وقالت هذه الوزارة أنها تريد توزيع شهادات جامعية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير على 26 الف من تلامذة المدارس الدينية الخاضعة لسلطتها و”رجال الدين” بعد مشاركتهم في الامتحانات.
وأضافت أن هذا الامتحان سيجرى بمشاركة هؤلاء الطلبة ورجال الدين لستة أيام وفي 31 ولاية أفغانية.
وتابعت أنه بعد إجراء الاختبار، سيتم منح شهادة الماجستير لـ 15 ألفا و البكالوريوس لـ 11 ألفا من هؤلاء.
وقال وزير التعليم العالي لطالبان بالإنابة ندا محمد نديم أن هذه الامتحانات ستجرى لتحديد المستوى العلمي لـ “العلماء الكرام”.
وقد أقامت جماعة طالبان منذ أن أعادت سيطرتها على أفغانستان عام 2021 مثل هذه الامتحانات مرارا، ووزعت شهادات جامعية على أعضائها وخريجي المدارس الدينية الخاضعة لها.
عدم اهتمام طالبان بالخبرة والتخصص
ولقي قرار طالبان بتوزيع شهادات جامعية على ألوف الأشخاص من خريجي هذه الجماعة ورجال الدين المناصرين لها، ردود أفعال واسعة لدى المواطنين الأفغان الذين يقولون أن التوزيع العشوائي للشهادات الأكاديمية من قبل طالبان على خريجي المدارس الدينية الخاضعة لسلطتها، مؤشر على عدم اهتمام هذه الجماعة باهمية وقيمة العلم والمعرفة والتخصص والمهارات.
ويقول المواطن الأفغاني جاويد عظيمي: “إن منح شهادات من دون بذل جهد علمي وتعلم، يخفض من قيمة الشهادات، ويضر بالمجتمع وينتهك العدالة. إن الشهادة يجب أن تكون مؤشرا على المهارة والخبرة الحقيقيتين، لا مجرد ورقة.”
واعتبر المواطن الأفغاني الاخر محمد خراساني أن هذا الإجراء، هو ظلم بحق طلبة الجامعات. وقال أنه “تعسف في حق أولئك الذين درسوا وتعلموا ليل نهار وببطون خاوية لكي يحصلوا على شهادة البكالوريوس والماجستير.”
كما تساءل المواطن أبوذر فهيمي: “وفق أي مادة وأي مبدأ تريد وزراة التعليم العالي إعطاء شهادة البكالوريوس والماجستير. إنه ظلم سافر بحق الشبان الدارسين والمتعلمين.”
لماذا تريد طالبان منح خريجي مدارسها، شهادات جامعية؟
ولم تعلن وزارة التعليم العالي لطالبان، أسباب منحها شهادات جامعية لخريجي المدارس الدينية التابعة لها، ولم تقل لِمَ يجب أن يحصل هؤلاء على شهادات جامعية؟
غير أن المواطنين الأفغان يقولون أن الهدف من ذلك، هو تعيين هؤلاء الأشخاص في الدوائر الحكومية ومحاولات جماعة طالبان لملء هذه الدوائر بالأشخاص المناصرين لها.
وتعليقا على ذلك، قال المواطن الأفغاني عظيم هاشمي: “هذا هو الجهل والحماقة في التفكير بعينهما. وغدا سيُعين هؤلاء في الوزارات، ومن المقرر أن يتعاملوا مع العالم. تبا لنا!”
كما قال شاه اغاز شايق: “إنه ليس بأمر جديد، فطيلة السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية حيث استولوا على السلطة في البلاد، يُتخذ هذا الإجراء السلبي. وتم تعيين أشخاص أميين لا يعرفون القر اءة والكتابة في أعلى المناصب الحكومية تحت ذريعة أنهم من حملة البكالوريوس والماجستير.”
وأعرب الكثير من المواطنين الأفغان عن قلقهم من مستقبل بلادهم وقالوا أن هؤلاء الأشخاص يدخلون بالتعاون مع طالبان النظام الإداري لأفغانستان من دون امتلاكهم مهارات وتخصص ما، وليس واضحا ما المصير الذي ينتظر هذه الدوائر والأجهزة الحكومية.
كما يؤكد المواطنون الأفغان أن ألوف الأشخاص الذي يحصلون على شهادات جامعية، لكنهم يفتقدون إلى المهارات والخبرة والتخصص، يجعلون المجتمع الأفغاني يمر بتحديات تؤدي إلى ألا تصل فرص العمل والمهن للأشخاص الذين يستحقونها من ذوي التخصص والخبرة والمهارة.