورنيا من بين الجامعات التي نظمت مظاهرات دعما لفلسطين بدأت في أبريل/نيسان 2024 وانتشرت في جميع أنحاء العالم.

وفي الثالث من فبراير/شباط 2025، شكلت وزارة العدل الأمريكية فريق عمل من عدة وكالات لمكافحة معاداة السامية، مع إعطاء الأولوية الأولى “لاستئصال” المضايقات المعادية للسامية في المدارس والجامعات.

وحذر إدوارد أحمد ميتشل، نائب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، وهي منظمة كبيرة للدفاع عن حقوق المسلمين، من أنه إذا “استخدم الفريق سلطة الحكومة الاتحادية لقمع خطاب طلاب الجامعات الذين دافعوا عن حقوق الفلسطينيين، فإن هذا سيصطدم بجدار يسمى الدستور الأمريكي”.

وسينسق الفريق، الذي يضم ممثلين من وزارت التعليم والصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة، جهودها من خلال إدارة الحقوق المدنية بوزارة العدل.

وصرحت كير أنها ستراقب تصرفات فريق العمل قبل اتخاذ قرار بشأن أي تحديات قانونية محتملة.

وقالت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان وباحثون في القانون إن الأمر التنفيذي الخاص بـ”معاداة السامية” من شأنه أن ينتهك حقوق حرية التعبير الدستورية ومن المرجح أن يثير طعوناً قانونية.

ونقلت وكالة رويترز عن كاري ديسيل، المحاضرة بكلية القانون بجامعة كولومبيا، قولها: “يحمي التعديل الأول (للدستور) الجميع في الولايات المتحدة، بما في ذلك الأجانب الذين يدرسون في الجامعات الأمريكية. ترحيل غير المواطنين على أساس خطابهم السياسي سيكون غير دستوري”.

وقالت كير إنها ستدرس الطعن على الأمر التنفيذي المتوقع في المحكمة إذا حاول ترامب تنفيذه.

ونفى الكثير من المحتجين المؤيدين للفلسطينيين الانخراط في أعمال لمعاداة السامية، وقالوا إنهم كانوا يتظاهرون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقالت مايا بيري، المديرة التنفيذية للمعهد العربي الأمريكي، وهو منظمة غير حزبية معنية بالحقوق المدنية، إن المنظمة منزعجة بشدة من الخلط الواضح بين انتقاد إسرائيل ومعاداة السامية المزعومة في الأمر المتوقع.

وأضافت أن الأمر سيكون له تأثير مخيف على حرية التعبير في جميع أنحاء الولايات المتحدة.