العهد :

شنّت جبهة النصرة الإرهابية، صباح يوم الأربعاء 27-11-2024، هجومًا كبيرًا باتّجاه ريف حلب الغربي انطلاقًا من مواقعها في كفر عمة (أتارب) ووتقاد ومكلبيس والشيخ سليمان (دارة عزة) باتّجاه جمعية المعري وبسرطون وعنجارة وأورم الصغرى.. محاوِلة التقدم باتّجاه مدينة حلب. 

لهذه الأسباب 

الخبير في الشؤون العسكرية الوليد صالح، وفي حديث خاص لموقع “العهد” الإخباري، عزا الهجوم وتوقيته لعدة أسباب وهي: 

1 – جاء الهجوم بعد محاولات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتكرّرة الحصول من القيادة السورية على تنازل لأجل لقاء السيد الرئيس بشار الأسد معه لمحاولة الحصول على دعم شعبي داخلي له بعد هزيمة حزبه المدوية في الانتخابات البلدية التركية. فقد اشترطت القيادة السورية انسحاب القوات التركية أو وضع جدول لانسحابها من الأراضي السورية؛ حيث لا يحصل أردوغان على لقاء مجاني. وبعد مماطلة أردوغان في نقاش موضوع انسحاب قواته بحجة أنه في حال الانسحاب ستحدث هجرة باتّجاه تركيا، وبسبب تمسك القيادة السورية بموضوع انسحاب القوات التركية قبل اللقاء بين الرئيسين أظهرت القيادة التركية نيتها الحقيقية بالتدخل في القرار السوري على لسان وزير خارجيتها تاريخ 23112024 “، والذي قال :”إنه لن يكون هنالك انسحاب تركي قبل وجود دستور جديد وإجراء انتخابات جديدة”. وبعد أربعة أيام؛ بدأت جبهة النصرة هجومًا واسعًا من بين نقاط جيش الاحتلال التركي وتحت ناظريه في مسعى من أردوغان لإجبار القيادة السورية على التنازل وإجراء اللقاء”.

2 – يأتي توقيت الهجوم بعد ساعتين من بدء إيقاف إطلاق النار في جنوب لبنان بهدف منع سورية من الراحة بعد تعرضها لهجوم وعدوان جوي شبه متواصل من العدوّ “الإسرائيلي” بغية منعها من إمداد المقاومة (حزب الله) ومنعها من التقاط أنفاسها وجعلها تحت الضغط .

3 – هجوم جبهة “النصرة” باتّجاه حلب كونها العاصمة الاقتصادية لسورية؛ ولأنها هدف لأردوغان الذي يعدها مدينة تركية بعد خسارتها في اتفاقية لوزان في العام 1923، بحسب ما صرح في أثناء الانتخابات التركية الأولى، وقد يكون هذا الهجوم هو محور جهد رئيسي، وقد يكون تمويهًا وتضليلًا عن محور هجوم آخر تحضر له جبهة النصرة في مكان ثان.

4 – جاء الهجوم بعد تنسيق عالٍ بين جبهة “النصرة” الإرهابية والعدو “الإسرائيلي”، كما حصل سابقًا في أثناء الهجوم المشترك لجبهة النصرة والعدو “الإسرائيلي” على سراقب في تاريخ 9112024.
5 – يحاول الجولاني، من خلال الهجوم، تصدير أزمته المتفاقمة نتيجة المظاهرات في إدلب ضدّ  تسلطه وظلمه محاولًا نقل الأنظار عنه نحو جبهات القتال.

ختم الخببر في الشؤون العسكرية حديثه لموقعنا بالتأكيد أن الجيش العربي السوري جاهز لهذه المعركة؛ حيث كان قد استعد لمثل هذا الهجوم الغادر منذ بداية الغزو البري “الإسرائيلي” في جنوب لبنان تاريخ 1102024 وحشد قواته على محاور القتال، وأجرى تدريبات مكثفة بالتعاون مع الحليف الروسي. وكله ثقة بقدرته على تكبيد الجيش جبهة النصرة الإرهابية خسائر فادحة سترتد عكسيًا.

