"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

إدانة قضائية باختراق واتس إب| مواقع التواصل الاجتماعي مصيدة “إسرائيلية”

YNP : 

مارش الحسام :

استمرارا لمحاولات دولة الاحتلال الإسرائيلى، لبسط سيطرتها على كل ما ينشر على جميع مواقع التواصل الاجتماعى فى المنطقة، من خلال الرصد والمراقبة المستمر بأحدث الوسائل التكنولوجية، ويكون لها القدرة على شن هجمات إلكترونية أيضا فى سياق الحروب حروب “السايبر”، كشفت وسائل إعلام عبرية، في وقت سابق، أن الجيش الإسرائيلي طلب من شركات “السايبر” الإسرائيلية تقديم مقترحات لإنشاء نظام مراقبة الاتصالات الشخصية لمستخدمي الشبكات الاجتماعية.

وتدرك إسرائيل أهمية وقيمة مواقع التواصل الاجتماعى، ووظفتها فى صراعها طويل الأمد مع محيطها العربى، كوسيلة سهلة وفاعلة لغزو العقول العربية خاصة الشباب منهم، وفى محاولة منها لاستقطابهم بل وتجنيدهم إذا لزم الأمر، بجانب إبعاد أجيال عربية كاملة عن جوهر الصراع، وتحييدهم على أقل تقدير.

وعلى غير العادة أصدرت قاضية أميركية حكما، الجمعة، لصالح شركة واتساب المملوكة لشركة ميتا الأميركية في دعوى قضائية تتهم مجموعة “إن إس أو” الإسرائيلية المصنعة لبرنامج التجسس بيغاسوس سيئ السمعة، باستغلال ثغرة في تطبيق واتساب لثبيت بيغاسوس، الذي سمح بمراقبة هواتف 1400 شخص على مدى أسبوعين في مايو/أيار 2019، منهم صحفيون وناشطون مدافعون عن حقوق الإنسان ومعارضون.

ووفقا لوثائق المحكمة، خلصت القاضية فيليس هاملتون إلى أن المجموعة الإسرائيلية انتهكت قوانين القرصنة الفدرالية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى شروط خدمة واتساب.

وستواجه مجموعة “إن إس أو” محاكمة منفصلة أمام هيئة محلفين في مارس/آذار 2025 لتحديد الأضرار التي تدين بها لشركة واتساب، خدمة الرسائل الأكثر شعبية في العالم.

وأمرت هاملتون مجموعة “إن إس أو” بتزويد واتساب بالشفرة المصدرية لبرنامج التجسس الخاص بها في أوائل عام 2024، لكن المجموعة تباطأت في الاستجابة، وقالت القاضية في حكمها الصادر، الجمعة، إن الشركة الإسرائلية فشلت مرارا وتكرارا في الامتثال، وهو السبب الرئيسي وراء موافقتها على طلب واتساب بفرض عقوبات على “إن إس أو”.

وقالت واتساب في بيان “بعد 5 سنوات من التقاضي، نحن ممتنون لقرار اليوم. لم يعد بإمكان إن إس أو تجنب المساءلة عن هجماتها غير القانونية على واتساب والصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان والمجتمع المدني”.

–بيغاسوس:

يُعد بيغاسوس أحد أقوى برامج التجسس في العالم، ويجري تثبيته في نظام الهاتف المحمول دون علم المستخدم، أي بدون الحاجة إلى النقر على رابط خداعي أو استقبال مكالمة وهمية، كما في حالة أنظمة التجسس الأخرى، وهو ما يُعرف باسم “النقرة صفر”. ويحدث ذلك باستغلال الثغرات في البرامج الأخرى الموجودة على الهاتف، أو من خلال الخداع المتطور للنظام. وفور تثبيت بيغاسوس يبدأ في الاتصال بخوادم القيادة والتحكم الخاصة بالمُشغل (مُرسل بيغاسوس) لتلقي الأوامر وتنفيذها.

يمكن لبيغاسوس إمداد المُشغِّل بكلمات المرور المخزنة على الهاتف وقوائم الاتصال، إضافة إلى إتاحة الاطلاع على الرسائل النصية والمكالمات الصوتية، كما يُمكّن المشغل من التحكم في كاميرا الهاتف و”ميكروفونه”، كذلك استخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتتبع موقع الهاتف وتحركاته.

 

—-وحدات التجسس الإلكترونية:

تعد الوحدة “8200” وحدة المخابرات الأكبر ضمن سلاح المخابرات العسكرية الإسرائيلية، حيث يعتبر خريجى هذه الوحدة من الضباط “قنبلة” فى عالم “الهاى تك”، فهذه الوحدة، المختصة بـ”السجنات” (استخبارات الإشارات) وتحليل الشفرة، تتلقى وتحلل كميات هائلة من المعلومات والمعطيات الإلكترونية، فالنوابغ الذين يتطوعون فى هذه الوحدة يكتسبون من خلالها خبرة كبيرة تتعلق بتأمين المعلومات، وتخزين البيانات، والاتصالات ونظم حلول حسابية تحليلية، الأمر الذى يساعدهم، على مراقبة كل ما ينشر بمواقع التواصل الاجتماعى.

وقبل 10 سنوات كان وجود الوحدة 8200 أمرا سريا، إلى أن ظهرت فى كتاب “Start-Up Nation”  الذى يتحدث عن ظهور إسرائيل كدولة عظمى فى مجال “الهاى تك” مع أكبر رأس مال استثمارى فى العالم، ومع عدد كبير وتحديدا لشركات مسجلة فى “ناسداك”، فى المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة والصين.

—-الوحدة “504”:

وفى سياق دعم أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية بكوادر قادرين على التغلغل داخل المجتمعات العربية، توجد وحدة سرية لجهاز “الأمان” الإسرائيلى- المخابرات العسكرية الإسرائيلية- تعمل منذ سنوات، ولكنها أحيطت بسرية تامة، يتقن عملاؤها اللغة العربية ولهجاتها المختلفة بما فيها اللهجة العامية المصرية والشامية وغيرها من اللهجات.

ويستطيع المحققين الميدانيين فى الوحدة 504، التحدث بللغة العربية وعلى إطلاع كبير بثقافتها، فهكذا فقط يمكنهم الحصول على معلومات ثمينة من مواقع التواصل الاجتماعى، فهذه الوحدة هى الجهة الاستخبارية الوحيدة التى تنزل حتى مستوى الكتيبة.