عمرو ناصف : روسيا لا يمكن أن تتخلى عن سوريا.. وتركيا لاعب أساسي
الاسبوع :
- الجمعة, 6 ديسمبر, 2024 – 9:49 م
وأضاف عمرو ناصف في حواره مع الإعلامي مصطفى بكري، خلال برنامج “حقائق وأسرار” على قناة “صدى البلد” أن تركيا هي اللاعب الأساسي في سوريا الآن.
وأوضح أن روسيا لا يمكن أن تتخلى عن سوريا، وبوتين أعلن من قبل أنه من دمشق ينبثق النظام العالمي الجديد.. مشيرًا إلى أن الموقف الإيراني أيضًا في خطر، وإذا سقطت سوريا، فإن وضع إيران سوف يتهشم.
وأشار عمرو ناصف، إلى أن سوريا لم تعرفِ الاستقرار إلا على يد بشار الأسد، وأن سيطرة العلويين على السلطة في سوريا مجرد أكاذيب.. منوهًا بأن الجماعات الإرهابية تقدم نفسها على أنها عناصر سياسية معارضة للنظام السوري.
وتابع أن الجماعات الإرهابية لا تعرف سوى القتل والدمار وقطع الرقاب، ولديهم شعار شهير يطلقونه في سوريا وهو “لو ما قتلت العلوي صغير بكرة يصير شبيح كبير”.. مؤكدًا أن 6 آلاف إرهابي تم علاجُهم في المستشفيات الإسرائيلية.
الأسبوع
*عمرو ناصف*:
أتمنى من كل من يكتبون عن الخيانات، وعن البيع، وعن الخذلان، أن يتريثوا، وألا يتصور أحدهم أنه عالم ببواطن أمر سورية، وخاصة أولئك الذين يدعون بأنهم كانوا قد (تنبأوا)، أو(توقعوا)، أو أنهم (طالما حذروا، ونبهوا).
ما حدث في سورية لم يكن ليخطر على بال أحد سواء كان معه، أو ضده، باستثناء قيادات: (سورية، وروسيا، وإيران، وتركيا، والسعودية، وقطر، ومصر، والعراق).
ما حدث في سورية هو ما توصلت إليه الأطراف التي ذكرتها، والتي تمتلك من الأدلة ما يؤكد أن المخطط كان يهدف إلى جر سورية، إلى حمام دم غير مسبوق، وإلى حصار أشد وأقسى مما فات، وأن كل السيناريوهات المتوقعة ستتنافس في قسوتها، وكارثيتها.. وأن المخرج الوحيد، هو الاتفاق على خروج الرئيس الأسد، بعد الحصول على ضمانات بحقن الدماء، وعدم تقسيم سوريا، وتفكيك جيشها.
ولكن، هل ستحكم جبهة النصرة سورية؟
هذا السؤال، هو التحدي الأكبر الآن للعالم وفي مقدمته أمريكا تأسيسا على تصنيف جبهة النصرة، والجولاني نفسه، فضلا عن أن أطرافا أخرى للمعارضة المسلحة، وغير المسلحة، ستبدأ في البروز بشكل أكبر، وأقوى في المشهد السوري، وليس أولها (قسد) (المعادية للنصرة)، وليس آخرها ما يسمى بالجيش الحر.
أعلم أن السؤال الذي سيطرأ على أذهان كثيرين الآن: أولم يكن في وسع محور (المقW.A.مة)، التصدي؟
والإجابة ببساطة هي: نعم، كان في وسعه، لكن سورية كانت ستصبح أفغانستان ثانية.
إن ما حدث ليس صعبا فحسب، لكنه بمثابة الباب الذي شُرّع، على مرحلة جديدة، وواقع مختلف، ربما يكون ترجمة لكلام نتنياهو عن الشرق الأوسط الجديد، وهذا يجبرنا على الإقرار بأن إسرائيل هي الرابح الوحيد مما جرى، وأن في وسعها الآن ستر عورتها في غزة، ولبنان.
أما بقية الأطراف فيمكنني القول بأن المشهد:
-فيه سورية مختلفة من حيث التوجهات والأولويات.
-فيه إيران تخسر أهم حلفائها.. وتنتظر حكما أمريكيا يضعها على رأس استهدافاته.
-فيه روسيا، التي ستضطر إلى اللجوء إلى صيغة جديدة للتعامل مع واقع سوري غير معهود.. ولا أشك أبدا في أن ترامب، سيغريها بموقف في أوكرانيا يخفف عليها خسارتها في سوريا، ويبعدها عن أي تنسيق مع الصين.
– فيه تركيا، المتوجسة من نوايا الأكراد.
– فيه (المق. W.A.مة) التي يتحتم عليها أن تحمي ظهرها بنفسها، خاصة وأن أطرافا داخلية لن تفوت فرصة خسارة (المق. W.A.مة) لدمشق.
-فيه فلسطين، التي ستكون في عين العاصفة.
-فيه المملكة الأردنية، التي يتوجب عليها أن تواجه مخططا سيحاول الدفع بأهالي الضفة إليها.
-فيه مصر، التي ينبغي عليها أن تدرك أنها ليست في مأمن من شرور المتأسلمين، ومن يدعمهم.
-فيه العراق الذي سيحاول الخصوم إلهائه بتأجيج تناقضاته الداخلية.
والخلاصة: أن الكل خاسر مما حدث في سورية، باستثناء إسرائيل.