الجولاني ومن خلفه أردوغان 

على توقيت “تل أبيب” 

من جانبه، فقد أشار عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي إلى أنه وإثر كلمة سر أطلقها نتنياهو، في حديثه الأخير، مهدّدًا سورية وقيادتها، تحركت المجاميع الإرهابية من ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي بعملية واسعة جدًا من أجل تغيير خارطة التموضع الثابتة منذ عامين حتّى الآن. وفي حديث خاص لموقع “العهد” الإخباري؛ لفت الحاج علي إلى أنه وبعد ساعات من خطاب نتنياهو الأخير الذي أعلن فيه قبول شروط المقاومة في لبنان لوقف إطلاق النار على خطوط القرار الأممي ١٧٠١، قامت هيئة تحرير الشام ومجموعة من الفصائل الداعمة بعملية عسكرية مباغتة وواسعة، منذ صباح الأربعاء باتّجاه ريف حلب الغربي من محورين: الأول الأتارب أورم الكبرى باتّجاه كفر طوم، وهدفه قطع طريق حلب دمشق الدولي لمحاصرة مدينة حلب بالكامل، والثاني من الاتارب باتّجاه قبان الجبل وعندان وحريتان، لقطع طريق أعزاز الواصل بين مدينتي نبل والزهراء وحلب، في محاولة لفصل المدينتين عن حلب.

أما عن تعامل الجيش السوري مع هذا الهجوم المباغت؛ فقد لفت عضو مجلس الشعب السوري إلى أنه وتبعًا لظروف المعركة، حيث تعد هذه المناطق مناطق مفتوحة مستوية في أغلبها، قام الجيش بإعادة انتشار عند الخط الدفاعي الثاني لاستيعاب الهجوم، وفصل التحام القوات في ما بينها لافساح المجال لسلاح الجو السوري الروسي وسلاح المدفعية والصواريخ، لتنفيذ رمايات دقيقة لتجمعات الإرهابيين، حيث أوقعت عددًا كبيرًا منهم بين قتيل وجريح، كما استهدفت معظم السيارات المدرعة التي كان يعتمد عليها الإرهابيون من أجل تنفيذ خرق في الخطوط الدفاعية للجيش العربي السوري والالتفاف عليه.
كما شدد الحاج علي على أنه وحتّى هذه اللحظات، نجح الجيش العربي السوري في استيعاب الهجوم، ووصلت تعزيزات كثيرة للجيش من قوات النخبة، من أجل القيام بهجوم مضاد، صباحًا، لاستعادة الخط الدفاعي مشيرًا إلى أنه، ونظرًا لحجم التعزيزات التي وصلت لمدينة حلب فيسود اعتقاد بأن الجيش السوري لن يكتفي فقط بالعودة للخط الدفاعي السابق، بل يمكن أن يستغل الفرصة ويتوغل أكثر في ريف إدلب الشرقي لمطاردة فلول هيئة تحرير الشام.

وأضاف الحاج علي : “يجب عدم إغفال الدور التركي المشبوه، وخاصة أن مسار المفاوضات مع الجانب السوري متعثرة، كما صرح الجانب الروسي الضامن”، في ما يبدو أن هذا الهجوم أتى بأوامر تركية- “إسرائيلية”، وكلّ  منهما لديه أهدافه، فـ”الإسرائيلي” يريد معاقبة سورية على مواقفها من دعم للمقاومة بإشغال الجيش العربي السوري بمعارك جانبية، والتركي يريد الضغط على دمشق لتحسين شروط تفاوضه معها ومحاولة تغيير الجغرافيا لمصلحته، في ما الجيش السوري يتولى صد الهجوم ببسالة ويحضر لعملية واسعة لتحرير محافظة إدلب بالكامل.

قراءة في هجوم جبهة "النصرة" الإرهابية على ريف حلب.. التوقيت والأسباب

 

العهد