"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

الصين أم أميركا.. من يهيمن على الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟

ومع تغلغل تأثير الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية للبشر، أصبح السؤال بشأن السيطرة على هذه التقنية يثير المخاوف لدى الكثيرين، خاصة حال سيطرت دولاً على هذا المجال، ما يطرح موضوعاً للنقاش بين صناع السياسات، والعلماء، والخبراء على حد سواء.

وعلى الرغم من أن أي دولة لا يمكنها ادعاء السيطرة المطلقة على الذكاء الاصطناعي، إلا أن العديد من الدول تتسابق من أجل أن تكون الرائدة في هذا المجال.

وفيما يلي نظرة على أبرز الدول التي تتنافس للسيطرة على الذكاء الاصطناعي والعوامل التي ستحدد نجاحها:

الولايات المتحدة

تعتبر أميركا منذ زمن بعيد قوة رائدة في التقنيات المتطورة، والذكاء الاصطناعي ليس استثناءً من ذلك، إذ يعتبر “وادي السيليكون” Silicon Valley، هو مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي، حيث تدفع الشركات التقنية الكبرى مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” وOpenAI حدود الابتكار في هذا المجال.

وتتمتع الولايات المتحدة أيضاً بدعم جامعات ومؤسسات بحثية من بين الأفضل عالمياً، مما يساهم في التقدم في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتعلم، والروبوتات.

علاوة على ذلك، اعترفت الحكومة الأميركية بأهمية الذكاء الاصطناعي الاستراتيجية. ففي عام 2021، أصدرت إدارة الرئيس السابق جو بايدن استراتيجية للذكاء الاصطناعي تركز على تعزيز الأبحاث والتطوير في هذا المجال، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

ومن الأسباب التي عززت هيمنة أميركا على تقنيات الذكاء الاصطناعي النظام البيئي القوي لرأس المال الاستثماري، الذي يساعد في تمويل الشركات الناشئة المبتكرة.

ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة تواجه تحديات في ضمان حوكمة أخلاقية للذكاء الاصطناعي. قد يشكل غياب تنظيم شامل لهذه التقنيات تهديدات في المستقبل، مثل قضايا الخصوصية والتحيز وفقدان الوظائف.

كما أن المخاوف المتزايدة بشأن أنظمة المراقبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة قد تؤدي إلى تشديد اللوائح، مما قد يبطئ الابتكار والتطور لهذه التقنيات الواسعة.

الصين

من ناحيتها، تعد الصين المنافس الأكثر قدرة على تجاوز الولايات المتحدة في ما يتعلق بقيادة هذا المجال، إذ جعلت بكين الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من استراتيجيتها الوطنية طويلة الأمد، حيث تهدف إلى أن تصبح الرائدة عالمياً في هذا المجال بحلول عام 2030.

واستثمرت الصين بشكل هائل في أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي، وتمويل الشركات المملوكة للدولة، والشركات الخاصة، والمؤسسات الأكاديمية.

وتكمن ميزة الصين في مواردها الهائلة من البيانات. مع وجود أكثر من 1.4 مليار شخص، تمتلك بكين قدرة غير مسبوقة على جمع واستخدام البيانات، وهي مكون أساسي لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

وحققت شركات صينية مثل Baidu، و Alibaba، و Tencent، تقدماً كبيراً في مجالات مثل التعرف على الوجه، والسيارات ذاتية القيادة. علاوة على ذلك، أدخلت بكين تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير وسريع في قطاعات عدة، مثل الرعاية الصحية، والمالية، والمراقبة.

ومع ذلك، فإن تقدم الصين السريع في الذكاء الاصطناعي أثار بعض القلق بشأن تداعياته الأخلاقية، بشأن الرقابة الحكومية الصارمة، واستخدام هذه التقنية في المراقبة الجماعية، كما أثارت عدم الشفافية في تطوير الذكاء الاصطناعي مخاوف على مستوى العالم.

الاتحاد الأوروبي

تبنى التكتل الأوروبي نهجاً فريداً تجاه تقنية الذكاء الاصطناعي، حيث يمنح الأولوية للاعتبارات الأخلاقية والتنظيم على الابتكار التكنولوجي البحت.

