"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

في اللحظة الأخيرة.. أزمة تُعطل فتح معبر رفح وخلافات حول إدارته.. ماذا يريد نتنياهو؟ وما هي شروطه؟ ولماذا غضبت مصر؟.. وهل ستعود السلطة؟.. هذا ما يجري في الغرف المغلقة

 غزة- “رأي اليوم” :

رغم انتهاء الحرب على قطاع غزة، ودخول اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وإسرائيل حيز التنفيذ الأحد الماضي، إلا أن ملف معبر رفح الحدودي وإدارته، لا يزال عالقًا دون أي حلول عملية وواضحة لإعادة فتحه مجددًا أمام حركة المسافرين والمرضى والعالقين.

غياب الحلول وتضارب التصريحات ومحاولة إسرائيل تمسكها بالسيطرة على المعبر بقانون القوة، كانت جميعها عقبات تقف أمام عمل رئة ومنفس سكان غزة الوحيد نحو العالم الخارجي، فيما تؤكد الكثير من المؤشرات بأن هذا الملف سيبقى عالقًا لفترة طويلة.

ورغم أن الدبابات الإسرائيلية لا تزال في الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحيطه وتمنع وتقتل كل من يقترب من المنطقة الحدودية، حاول نتنياهو بكل جهد وضع شروطه الصارمة على الطاولة لإدارة المعبر مجددًا، وهو ما أغضب الجانب المصري.

وردا على تقارير إعلامية عربية تحدثت عن أن السلطة الفلسطينية ستعود إلى إدارة معبر رفح الذي استولت إسرائيل على الجانب الفلسطيني منه منتصف العام الماضي، نفى مكتب نتنياهو ذلك، وزعم أنه بموجب اتفاق وقف النار بغزة “فإن قوات الجيش الإسرائيلي تحاصر المعبر، ولا يجوز لأحد المرور عبره دون مراقبة وإشراف وموافقة مسبقة من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)”.

وقال المكتب في بيان أن “الترتيبات في المرحلة الأولى من الصفقة تقضي ببقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محيط المعبر وفرض رقابة صارمة من جانب جهاز الأمن العام (الشاباك)، والجيش على حركة الدخول والخروج”.

وأوضح أن “دور السلطة الفلسطينية سيقتصر فقط على الختم على جوازات السفر في معبر رفح”.

مسؤول مصري بارز رد على تصريحات مكتب نتنياهو، وأكد أن محادثات القاهرة انتهت بتولي السلطة الفلسطينية إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وأوضح في تصريح لـ”هيئة البث” الإسرائيلية أنه “وعلى الرغم من نفي مكتب نتنياهو فإن محادثات القاهرة التي أجراها رئيسا الشاباك والموساد انتهت إلى تولي السلطة الفلسطينية إدارة الجانب الفلسطيني من معبر رفح بإشراف أوروبي”.

وأضاف المسؤول إنه في الوقت الحالي “هذا هو الخيار الوحيد المطروح على الطاولة”.

وفيما يتعلق بالنفي الصادر عن مكتب نتنياهو حول هذه القضية، قال المسؤول المصري: “إن محاولة إنكار الدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية في إدارة المرحلة الانتقالية تستهدف بشكل أساسي آذان الجمهور الداعم لها. في الوقت الحالي لا يوجد بديل آخر”.

وبحسب المصدر المصري نفسه، فإنه “طوال فترة الحرب كانت هناك استعدادات وتنسيق لذلك مع السلطة الفلسطينية والأوروبيين”.

وأشار أيضا إلى أن “معبر رفح الذي تضرر خلال الحرب، من المتوقع أن يتم تجديده بمعدات وفرق هندسية مصرية ستدخل إلى هناك بالتنسيق مع إسرائيل”.

وفي تصريح سابق، كشف مسؤول مصري عن إصلاحات متواصلة في محيط معبر رفح من الجانب الفلسطيني تمهيدا لإعادة فتحه خلال أيام لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأكد المسؤول المصري أن المعبر سيفتح فور انتهاء الإصلاحات التي تُجرى في محيطه.

