"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

تركيا وطالبان ؛ تسليم السفارة الأفغانية لطالبان واستضافة المعارضة الأفغانية

شفقنا :
بادرت الحكومة التركية بناء على توجه سياسي جديد، إلى إنهاء المهمة الدبلوماسية للحكومة الأفغانية السابقة في سفارة أفغانستان لدى أنقرة، بينما زعمت طالبان أنها تقوم بتسيير الأمور في السفارة.

وأعلنت السفارة الأفغانية في أنقرة والتي كانت تُدار على يد دبلوماسيي الحكومة الأفغانية السابقة، يوم الخميس أن الحكومة التركية وفي ظل ضغوط طالبان المستمرة، أنهت مهمة السفير وسائر دبلوماسيي السفارة.

وأضافت انه بناء على ذلك، أنهى جميع دبلوماسيي الحكومة الأفغانية السابقة، مهام عملهم، وتم تسليم السفارة لوزارة الخارجية التركية “في غياب سيادة شرعية قائمة على إرادة الشعب”.

 

وتابعت السفارة الأفغانية لدى تركيا أنها كانت تتعاطى خلال السنوات الأخيرة مع طالبان في الشؤون القنصلية لكنها “لم تعترف أبدا بسيادة طالبان وكونها حكومة شرعية تمثل إرادة الشعب الأفغاني.”

ويُقال أنه في أعقاب قرار الحكومة التركية، توجه سفير الحكومة الأفغانية السابقة لدى تركيا أمير محمد رامين إلى كندا، لكنه لا توجد معلومات عن مصير سائر الدبلوماسيين الأفغان.

استمرار عمل السفارة مع دبلوماسيي طالبان

وبعد أن أعلنت السفارة الأفغانية في أنقرة أن مهمتها الدبلوماسية قد انتهت، وتم تسليمها للحكومة التركية، زعمت وزارة خارجية طالبان أن دبلوماسييها، أمسكوا بزمام الأمور في السفارة.

وكتب رئيس الشعبة السياسية الثالثة بوزارة خارجية طالبان ذاكر جلالي في منصة “إكس”: “إن سفارة أفغانستان في العاصمة التركية أنقرة، تواصل عملها كالمعتاد، وهي في خدمة المواطنين وسائر المراجعين.”

وأضاف: “على المواطنين أن يكونوا على ثقة بان الخدمات القنصلية وواجبات البعثة الأفغانية، تتم على يد دبلوماسيي الإمارة الاسلامية (طالبان) في السفارة بشفافية ومسؤولية والتزام تام.”

وتابع هذا المسؤول بوزارة خارجية طالبان أن “تغيير الكادر الدبلوماسي، هو أسلوب رائج ومتبع في البعثات الدبلوماسية للدول.”

كما كتب مساعد وزارة اقتصاد طالبان عبد اللطيف نظري: “إن سفارة أفغانستان في أنقرة سُلمت لطالبان.”

وتابع: “… وهذه المرة، ساهمت الدبلوماسية الناجحة لوزارة الخارجية، في تسليم مهام السفارة الأفغانية في أنقرة، للإمارة الاسلامية (طالبان)، وأن يتم توسيع العلاقات بين كابل وأنقرة.”

ولم يصدر لحد الان أي تعليق رسمي عن وزارة الخارجية التركية بهذا الخصوص، غير أن مسؤولا بالحكومة التركية أكد لوكالة أنباء “أسوشيتد برس” أن السفارة الأفغانية في أنقرة، تواصل مهام عملها.

وقال أن الحكومة التركية، تبنت سياسة التعاطي والحوار مع طالبان.

وكانت  الحكومة التركية، قد سلمت في وقت سابق أيضا القنصلة الأفغانية في اسطنبول لطالبان.

 

استضافة المعارضة الأفغانية

وسلمت الحكومة التركية، السفارة الأفغانية في أنقرة، لطالبان، بينما تستضيف في الوقت ذاته، عددا كبيرا من الوجوه السياسية الأفغانية المعارضة لطالبان.

ويعيش معظم أعضاء المجلس الأعلى للمقاومة الوطنية لإنقاذ أفغانستان، والذي يُعد من أكبر التحالفات المعارضة لطالبان، في تركيا.

ومن الوجوه البارزة المعارضة لطالبان والتي تعيش في تركيا يمكن الإشارة إلى عبد الرشيد دوستم زعيم حزب الحركة الوطنية الاسلامية الأفغانية وهو من الشخصيات صاحبة النفوذ في عرقية الأوزبك ومحمد محقق زعيم حزب وحدة الشعب الأفغاني ومن الوجوه المرموقة للهزارة الشيعة، وعبد الرسول سياف من القيادات الجهادية الشهيرة في عرقية البشتون وصلاح الدين رباني زعيم حزب الجمعية الاسلامية الافغانية ومن الوجوه البارزة في عرقية الطاجيك في أفغانستان.

كما يعبش عدد كبير من كبار الموظفين والنشطاء السياسيين ورجال الأعمال الأفغان في مختلف المدن التركية.

ومع ذلك، فان تركيا حافظت على  تعاملها مع طالبان خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي أعادت هذه الجماعة سيطرتها على أفغانستان، واستضافت مرارا بعض مسؤولي طالبان بمن فيهم المساعد الاقتصادي لرئيس الوزراء عبد الغني برادر و وزير خارجية طالبان أمير خان متقي.

وعلى الرغم من أن تركيا هي عضو في حلف الناتو، لكنها لم تنه مهام بعثتها الدبلوماسية في كابل بعد سقوط الحكومة الأفغانية السابقة، وأبقت على سفارتها مفتوحة وهي تتعاطى سياسيا واقتصاديا مع طالبان.

وسعت الحكومة التركية برئاسة رجب طيب أردوغان خلال السنوات الثلاث الأخيرة، للحفاظ على التوازن في سياستها بين جماعة طالبان ومعارضيها، لكنه بات الان يبدو أنها تريد إرباك هذا التوازن لصالح طالبان.

وازداد التعامل بين طالبان وتركيا، بينما لا تعد الأخيرة من اللاعبين الإقليميين الرئيسيين في الموضوع الأفغاني، فيما تتمتع دول أخرى بما فيها قطر والإمارات العربية المتحدة والدول الجارة لأفغانستان بتأثير ونفوذ أكثر في هذا المجال.

وقد أخفقت تركيا لحد الان في جهودها لتكون لاعبا في الصف الأول فيما يخص الموضوع الأفغاني، لكن يجب الان رؤية ما إذا كان بوسع التقارب مع طالبان، تعزيز موقع تركيا في هذا المجال أم لا؟