ففي عام 2021، اقترحت المفوضية الأوروبية قانوناً ينظم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وهو أول إطار قانوني شامل لهذه التقنية يهدف إلى تنظيم المسارات عالية المخاطر وضمان الشفافية والعدالة والمساءلة. وقد يصبح هذا الإطار التنظيمي معياراً عالمياً، ويؤثر على سياسات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم.

على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي لا يضاهي الولايات المتحدة أو الصين من حيث الابتكار في الذكاء الاصطناعي أو موارد البيانات، إلا أن تركيزه على تطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول قد يمنحه ميزة في السيطرة على مستقبل هذه التقنية بطريقة توازن بين النمو التكنولوجي وتأثيراته المجتمعية.

واستثمرت دول مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بشكل كبير في أبحاث الذكاء الاصطناعي، ويملك الاتحاد الأوروبي قاعدة قوية من العلماء والمهندسين المتخصصين.

لكن، قد يعوق الهيكل السياسي المتنوع في أوروبا والاختلافات في السياسات بشأن الذكاء الاصطناعي قدرة القارة على التنافس مع الولايات المتحدة والصين على الساحة العالمية. وسيتعين على أوروبا ضمان أن لا يعيق تنظيماتها للذكاء الاصطناعي الابتكار، في الوقت الذي تحافظ فيه على المعايير الأخلاقية، وهو توازن دقيق قد يكون له تأثير كبير في تحديد نفوذها في المستقبل.

الهند.. لاعب ناشئ

أصحبت الهند مركزاً لأبحاث الذكاء الاصطناعي، خلال السنوات الماضية، مع إنشاء شركات عالمية مثل “جوجل” و”مايكروسوفت” لمراكز تطوير هذه التقنيات في مدن مثل بنجالور وحيدر آباد. كما أن لدى الهند قاعدة كبيرة من المهندسين والعلماء المتخصصين في البيانات، مما يجعلها وجهة جذابة للبحث والتطوير في هذا المجال.

لكن الهند تواجه تحديات تتعلق بالبنية التحتية، والأطر التنظيمية، وقضايا الخصوصية المتعلقة بالبيانات. وعلى الرغم من أنه من غير المرجح أن تتفوق الهند على الصين أو الولايات المتحدة في قيادة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، إلا أن نمو تأثيرها في هذا المجال، خصوصاً في مجالات مثل التعليم، والرعاية الصحية، والزراعة، قد يجعلها لاعباً مهماً في السباق العالمي.

شفقنا

تفوق صيني بأول مواجهة مع أمريكا بعهد ترامب

وجهت الصين، الثلاثاء،  هزيمة كبيرة  للولايات المتحدة في اول مواجهة من نوعها ..


يتزامن ذلك مع ترقب اشتداد المواجهات بين البلدين في عهد ترامب الذي يتوق لوقف التقدم المتسارع لبكين.

وتعرضت سلسلة شركات أمريكية عملاقة لضربات  اقتصادية في تعاملات الساعات الأخيرة مع  زحف الصين بقوة على تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأعلنت عدة شركات أمريكية تعمل بقطاع التقنيات والذكاء الصناعي تسجيل  خسائر كبيرة   مع تقدم لإحدى الشركات الصينية على حساباها.

وابرز تلك الشركات شركة صناعة الرقائق الالكترونية الامريكية “نفيديا” وقد خسرت نحو 600 مليار دولار من قيمتها السوقية  مع صعود الصينية “ديب سيك” ..

كما تحدثت وسائل اعلام صينية تمكن شركة هواوي  من سحق عملاقي التقنية الامريكية تسلا وابل بإنتاج سيارات ذاتية القيادة.

وتأتي هذه التطورات مع تهديد ترامب مجددا بفرض مزيد من الرسوم الجمركية على الصين.

وتصعيد الصين المواجهة على مستوى التقنية والذكاء الصناعي محاولة لإرسال رسائل للإدارة الجديدة التي تحاول الهيمنة على الدول حول العالم بما في ذلك المنافسة لها  بقدرتها على التفوق بالمعركة الاقتصادية التي تحاول أمريكا ازاحتها من صدارتها.

YNP