"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

اليوم العالمي للغة العربية 18 ديسمبر (ح 3) (وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا) .. و (ح2)

براثا :

 2025-01-11

 الدكتور فاضل حسن شريف
عن تفسير الميسر: قوله عز من قائل “وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ” ﴿الأحقاف 12﴾ عربيا صفة، ومن قبل هذا القرآن أنزلنا التوراة إمامًا لبني إسرائيل يقتدون بها، ورحمة لمن آمن بها وعمل بما فيها، وهذا القرآن مصدق لما قبله من الكتب، أنزلناه بلسان عربي؛ لينذر الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والمعصية، وبشرى للذين أطاعوا الله، فأحسنوا في إيمانهم وطاعتهم في الدنيا.وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز من قائل “وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَامًا وَرَحْمَةً ۚ وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَانًا عَرَبِيًّا لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ” ﴿الأحقاف 12﴾ تطرقت الآية إلى دليل آخر لإثبات كون القرآن حقاً، ولنفي تهمة المشركين إذ كانوا يقولون: هذا إفك قديم، فقالت: إنّ من علامات صدق هذا الكتاب العظيم أنّ كتاب موسى الذي يعتبر إماماً أي قدوة للناس ورحمة قد أخبر عن هذا النبي وصفاته. وهذا القرآن أيضاً كتاب منسجم في آياته وفيه العلائم المذكورة في التوراة: “ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة وهذا كتاب مصدق” وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تقولون: هذا إفك قديم؟ لقد أكّد القرآن في آياته مراراً على أنّه مصدق للتوراة والإنجيل، أي إنّه يتفق مع العلامات والصفات التي وردت في هذين الكتابين السماويين حول نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم وقد كانت هذه العلامات دقيقة إلى الحد الذي يقول القرآن الكريم: “الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ” (البقرة 146). وقد ورد نظير معنى الآية مورد البحث في الآية (17) من سورة هود: “أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ” (هود 17). والتعبير بـ (إماماً ورحمة) يحتمل أن يكون من جهة أن ذكر الإمام يستدعي أحياناً أن تخطر في الذهن مسألة التكليف الشاق الصعب، نتيجة الذكريات التي كانت لديهم عن أئمتهم، إلاّ أنّ ذكر الرحمة يبدل هذا الخطور الذهني إلى ما يبعث على الإطمئنان، فهو يقول: إنّ هذا الإمام توأم الرحمة ومقترن بها، فحتى إذا أتاكم بالتكاليف والأوامر فهي رحمة أيضاً، وأي رحمة أعم وأسمى من تربية نفوس هؤلاء القوم؟ ثمّ تضيف بعد ذلك: (لساناً عربياً) يفهمه الجميع ويستفيدون منه. ثمّ تبيّن في النهاية الهدف الرئيسي من نزول القرآن في جملتين قصيرتين، فتقول: “لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين” وإذا لاحظنا أنّ جملة (ينذر) مضارعة تدل على الإستمرار والدوام، فسيتّضح أنّ إنذار القرآن كبشارته دائمي مستمر، فهو يحذر الظالمين والمجرمين على مدى التأريخ ويخوفهم وينذرهم، ويبشر المحسنين على الدوام. وممّا يلفت النظر أنّ الآية جعلت الظالمين في مقابل المحسنين لأنّ للظلم هنا معنى واسعاً يشمل كلّ إساءة ومخالفة، ومن الطبيعي أنّ الظلم إمّا بحق الآخرين أو بحق النفس.

 

جاء في معاني القرآن الكريم: عجم العجمة: خلاف الإبانة، والإعجام: الإبهام، واستعجمت الدار: إذا بان أهلها ولم يبق فيها عريب، أي: من يبين جوابا، ولذلك قال بعض العرب: خرجت عن بلاد تنطق، كناية عن عمارتها وكون السكان فيها. والعجم: خلاف العرب، والعجمي منسوب إليهم، والأعجم: من في لسانه عجمة، عربيا كان، أو غير عربي، اعتبارا بقلة فهمهم عن العجم. ومنه قيل للبهيمة: عجماء والأعجمي منسوب إليه. قال: “ولو نزلناه على بعض الأعجمين” (الشعراء 198)، على حذف الياآت. قال تعالى: “ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي” (فصلت 44)، “يلحدون إليه أعجمي” (النحل 103)، وسميت البهيمة عجماء من حيث إنها لا تبين عن نفسها بالعبارة إبانة الناطق. وقيل: (صلاة النهار عجماء) (هذا القيل لأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، وليس حديثا كما يظنه بعض الناس. عرب العرب: ولد إسماعيل، والأعراب جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكان البادية. “قالت الأعراب آمنا” (الحجرات 14)، “الأعراب أشد كفرا ونفاقا” (التوبة 97)، “ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر” (التوبة 99)، وقيل في جمع الأعراب: أعاريب.

