"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“لعبة شيطانية ماكرة فاحذروها”.. إذا تنازلتم عن شبر واحد من سيناء أو قبلتم تهجير الفلسطينيين ستشتعل مصر كلها.. غضبٌ شعبي متواصل بعد اقتراح ترامب.. ماذا إذا رفض السيسي الاقتراح؟

راي اليوم :

ساعة بعد أخرى يزداد الغضب الشعبي في مصر بعد اقتراح ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

الكل أجمع على أن الأمر فصل وما هو بالهزل.

د.إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إن اقتراح ترامب بالإخلاء والتهجير الجماعي لسكان غزة بوعود أمريكية كاذبة وبحوافز واغراءات مادية ونفسية وهمية وغير حقيقية لتخديرهم وخداعهم وتليين معارضتهم لفكرة النزوح الجماعي من ديارهم الي اقطار اجنبية لا يعرفون مصيرهم فيها، هو لعبة شيطانية ماكرة لم تخطر ابدا علي بال احد.

ويضيف أنه اذا ما قدر لها ان تجد طريقها الي التنفيذ علي ارض الواقع، فان الشرق الاوسط لن يعود بعدها الي سابق ما كان عليه قبلها، مشيرا إلى أن الدور الآن علي الحكومات العربية وعلي جامعتهم العربية التي لا يسمع لها صوت في كل ما جري ويجري من أحداث خطيرة، لتتحرك وليس علي الفلسطينيين المساكين ممن لا حول لهم ولا قوة، ممن يتوزعون حاليا بين التكدس في الخيام او التشرد في العراء او الوقوف امام الحواجز العسكرية الاسرائيلية يائسين يتلقون الرصاص في صدورهم وهم يحاولون العودة الي انقاض منازلهم المدمرة ليسكنوها في اسوأ ظروف حياة عرفها البشر في اي مكان.

ويتابع متسائلا: “أليس هذا هو الواقع المأساوي الذي ينام الناس ويصحون عليه وهم يشاهدونه علي شاشات. الفضائيات؟ هل هؤلاء هم من سوف يتصدون وحدهم لاحباط المؤامرة بينما تبقي الحكومات العربية تتفرج عليهم وتكتفي بحثهم علي الصمود والثبات؟”.

ماذا إذا رفض السيسي؟

السؤال الذي طرح نفسه: ماذا إذا رفض السيسي الاقتراح؟

السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أجاب بقوله: “رفض اقتراح ترامب سيعني للأسف الشديد المزيد من الضغوط الأمنية والداخلية والاقتصادية والسياسية علي مصر إلي جانب فلسطينيي غزة ، وهي ضغوط لا يستهان بها وعلينا الاستعداد لدفع أثمانها المتوقعة، وقبل ذلك محاولة امتصاص صدماتها والتخفيف من آثارها الشديدة المتوقعة.

وخلص إلى أن القادم صعب وخطير.

في سياق الغضب المجتمعي من تصريحات ترامب أصدرت نقابة الصحفيين المصرية بيانا أدانت فيه موقف ترامب وتصريحاته حول تهجير الفلسطينيين، مؤكدة دعمها لنضال الشعب الفلسطيني ورفضها لمخططات تصفية القضية .

وجاء في البيان أن نقابة الصحفيين تدين بكل قوة موقف الرئيس الأمريكي ترامب وتصريحاته اليوم، التي تضمنت إشارات غير مقبولة حول تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، كجزء من محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

وتؤكد النقابة أن مثل هذه التصريحات تعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وتجاوزًا للقرارات الدولية، التي تؤكد حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

وإذ تشيد نقابة الصحفيين بصمود الشعب الفلسطيني في غزة، وتمسكه بأرضه، ورفضه الرحيل عنها تحت أي دعوى، فإنها تدعم أيضًا الموقف الرسمي المصري، الذي عارض منذ بداية العدوان مخطط التهجير، وإجبار الفلسطينيين على الرحيل عن أرضهم (قسرًا، أو طوعًا) كطريق لتصفية القضية، الذي أعلنت عنه مؤسسات الدولة في أكثر من مناسبة.

ودعت نقابة الصحفيين الحكومتين المصرية والأردنية إلى اتخاذ كل الإجراءات، التي من شأنها وأد هذا المخطط، مؤكدة دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، الذي دفع من دمائه ثمنًا كبيرًا للدفاع عن أرضه وحقوقه المشروعة.

كما دعت نقابة الصحفيين المجتمع الدولي، وكل المؤسسات والأطراف الفاعلة في هذا الملف للإعلان عن موقفها الرافض لما طرحه الرئيس الأمريكي، واتخاذ ما يلزم من إجراءات للرد عليه، لافتة إلى أن السعي لتنفيذ هذا المخطط سيصاعد الأزمات في المنطقة.

وقالت نقابة الصحفيين إنها إذ تجدد إدانتها للصمت والتواطؤ الدولي على المجازر بحق المدنيين في غزة، ومطالبتها بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أمام الجنائية الدولية، فإنها تشدد على أن جريمة الإبادة، التي تمت بمعاونة أمريكية لن تكون بابًا لاستكمال المخططات الصهيوأمريكية لتصفية القضية، وطرد الشعب الفلسطيني من أرضه.

كما شددت النقابة على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية يتمثل في إنهاء كل أشكال الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

من جهته أعلن عبدالحليم علام، نقيب المحامين – رئيس اتحاد المحامين العرب، عن رفضه القاطع لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي تضمنت إشارات غير مقبولة بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، مؤكدا أن مضمون هذه التصريحات يحمل محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية.

وأكد رئيس اتحاد المحامين العرب، في بيان له، أن هذه التصريحات تشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما أنها تتعارض مع القانون الدولي والقرارات الأممية التي تكرّس حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه، مطالبا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية برفض هذه الطروحات التي تتناقض مع أسس العدالة وحقوق الإنسان.

وثمّن علام موقف الدولة المصرية الرافض لمخطط التهجير منذ بدء العدوان، خاصة وأن أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم تأتي ضمن خطة الكيان الصهيوني التي تهدف إلى تصفية القضية برمتها وسوف تسبب تفاقم الأزمات في المنطقة.

وشدد أنه لا تراجع عن التمسك بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله، وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

واختتم نقيب المحامين بيانه بتحية صمود الشعب الفلسطيني في غزة، وإصراره على التمسك بأرضه ورفض أي محاولات للتهجير القسري أو الطوعي تحت أي ذريعة، مؤكدا دعم النقابة الكامل للشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات كبيرة للدفاع عن أرضه وحقوقه التاريخية.

في سياق الغضب الشعبي خاطب السياسي سيد مشرف كل المسؤولين في الدولة المصرية بقوله: “إذا تنازلتم عن شبر من سيناء أو ترحيل الفلسطينيين عندنا، ستشتعل مصر كلها، كونوا رجالا فالشعب كله معكم”.