الآية بصيغى PDF :
البعل والزوج الفارق بينهما – أخطاء في المعاجم والتفاسير :
(73) قَالَتۡ يَاٰوَيۡلَتَىٰٓ ءَأَلِدُ وَأَنَا۠ عَجُوزٞ وَهَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عَجِيبٞ (72)
وهنا :
(قالت ياويلتي)
[ وياولتي : كلمة تقال عند كل أمر عظيم ] قال ابن آدم عندما قتل أخيه { قال ياويلتي أعجزت أن أكون مثل هذ الغراب فأواري سوءة أخي – المائدة 31 } وقال الظالم عند دخوله جهنم والحساب { ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا – الفرقان 27-28 }
وأما :
(ءَأَلِدُ)
يقول تعالى عن ميلاد السيد المسيح بغير أب و تعجب السيدة مريم عليها السلام حيث قالت { قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون – آل عمران 47 } وهنا تعجبت وكذلك امرأة وإبراهيم عليه السلام عجوز عقيم وهو شيخ كبير فتعجبت قائلة { قالت يا ويلتى ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب – هود 72 } .
وأما :
(وأنا عجوز)
و[ عجوز : من العجز وهو مؤخرة كل شيئ والعجز ضد القدرة أي أنها آخر العمر والعجز عن الحمل ولا تصلح لهذه المهمة أي عاقر (عقيم) ] قال تعالى في بيان أنها لا تنجب قال تعالى هنا { قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب – هود 72 } وبالتالي لا تصلح للإنجاب لسببين الأول العجز والثاني العقم فهى عاقر لا تنجب في الأصل قبل مرحلة الشيخوخة والعجز قال تعالى { فأقبلت امرأته في صرة فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم – الذاريات 29 } .
وأما :
(وَهَٰذَا)
وهذا هنا تطلق على سيدنا إبراهيم وهو شيخ قال تعالى فيه { قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا- هود 72 } ثم قالت على هذا الأمر من إنجابها للولد وهى عجوز عقيم وبعلها شيها قال هنا { إن هذا لشيء عجيب – هود 72 }
وأما :
( بَعۡلِي)
والبعل هنا [ الزوج – معجم ألفاظ القرآن باب الباء فصل العين واللام ] وهذا تعريف خاطىئ لأن البعل هو الزوج الممنوع من جماع زوجته إما لعله أو لحكم يقوله تعالى { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا – النساء 128 } وهذا زوج ممتنع عن زوجته بالنشوذ .
ولو طلق الزوج زوجته وهى في وقت العدة أطلق عليه القرآن الكريم أيضاً لفظ بعل لأنه زوج ممنوع من نكاح أو جماع زوجته بحكم إلهي قال تعالى فيه : { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم – البقرة 228 } و وهنا الحالة الثالة هو الزوج الشيخ الذي منعته شيخوخته من نكاح زوجته قال تعالى { وهذا بعلي شيخا – هود 72 } ولذلك قالت بعلي ولم تقل زوجي .
بالتالي الفرق بين الزوج والبعل البعل هو الممنوع من جماع زوجته إما لعلة الشيخوخة أو النشوذ أو الطلاق في وقت العدة وهى مازالت لم تخرج نهائياُ من عصمته و قد حكم القرآن بمنع جماعها إلا بعد ردها لعصمته أو الفراق .
وأما :
(شَيۡخًاۖ)
و[ شاخ يشيخ شيخا بتحريك الياء : استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب والشيخ : من الخمسين إلى آخر عمره وقيل إلى الثمانين وجمعه شيوخ وأشياخ – معجم الفاظ القرآن باب الشين فصل الياء والخاء ] قال تعالى { هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون – غافر 67 }
ولأن الرجال يمكنهم الإنجاب للستين والسادة الأشراف للسبعين وأحياناً الثمانين فتكون مرحلة عدم الإنجاب والشيخوخة المقودة هنا تخطي الرجل مرحلة الإنجاب كما في قوله تعالى هنا { وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيئ عجيب – هود 71 } وما بعد تلك المرحلة هى مرحلة الشيخ الكبير العاجز عن العمل لقوله تعالى { ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير – القصص 23 } وهو نفس المعنى الذي كان يعنيه إخوة يوسف عليه السلام لما قالوا لعزيز مصر { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين – يوسف 78 }
وما بعد مرحلة الشيخ الكبير أرذل العمر وبداية الخرف والنسيان لقوله تعالى عن هذه المرحلة العمرية { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج – الحج 5 } .
وبالتالي المقصود هنا من مرحلة { وهذا بعلي شيخا } أي في مرحلة ما بين الشيخ والشيخ الكبير والمرجح أنه لن يوجد احتمال أن لا ينجب الولد .
وأما :
(إن هذا لشيئ عجيب)
أي أنه شيئ عجاب كما قال تعالى { إن هذا لشيء عجاب – ص 5 }
وأما :
(إِنَّ هَٰذَا)
أي أنه يقول تعالى بأن هذا هو القصص الحق قال تعالى { إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله لهو العزيز الحكيم – آل عمران 62 } وهذه البشارة هى حق اليقين لقوله تعالى { إن هذا لهو حق اليقين – الواقعة 95 } وهذا القصص الحق هنا بشارة لنبي الله إبراهيم والتي قال تعالى فيها هنا { قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب – هود 72 }
وأما :
(لشيئ)
ورد لفظ شيئ في قوله تعالى { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون – النحل 40 } وإرادته تعالى هنا بأن تلد الولد تلك العجوز العقيم وهذا الشيه الكبير كما قال تعالى هنا : { قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب – هود 72 }
وأما :
(عَجِيب)
والتعجب يكون من أمر غريب غير معتاد رؤيته قال تعالى هنا فيما قالته امرأة إبراهيم عليه السلام { قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب – هود 72 } فلما تعجبت قالت الملائكة { قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد – هود 73 } .
ثم يقول تعالى :
(73) قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ (73)