ودمرت إسرائيل الجانب الفلسطيني من المعبر خلال عدوانها على القطاع، والذي استمر نحو 15 شهرا، قبل إبرام الاتفاق الذي تم بموجبه وقف إطلاق النار.

هذا وكشف مصدر فلسطيني، عن موعد إعادة فتح معبر رفح البري، وآليات العمل الجديدة التي تم اعتمادها بناء على اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” والاحتلال الإسرائيلي برعاية قطرية مصرية.

ووفق المصدر الفلسطيني، فإن الاتفاق يقضي بإعادة فتح المعبر في اليوم السابع من المرحلة الأولى للاتفاق التي دخلت حيز التنفيذ الأحد الماضي 19 كانون الثاني/يناير.

وحسب المصدر، وفق ما نقلته “الجزيرة” فإن حركة مرور الأفراد من المعبر ستكون في اتجاه واحد فقط خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ سيسمح بمغادرة 300 شخص يوميا فقط من قطاع غزة إلى الخارج، في حين ترتبط عودة العالقين في الخارج إلى القطاع بدخول الاتفاق مرحلته الثانية.

وتقتصر الفئات التي سيسمح لها بمغادرة معبر رفح يوميا على 50 ممن أصيبوا خلال الحرب يرافق كل منهم ثلاثة أشخاص بمجموع كلي 150 مسافرا، بالإضافة إلى 50 مريضا بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة يرافق كل منهم شخص واحد فقط ليصبح عددهم 100 مسافر، علاوة على 50 آخرين تحت مسمى حالات إنسانية.

وأكد المصدر أن الطاقم الذي سيباشر العمل داخل معبر رفح يتكون من سبعة أشخاص من بعثة تابعة للاتحاد الأوروبي، وذلك بناء على ما كان معمولا به عقب انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، بالإضافة إلى 12 آخرين من موظفي السلطة الفلسطينية، إذ يتولون فحص أسماء المسموح لهم بالمغادرة، ومنحهم تصريحا بالمرور.

من الجدير ذكره أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت معبر رفح مع بداية عمليتها العسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة مطلع أيار/مايو 2024 وحالت دون دخول أو خروج المواطنين من قطاع غزة.

ووفق بيانات الجهات الحكومية في غزة، فإن 12 ألفا و700 جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، علاوة على ثلاثة آلاف مريض بأمراض مختلفة

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن غسان عليان، منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، زار القاهرة الأربعاء، مبينة أن هذه الزيارة تأتي ضمن مباحثات مصرية إسرائيلية متواصلة تناولت إعادة فتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وسط معارضة إسرائيلية لأي دور رسمي للسلطة الفلسطينية في إدارة المعبر.

واعتبر مكتب نتنياهو أن “السلطة الفلسطينية تحاول خلق انطباع زائف حول سيطرتها على المعبر”، وأضاف البيان أن “الإدارة التقنية داخل المعبر تتم بواسطة عاملين من غزة ليسوا مرتبطين بحماس، ويتم اختيارهم بمصادقة الشاباك، وهم يديرون الخدمات المدنية في القطاع، مثل الكهرباء والمياه والصرف الصحي منذ بداية الحرب”.

كما أشار إلى أن “الإشراف على عملهم يتم من قبل القوة الدولية EUBAM”.

في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)، عن “مصادر مصرية”، أن “الطريق الوحيد لإعادة فتح معبر رفح هو عودة السلطة الفلسطينية للإشراف عليه مع رقابة الاتحاد الأوروبي. هذا الخيار هو الوحيد المطروح حاليًا”.

وأمام هذا الجدال..

متى سيفتح المعبر؟ ومنا سيتولى إدارته؟ وماهي دلالات عودة السلطة للمعبر، وتمسك القاهرة بذلك؟