الشرق الأوسط :
9 فبراير 2025 م ـ 10 شَعبان 1446 هـ :
آلاف المعارضين الإيرانيين يطالبون من باريس بموقف دولي ضد طهران (صور)
وأعلنت مريم رجوي رئيسة منظمة «مجاهدي خلق»، إحدى منظمات المعارضة الرئيسية خارج إيران، حسب الترجمة الرسمية لخطابها الذي ألقته بالفارسية: «بدلاً من استرضاء الملالي، عليهم (القادة الدوليون) الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني».

وعلق العديد من المتحدثين آمالهم على الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترمب، الداعم لممارسة «الضغوط القصوى» على إيران، بالنسبة إلى برنامجها النووي حتى لو أكد أنه يؤيد «اتفاق سلام» مع طهران.
وعارض المرشد الإيراني علي خامنئي، الجمعة، التفاوض مع الولايات المتحدة، واصفاً مثل هذه الخطوة بأنها «متهورة».
وقالت رجوي: «منذ بعض الوقت، وفي ظل الانتكاسات المتتالية، كان هناك خلاف بين الفصائل الداخلية للنظام بشأن مسألة التفاوض من عدمه مع الولايات المتحدة».

وقال رئيس الوزراء البلجيكي السابق غي فيرهوفشتات: «كما فعلت سوريا مع بشار الأسد، سيتحرر الشعب الإيراني من الملالي، وسيحصل ذلك عام 2025».
وأضاف: «نحن بحاجة إلى تغيير استراتيجية الاسترضاء. كانت هذه الاستراتيجية خطأ لعقود لكنني لا أعتقد أن هذا ما سيحدث مع الإدارة الأميركية هذه المرة».
وتوقع المعارض السوري السابق رياض الأسعد، عبر تقنية الفيديو، «سقوط النظام الإيراني تماماً كما سقط النظام السوري بسرعة لم يتوقعها أحد».

وقبل سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) كانت سوريا لعقود حليفاً وثيقاً لطهران.
ورفعت في باريس أعلام «مجاهدي خلق» إلى جانب بعض الأعلام الأوكرانية، عندما انضم مئات الأوكرانيين إلى الاحتجاج، متهمين طهران بدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على بلدهم.
وأوضحت لارا الأوكرانية التي تعيش في كاسل (ألمانيا)، وجاءت للمشاركة في المظاهرة، أن «الكثير من الأسلحة التي تقتل أطفالنا في أوكرانيا تأتي من إيران».

وقالت إيرينا سيرديوك (37 عاماً) إنها جاءت إلى باريس للتعبير عن تضامنها مع المحتجين في مواجهة عدو مشترك. وسيرديوك بالأساس من منطقة دونباس الأوكرانية لكنها تعيش الآن بألمانيا، وكانت ممرضة لكنها تعمل الآن مترجمة.
وأضافت، وفقاً لوكالة «رويترز»: «أنا سعيدة برؤية هؤلاء الإيرانيين لأنهم معارضون. إنهم يدعمون أوكرانيا وليس الحكومة الإيرانية التي تمد روسيا بالأسلحة. نحن متحدون ويوماً ما سيكون النصر حليفاً لأوكرانيا وإيران أيضاً».
الدعم داخل إيران
بينما يشكك منتقدون في الدعم الذي تحظى به منظمة «مجاهدي خلق» داخل إيران وطريقة عملها، فإنه يظل ضمن عدد قليل من جماعات المعارضة القادرة على حشد المؤيدين.

ورفض محمد ثابت رفتار (63 عاماً)، وهو إيراني يعيش في الخارج منذ 40 عاماً، ويدير الآن شركة لسيارات الأجرة في المملكة المتحدة، الانتقادات الموجهة إلى منظمة «مجاهدي خلق» وقال إنها البديل الوحيد القادر على تحقيق الديمقراطية في إيران.
وأضاف: «ما نتوقعه من السيد ترمب أو أي سياسي غربي هو عدم دعم هذه الحكومة. لا نحتاج إلى المال، ولا نحتاج إلى أسلحة، نحن نعتمد على الشعب. لا تقيموا علاقات مع النظام ولا تتواصلوا معه ومارسوا أقصى قدر ممكن من الضغوط على هذه الحكومة».
ودعت طهران كثيراً إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمة «مجاهدي خلق» في باريس وواشنطن. ويتعرض المجلس لانتقادات في وسائل الإعلام الرسمية.

وفي يناير (كانون الثاني)، شارك مبعوث ترمب لأوكرانيا في مؤتمر نظمه المجلس في باريس. وفي ذلك الوقت، أوضح المبعوث عزم ترمب معاودة فرض سياسة «أقصى الضغوط» على إيران، التي تهدف إلى تدمير اقتصادها وإجبار طهران على التفاوض على اتفاق بشأن برنامجها النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية فضلاً عن أنشطتها في المنطقة.
وقالت هما ثابت رفتار (16 عاماً) التي تدرس في بريطانيا، إنها شعرت بأن من واجبها المشاركة في هذه الفعالية لتمثيل الشباب الإيراني.
وأضافت: «بعض الأشخاص في إيران لا يمتلكون تلك القدرة على التعبير ولا يستطيعون التحدث بحرية كما نفعل هنا. يجب علينا أن نعمل من أجل مستقبل أفضل».
الشرق الاوسط
مبعوث لترمب بفعالية لـ”المعارضة الإيرانية”: علينا استغلال الضعف الذي نراه الآن للتغيير
كيلوج: هناك فرصة “لتغيير إيران نحو الأفضل” لكن هذه الفرصة “لن تدوم إلى الأبد”