 

جاء في موقع شبكة فجر الثقافية عن نزول القرآن باللغة العربية للسيد محمد باقر الحكيم: أنزلَ اللهُ تعالى القرآن الكريم هدايةً للعالَمين، ومن أجل أن يحدِّد معالم الطّريق لكلّ البشريّة، من غير أن يختصّ بقومٍ دون قوم، أو بزمانٍ دون آخَر، لكنّه مع ذلك أُنزل باللّغة العربيّة، وهي اللّغة الّتي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربيّة، مبعث الرَّسول الخاتم صلّى الله عليه وآله. ولعلّ مردّ ذلك إلى أنَّ الجماعة الأولى الّتي كان يُراد مخاطبتها بالقرآن هم من العرب، وكانت مشيئة الله تعالى أن توجَد ضمن هذه الجماعة القاعدة الّتي ينطلق منها الإسلام، ولولا ذلك لأمكن أن نفترض والله العالم نزول القرآن بلغةٍ أخرى. وقد تطرّق القرآن الكريم في مطاوي آياته إلى تعليل هذه الظّاهرة، مبيّناً جملة من الأسباب الدّاعية إلى إنزال الكتاب العزيز باللّغة العربيّة، منها: اللّغة طريق التَّصوُّر الكامل للرِّسالة: إنَّ التّصوُّر الكامل لأبعاد المضمون واستيعابه بحدوده، لا يمكن أن يتمّ بلغةٍ أخرى للتّخاطب، خصوصاً إذا أخذنا بِنَظر الاعتبار أنَّ الكثير من المضامين القرآنيّة ترتبط بقضايا وآفاق بعيدة عن تصوُّرات وآفاق الإنسان الجاهليّ المُعاصِر لنزول القرآن، إمّا لارتباطها بعالَم الغَيب، أو لطرحها مفاهيم عقائديّة أو اجتماعيّة وإنسانيّة تمثِّل طفرة في النّظرة المحدودة لذلك الإنسان، ولطبيعة العلاقات الاجتماعيّة والإنسانيّة السّائدة آنذاك. ولعلَّ تأكيد القرآن وصفه باللّسان العربيّ إنّما هو باعتبار الإشارة إلى أهمّيّة لغة التّخاطب في توضيح الحقائق والالتزام بالحجّة والتّأثير النّفسيّ: “وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ” (الاحقاف 12).

 

عن موقع توينكل اليوم العالمي للغة العربية: الثامن عشر من ديسمبر من كل عام هو اليوم العالمي للغة العربية، وهو يوم للاحتفال بلغتنا العربية، تلك اللغة الشريفة الخالدة المقدسة لدى كل مسلم، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله: “ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﺮﺽ ﻭﺍﺟﺐ؛ ﻷﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺮﺽ، ﻭﻻ ﻳُﻔﻬﻢ ﺇﻻ ﺑﻔﻬﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻭﺍﺟﺐ”. وتمام كلام شيخ الإسلام رحمه الله: وأيضا فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. ثم منها ما هو واجب على الأعيان، ومنها ما هو واجب على الكفاية، وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال: كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا في العربية، وأعربوا القرآن فإنه عربي. وفي حديث آخر عن عمر، رضي الله عنه، أنه قال: تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم. وهذا الذي أمر به عمر، رضي الله عنه، من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يُحتاج إليه؛ لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال، ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله، وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله. انتهى. لماذا تقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ؟ إن سبب اختيار هذا التاريخ (الثامن عشر من ديسمبر من كل عام) بوصفه اليوم العالمي للغة العربية؛ لأنه يوم أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا تاريخيًا مشهودًا في مثل هذا اليوم من العام 1973، حيث أقرت الأمم المتحدة بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لديها، وذلك عقب اقتراح قُدم من كل من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.

براثا

اليوم العالمي للغة العربية (ح 2) (كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا)

 2025-01-11 :
الدكتور فاضل حسن شريف :
عن تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله عزت قدرته “كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” ﴿فصلت 3﴾ “كتاب فصلت آياته” وصف الكتاب بالتفصيل دون الإجمال لأن التفصيل يأتي على وجوه البيان أي الذي بينت آياته بيانا تاما والتبيين فيه على وجوه منها تبيين الواجب مما ليس بواجب وتبيين الأولى في الحكمة مما ليس بأولى وتبيين الجائز مما ليس بجائز وتبيين الحق من الباطل وتبيين الدليل على الحق مما ليس بدليل وتبيين ما يرغب فيه مما لا يرغب فيه وتبيين ما يحذر منه مما لا يحذر منه إلى غير ذلك من الوجوه وقيل فصلت آياته بالأمر والنهي والوعد والوعيد والترغيب والترهيب والحلال والحرام والمواعظ والأمثال وقيل فصلت أي نظمت آياته على أحسن نظام وأوضح بيان. “قرآنا عربيا” وصفه بأنه قرآن لأنه جمع بعضه إلى بعض وبأنه عربي لأنه يخالف جميع اللغات التي ليست بعربية وكل ذلك يدل على حدوث القرآن “لقوم يعلمون” اللسان العربي ويعجزون عن مثله فيعرفون إعجازه وقيل يعلمون أن القرآن من عند الله نزل، عن الضحاك. 

