وأجرى مراسل رويترز مقابلات مع ١٢ شخصًا من الشيعة وأقليات أخرى من السوريين على الحدود مع لبنان، جميعهم تحدثوا عن تهديدات شخصية أو عبر الإنترنت ضدهم وضد عائلاتهم. وتشير التقارير إلى أنه على الرغم من الوعود التي قدمها قادة جماعة “تحرير الشام” كقوة رئيسية على الساحة السياسية السورية تجاه الأقليات، إلا أن التهديدات ضد العلويين والشيعة وأقليات أخرى في سوريا قد تضاعفت، وتشمل التعذيب والقتل والاغتصاب، وغالبًا ما يتم إرسال هذه التهديدات عبر “واتساب” و”فيسبوك”.
وأضاف المسؤول الأمني الرفيع في لبنان، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن أكثر من ١٠٠,٠٠٠ شخص، معظمهم من أتباع المذاهب الأقلية، دخلوا لبنان منذ يوم الأحد الماضي، ولكن من المستحيل تحديد العدد الدقيق للاجئين لأن معظمهم استخدموا نقاط عبور غير قانونية على الحدود للهروب من سوريا.
يُعتقد أن الشيعة يشكلون حوالي عشر سكان سوريا التي كانت تعدادها ٢٣ مليون نسمة قبل اندلاع الحرب.
وفي الوقت نفسه، قال بسام عبدالوهاب، مسؤول مراقب لعودة اللاجئين في “تحرير الشام”، الذي يعمل في منطقة نبل ذات الغالبية الشيعية: “لقد تم استعادة الخدمات الأساسية. تم توفير الأمن لحماية الأقليات، وهذه سياسة قيادة عسكرية؛ نحن مسؤولون عن حماية الأقليات في سوريا. ما يحدث لنا يحدث لهم أيضًا”.
ومع ذلك، تقول المقابلات أشياء أخرى. تقول إلهام، وهي ممرضة في الثلاثين من عمرها: “كنت أنتظر مع ابني البالغ من العمر عامين وابن أختي ذو العشرة أيام في المعبر دون ماء أو طعام للدخول إلى لبنان”. وتقول إلهام، وهي شيعية من دمشق: “هربت إلى المناطق الريفية بعد سقوط النظام. وعندما عدت، وجدت بيتي قد تم نهبه وحرقه”. وتضيف إلهام: “اقتحم رجال مسلحون ومقنعون منازلنا وأمروانا بالخروج منها تحت التهديد بالسلاح، وقالوا إنهم سيقتلوننا إذا لم نرحل. أخذوا سيارتنا لأنهم قالوا إنها ملكهم”.