شارك مبعوث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى أوكرانيا كيث كيلوج، السبت، في فعالية للمعارضة الإيرانية بباريس، ودعا العالم إلى ممارسة “أقصى درجات الضغط” على إيران لتحويلها إلى دولة “أكثر ديمقراطية”، فيما نددت طهران بعقد الاجتماع، متهمة فرنسا بـ”نقض تعهداتها الدولية”، و”التحريض على العنف والكراهية”.
وأضاف كيلوج خلال مشاركته في فعالية لـ”المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وهو جماعة معارضة مقرها العاصمة الفرنسية باريس، “هذه الضغوط لا ترتبط بالتحرك فحسب، وليست فقط قوة عسكرية، بل يجب أن تكون اقتصادية ودبلوماسية أيضاً”.
وشارك في هذه الفعالية وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو، ورئيسة وزراء بريطانية السابقة ليز تراس، ورئيس البرلمان البريطاني السابق جون بيركو.
وأردف كيلوج قائلاً: “علينا أن نستغل الضعف الذي نراه الآن، فالأمل موجود، وكذلك يجب أن يكون العمل حاضراً أيضاً”.
وتعهد ترمب بالعودة إلى سياسة الضغط الأقصى التي مارسها خلال فترة رئاسته الأولى بهدف الضغط على اقتصاد إيران وإرغامها على التفاوض بشأن برنامجها النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية وأنشطتها في المنطقة.
وفي ديسمبر الماضي، نظم مجلس الشيوخ الأميركي، غداء عمل حضره عدد من المشرعين البارزين والدبلوماسيين والقادة العسكريين وقادة المعارضة الإيرانية، لمناقشة سبل جعل إيران “جمهورية حرة وغير نووية”.
اهتمام الإدارة الأميركية الجديدة
وتحدث كيلوج في السابق في فعاليات “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، وكانت أحدث مشاركاته في نوفمبر الماضي، لكن وجوده في باريس، حتى ولو بصفته الشخصية، يشير إلى أن هذه الجماعة تحظى باهتمام الإدارة الأميركية الجديدة، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
كما شارك ماركو روبيو، وزير الخارجية الذي اختاره ترمب لإدارته الجديدة في فعاليات سابقة لهذا المجلس، الذي دعا مراراً إلى الإطاحة بالنظام الحالي في إيران.
وقالت مريم رجوي رئيسة المجلس في بداية الفعالية، إن “ميزان القوى في المنطقة انقلب على القادة الإيرانيين بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد”، و”الضربة القاصمة” التي تلقتها جماعة “حزب الله” اللبنانية في الحرب مع إسرائيل.
وأضافت: “لقد حان الوقت لكي تتخلى الحكومات الغربية عن سياساتها السابقة، وتقف إلى جانب الشعب الإيراني هذه المرة”.
غضب إيراني
بدوره، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، السبت، أن الاجتماع الذي استضافته فرنسا، “مثال واضح على دعم الإرهاب”؛ متهماً باريس بـ”نقض تعهداتها الدولية المتعلقة بمنع ومكافحة الإرهاب”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
وأشار بقائي إلى أن الفعالية “تتعارض مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي ذات الصلة بالعلاقات الودية والتعاون بين الدول على أساس ميثاق الأمم المتحدة”.
وقال إن استمرار وجود وتحركات عناصر هذه الجماعة في فرنسا، يعد “انتهاكاً لتعهدات باريس تجاه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بمكافحة الإرهاب وقرار مجلس الأمن رقم 1373”.
وأضاف: “فرنسا تتسامح وتتعامل بانتقائية مع الإرهاب” معتبراً هذه الفعالية “إجراء معارض للقانون”، محملاً الحكومة الفرنسية المسؤولية أمام القانون الدولي، مشيراً إلى أن السماح لهم بعقد اجتماع، يعد “مثالاً واضحاً على الضلوع في التحريض على العنف، ونشر الكراهية والتدخل في شؤون إيران الداخلية”.
نظام هش
وكان وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو قد ألقى خلال فعالية مؤتمر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس، الجمعة الماضية، خطاباً ركز فيه على ما وصفه بـ”هشاشة النظام الإيراني الحالي، والتفاؤل بإمكانية سقوط نظام إيران”.
وقال بومبيو “إن الاعتراف بالمعارضة المنظمة داخل إيران، والتي تقاتل النظام منذ عقود من الزمان من أجل إقامة جمهورية حرة، لابد وأن يكون جزءاً لا يتجزأ من إعادة فرض سياسة الضغط القصوى على إيران”.
وأضاف: “الآن هو وقت التفاؤل للشعب الإيراني. النظام بلا شك في أضعف حالاته”، مشيراً إلى أن “الديكتاتورية القادمة التي يجب إسقاطها هي نظام الملالي”.