"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إيران اخترقت الكيان: أسرار (القبّة الحديديّة) وصلت للمخابرات الإيرانيّة بواسطة عملاء إسرائيليين.. تنامي ظاهرة تجنيد الصهاينة مُقابِل المال الإيرانيّ.. لدينا جنود بإسرائيل وننتظر الوقت المناسب.. الشاباك والشرطة يفشلان بكبح الظاهرة المقلقة

الناصرة – “رأي اليوم” :

كشفت مصادر أمنيّة واسعة الاطلاع في تل أبيب أنّ سلطات الكيان تكافح ظاهرة تعامل تجنيد إيران للإسرائيليين كعملاء، وهو ما أبرزه اعتقال اثنين آخرين من المشتبه بهم هذا الأسبوع، أحدهما جندي يُزعم أنّه أرسل إلى مشغليه لقطات مصورة عن تشغيل نظام الدفاع الصاروخي (القبة الحديدية). وطبقًا للمصادر، وفق ما أكّدته صحيفة (هآرتس) العبريّة، يتّم تجنيد الإسرائيليين وإدارتهم من قبل المخابرات الإيرانية على وسائل التواصل الاجتماعيّ وتطبيقات المراسلة مقابل المال.

ولفتت الصحيفة العبريّة في تقريرها إلى أنّه في العام الماضي، ألقت أجهزة الأمن الإسرائيليّة والشرطة القبض على مجموعةٍ من هؤلاء الإسرائيليين، في حالات شملت محاولات لمهاجمة كبار المسؤولين الدفاعيين وعالمٍ نوويٍّ.

وهذا الأسبوع، تابعت الصحيفة قائلةً، اعتقلت الشرطة شابين يبلغان من العمر 21 عامًا من شمال إسرائيل، هما جورجيان درايف ويوري إليسفوف؛ يخدم الأخير في وحدة القبة الحديدية. ثم نشرت الشرطة مقطع فيديو باللغتين العبرية والروسية يحذر الإسرائيليين من الاستجابة للاستفسارات من الخارج.

 وقال أحد المسؤولين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: “إسرائيل هي وطننا، لكن الناس يحاولون إلحاق الأذى بها من الداخل. تعمل قوات الأمن والمديرية الوطنية للأمن السيبراني بلا توقف لإحباط هذه المحاولات”، مشيرًا إلى جريمة التجسس لصالح العدوّ أثناء الحرب.

 وتابع قائلاً: “عقوبة الخائن هي الموت أو السجن مدى الحياة. لا تدمروا حياتكم! أبلغوا شرطة إسرائيل عن أيّ استفسارٍ مشبوهٍ من قبل طرفٍ أجنبيٍّ”، على حدّ تعبيرها.

 لكن صحيفة هآرتس وجدت أنّ الشرطة وجهاز الأمن الداخليّ (شاباك) لا تحبطان دائمًا محاولات التجنيد، حتى عندما تكون معروفة بحسابات معادية على الإنترنت.

 فعلى سبيل الذكر لا الحصر، في أواخر العام الماضي، عثر محققون من شركة (برينكر) الإسرائيلية التي تتعقب المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي على حساب واحد على تيليغرام وحسابين على إكس يُدعى Montaghemoun، وهو ما يعني المنتقمون باللغة العربية. ويعمل المنتقمون منذ كانون الأول (ديسمبر) من العام 2023.

 ويحاول المنتقمون تجنيد الإسرائيليين وحتى نشر مقاطع فيديو يُزعم أنّ عملاء المجموعة صوروها في إسرائيل. وتقول إحدى المنشورات باللغة العبرية المتقطعة: “لدينا جنود في إسرائيل. نحن ننتظر الوقت المناسب”.

 ويضيف منشور آخر: “نحن هنا”، ويعلن المؤلف أنّه يكتب من مدينة غفعاتايم، المتاخمة لتل أبيب، وأخطرت صحيفة هآرتس السلطات الإسرائيلية المختصة بهذه الحسابات، التي لا تزال نشطة.

 علاوة على ما ذُكِر أعلاه، شدّدّت الصحيفة على أنّ جهاز الأمن الداخلي ووزارة القضاء يُحاولان باستمرار تحديد موقع مثل هذه الحسابات وإزالتها، ولكن مع تيليغرام لا ينجحون دائمًا.

 وفي نيسان (أبريل) الماضي، حاولت مجموعة تسمى منظمة (المنتقمون) الإسرائيلية شن حرب نفسية، بما في ذلك إرسال إكليل تذكاري إلى عائلة الرهينة ليري الباغ، التي تم إطلاق سراحها قبل أسبوع. كما أرسلت هذه المنظمة رسائل تهديد إلى المشرعين.

 وتدير مجموعة ثالثة تحمل اسم (المنتقمون) حسابات وهمية على الإنترنت. وليس من الواضح ما إذا كانت حسابات المنتقمون المختلفة مرتبطة ببعضها البعض، ولكنّها تشترك في عدد من الخصائص.

بالإضافة إلى ذلك، تمّ اكتشاف حالات تجنيد الإسرائيليين خلال الأشهر الخمسة عشر من الحرب، حيث كشف جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) عن عدد من الحالات في السنوات الأخيرة لتجنيد وتشغيل عملاء يتدخلون القضايا السياسية والاجتماعية.

وتحاول هذه الجهات الأجنبية تفاقم الاستقطاب في إسرائيل من خلال تجنيد الناس لوضع لافتات في الشارع ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي على جانبي الانقسام السياسي. ولا يعرف هؤلاء الإسرائيليون أنهم يتعرضون للتلاعب من قبل عميل أجنبي.

وشدّدّت الصحيفة في تقريرها على أنّ إيران تستخدم التضليل والحرب السردية كجزءٍ من محاولاتها لإثارة التوترات الاجتماعية وتجنيد الإسرائيليين. ومن بين السرديات التي شددت عليها منذ فترة طويلة في حملاتها عبر الإنترنت الاقتصاد وارتفاع تكاليف المعيشة.

 ومن خلال التركيز على هذه السردية، عثر (برينكر) على حسابات المنتقمون الجديدة التي كانت تستهدف الإسرائيليين الذين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم.

وقد اكتشف باحثو (برينكر) حسابات المنتقمين بعد أنْ نشرت مجموعة المنتقمين منشورًا حول هذا الموضوع، بل وربطت بمجموعات مختلفة، بما في ذلك قناة تيليغرام تسمى صوت التغيير، وهو ما تم ربطه في حملات سابقة نسبت إلى إيران.

وكما هو الحال مع الحالات السابقة، يبدو أنّ الإسرائيليين المتعثرين ماليًا استجابوا ووعدوا بالمال مقابل التجسس، وفق ما أكّدته الصحيفة العبريّة في ختام تقريرها.