ويعيش الشيعة الهزارة بولاية غور، بشكل رئيسي في مدينة لعل وسرجنكل؛ رغم أن أغلبية سكان مدينة فيروزكوه مركز المقاطعة وعدد اخر من مدنها هم من الشيعة أيضا.
وتعد ولاية غور، من الولايات النائية وغير النامية في أفغانستان، لكن المناطق الشيعية في هذه الولاية، تعاني من نسبة أكبر من الحرمان وعدم التنمية.
وتعد لعل وسرجنكل التي معظم سكانها من الشيعة الهزارة، مدينة جبلية ووعرة. ويعتمد سكانها في اقتصادهم بشكل رئيسي على الزراعة وتربية المواشي، وقلما ينخرط أهاليها في مهنة التجارة.
ومع ذلك، فان القطاع الزراعي وتربية الماشية في هذه المنطقة لم يبق خلال السنوات الثلاث الأخيرة في منأى عن قيود طالبان وسياساتها، وتسعى هذه الجماعة للسيطرة على شراء وبيع المحاصيل الزراعية ومنتجات الماشية المتعلقة بالأهالي حتى.
التدخل في المساعدات الانسانية
وأبدت المنظمات والأوساط الدولية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تذمرها واستيائها من تدخل طالبان في شؤون المساعدات الانسانية المقدمة للشعب الأفغاني.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في العام الماضي أنه وثق عشرات الحالات من تدخل طالبان في شؤون المساعدات الانسانية، ما أفضى إلى عدم وصولها إلى من يحتاجونها.
غير أن هذه التدخلات باتت “واضحة” و”متعمدة” بالكامل في مدينة لعل وسرجنكل الشيعية بولاية غور.
وأبلغت مصادر محلية، مراسل شفقنا أن مؤسسة الرفاه الاسلامي، قدمت حديثا 60 ماكينة خياطة مع تجهيزاتها وملحقاتها، إلى 60 من المتدربات، بيد أن حاكم طالبان، منع توزيع هذه المكائن على المتدربات.
وأضافت المصادر أن حاكم طالبان، جمع آلات الخياطة وملحقاتها، ووزع عددا منها على المقربين منه، وطالب عدد من المتدربات، بدفع نصف ثمنها.
وتقول المصادر المحلية أن مؤسسة الرفاه الاسلامي كانت قد وزعت على المتدربات، آلة خياطة مع طاولة الخياطة ومقص ومكواة ولوحة شمشية وقنينتها.
ويضيف هؤلاء أن هذه المؤسسة كانت قد دربت في العام الماضي، 60 امرأة على الخياطة ووعدت بتقديم آلة خياطة وملحقاتها لكل و احدة منهن، وقد أرسلت بالفعل هذه المساعدات لمركز مدينة لعل وسرجنكل.
ويقول سكان هذه المدينة أن مسؤولي طالبان المحليين، يطالبون بخوات من أهالي المدينة لتقديم أدنى المساعدات إليهم، أو أنهم يقومون بجمع المساعدات كليا، ويوزعونها على التابعين لهم بذرايع مختلفة.
جمع تكاليف بناء الطرق من الأهالي
ومنذ أن أعادت سيطرتها على أفغانستان، مارست جماعة طالبان دعاية واسعة بان إعادة تأهيل الطرق القديمة أو شق طرق جديدة يتم عن طريق المبالغ المتأتية من العوائد الداخلية.
لكن هذه القضية كانت على العكس تماما بالنسبة لأهالي مدينة لعل وسرجنكل النائية؛ لان طالبان لم تشق لهم طرقا فحسب بل جمعت منهم تكاليف إعادة تأهيل الطرق.
وقال سكان المنطقة لمراسل شفقنا أن طالبان ومن أجل بناء أو ترميم الطرق، أخذت الأموال من الناس إضافة إلى سائقي السيارات.
ويقولون أنه وفقا لتعليمات حاكم طالبان بالمدينة، فان كل سائق سيارة شحن، يجب أن يدفع 6 الاف أفغاني، وكل سائق سيارة نقل الركاب ألفي أفغاني وذلك من أجل بناء الطرق.
وقد اكد المتحدث باسم والي طالبان في غور، عبد الواحد حماس، جمع أموال من أهالي لعل وسرجنكل بهذه الولاية لبناء الطرق.
وقال ان أعيان المنطقة، قدموا أموالا بصورة طوعية لبناء الطرق، بيد أن أهاليها يقولون أن حاكم طالبان، أرغم الناس على دفع هذه الأموال.
ويضيف السكان المحليون أن طالبان طلبت من الذين يعلمون في مشروعات الاستكشاف التابعة للمؤسسات غير الحكومية والدولية، بدفع جزء من رواتبهم، لبناء الطرق.
ويقولون أن سكان مدينة لعل وسرجنكل، يعانون من الفقر والمشاكل الاقتصادية، وأن سياسة طالبان هذه تزيد الطين بلة بالنسبهم لهم.
في حين ان طالبان وبعد عودتها الى السلطة في البلاد، انتهكت على نطاق واسع الحقوق والحريات الأساسية للشيعة، ولم تول أي اهتمام لمطالبهم.