قال الله تعالى عن كلمة عربي ومشتقاتها “وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ” ﴿النحل 103﴾ عربي صفة، ولقد نعلم أن المشركين يقولون: إن النبي يتلقى القرآن مِن بشر مِن بني آدم. كذبوا، فإن لسان الذي نسبوا إليه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أعجمي لا يُفصح، والقرآن عربي غاية في الوضوح والبيان، و “بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ” ﴿الشعراء 195﴾، و “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” ﴿يوسف 2﴾، و “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ” ﴿الرعد 37﴾، و “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا” ﴿طه 113﴾، و “قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ” ﴿الزمر 28﴾، و “كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” ﴿فصلت 3﴾ جاء في معاني القرآن الكريم: عرب العرب: ولد إسماعيل، والأعراب جمعه في الأصل، وصار ذلك اسما لسكان البادية. “قالت الأعراب آمنا” (الحجرات 14)، “الأعراب أشد كفرا ونفاقا” (التوبة 97)، “ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر” (التوبة 99)، وقيل في جمع الأعراب: أعاريب.

 

وعن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله عزت قدرته “كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” ﴿فصلت 3﴾ قوله تعالى: “كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون” خبر بعد خبر، والتفصيل يقابل الإحكام والإجمال، والمراد بتفصيل آيات القرآن تمييز أبعاضه بعضها من بعض بإنزاله إلى مرتبة البيان بحيث يتمكن السامع العارف بأساليب البيان من فهم معانيه وتعقل مقاصده وإلى هذا يشير قوله تعالى: “كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ” (هود 1)، وقوله: “وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ” (الزخرف 2 – 4). وقوله: “قرآنا عربيا” حال من الكتاب أومن آياته، وقوله: “لقوم يعلمون” اللام للتعليل أو للاختصاص، ومفعول “يعلمون” إما محذوف والتقدير لقوم يعلمون معانيه لكونهم عارفين باللسان الذي نزل به وهم العرب وإما متروك والمعنى لقوم لهم علم. ولازم المعنى الأول أن يكون هناك عناية خاصة بالعرب في نزول القرآن عربيا وهو الذي يشعر به أيضا قوله الآتي: “ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أ أعجمي وعربي” الآية وقريب منه قوله: “وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ” (الشعراء 198 -199). ولا ينافي ذلك عموم دعوته صلى الله عليه وآله وسلم لعامة البشر لأن دعوته صلى الله عليه وآله وسلم كانت مرتبة على مراحل فأول ما دعا، دعا الناس بالموسم فقوبل بإنكار شديد منهم ثم كان يدعو بعد ذلك سرا مدة ثم أمر بدعوة عشيرته الأقربين كما يشير إليه قوله تعالى: “وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ” (الشعراء 214) ثم أمر بدعوة قومه كما يشير إليه قوله: ” فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ” (الحجر 94) ثم أمر بدعوة الناس عامة كما يشير إليه قوله: “قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا” (الأعراف 158)، وقوله: “وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ” (الأنعام 19). على أن من المسلم تاريخا أنه كان من المؤمنين به سلمان وكان فارسيا، وبلال وكان حبشيا، وصهيب وكان روميا، ودعوته لليهود ووقائعه صلى الله عليه وآله وسلم معهم، وكذا كتابه إلى ملك إيران ومصر والحبشة والروم في دعوتهم إلى الإسلام كل ذلك دليل على عموم الدعوة.

 

جاء في موقع اليونسكو عن اليوم العالمي للغة العربية 18 كانون اﻷول (ديسمبر): “العربية: لغة الشعر والفنون” احتفت اليونسكو بنسخة عام 2023 من اليوم العالمي للغة العربية تحت عنوان “العربية: لغة الشعر والفنون”. تزامن إحياء اليوم مع الذكرى الخمسين لاعتماد اللغة العربية كواحدة من لغات الأمم المتحدة الرسمية الست. جمعت اليونسكو الباحثين والأكاديميين والشباب ورؤساء المؤسسات الدولية للإشادة بالتألق الشعري والفني للغة العربية. تُعدّ اللغة العربية ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية. وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة. يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر من كل عام. وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973 قرارها التاريخي بأن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. وقد أبدعت اللغة العربية بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وتتيح اللغة العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات. ويزخر تاريخ اللغة العربية بالشواهد التي تبيّن الصلات الكثيرة والوثيقة التي تربطها بعدد من لغات العالم الأخرى، إذ كانت اللغة العربية حافزاً إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. وأتاحت اللغة العربية إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي. تود اليونسكو، بمناسبة الاحتفال السنوي العاشر ﺑﺎليوم العالمي للغة العربية، الإعراب عن تقديرها وتحياﺗﻬا للناطقين ﺑﺎللغة العربية الذين يبلغ عددهم زهاء 450 مليون نسمة من سكان العالم، والذين يحافظو على تراث لغوي وثقافي فريد ورمز للتنوع والإلهام الثقافي من خلال المحافظة على اللغة العربية.