وأوضحت أنه “لا يوجد أي بلد في المنطقة، وبالتأكيد ليس للدولتين المعنيتين، أي مصلحة في انحدار سوريا إلى البالوعة وتحولها بشكل نهائي إلى دولة فاشلة تفضي إلى عودة الجهادية”، مبينا أن الإعلان غير المناسب عن تعزيز الاستيطان الإسرائيلي في مرتفعات الجولان السورية المحتلة استفزاز غير ضروري على الإطلاق.
وأشارت إلى أن مخاطر التحول غير المؤكد في سوريا تجعل الخطوات التي اتخذتها العديد من البلدان في الأيام الأخيرة أكثر ضرورة. بدورها، أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إجراء اتصالات أو إرسال دبلوماسيين للقاء القوات المتواجدة في دمشق، وقائد هيئة تحرير الشام، التي ما تزال تظهر على القوائم الغربية للتنظيمات التي تعتبر إرهابية.
وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن هذه المبادرات الغربية ضرورية للغاية؛ لأن هذه الدول لم يكن لها تمثيل دبلوماسي في دمشق منذ أكثر من عقد من الزمن، ففي غضون أيام قليلة، أفسحت الشكوك الأولية لدى الدول الغربية المجال للبراغماتية، وهو أمر يستحق الترحيب.
وعدّت “لوموند” أن الترحيب الحار عموماً “بالمتمردين” من قبل المدنيين والجهود الناجحة التي بذلت لإرساء بدايات النظام في دمشق، كما هو الحال في المدن السورية الرئيسية، ما تزال إشارات هشة للغاية ولكنها مشجعة.
وتابعت بأن “فوائد تحقيق الاستقرار في سوريا كبيرة، إذ من شأنه أن يسمح بإعادة الإعمار وعودة مئات الآلاف من السوريين الذين طردتهم الفوضى التي سادت البلاد لفترة طويلة. ولكن لتحقيق هذه الغاية، فلا بد من تعبئة قدر كبير من الموارد، الأمر الذي يتطلب رفع العقوبات الدولية المدمرة التي تم فرضها في أثناء الحرب الأهلية، أو حتى إزالة هيئة تحرير الشام، إذا كان ذلك مبرراً، من القوائم السوداء”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن السوابق الكارثية في العراق وأفغانستان في أعقاب تدخل الولايات المتحدة يمكن أن تدعو إلى موقف الانتظار والترقب. وعلى العكس من ذلك، تحتاج سوريا إلى إعادة الالتزام حيالها.