واشنطن تستخدم «الفيتو» للمرة الرابعة ضد وقف إطلاق النار على غزة
إرم :
أمريكا تستخدم “الفيتو” ضد وقف إطلاق النار في غزة
الدمار في غزةالمصدر: رويترز
استخدمت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء حق النقض بمجلس الأمن”الفيتو” ضد مشروع قرار يطالب بوقف فوري للقتال في غزة.
وصوّت جميع أعضاء مجلس الأمن لصالح مشروع القرار المقترح لوقف إطلاق النار في غزة عدا الولايات المتحدة.
وكانت حالة من التوتر سيطرت على القيادة السياسية الإسرائيلية حيال رد فعل الولايات المتحدة في المناقشة المثيرة المتوقعة بمجلس الأمن، بشأن وقف إطلاق النار في غزة، اليوم الأربعاء.
وكان من المقرر، بحسب صحيفة “معاريف” أن يصوت مجلس الأمن على اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة.
إرم نيوز
رابط :
أمريكا تستخدم “الفيتو” ضد وقف إطلاق النار في غزة | إرم نيوز
إقرأ أيضاً :
واشنطن تستخدم «الفيتو» للمرة الثالثة ضد وقف إطلاق النار على غزة
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأول، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولى، التابع للأمم المتحدة، ضد مشروع قرار مقدم من الجزائر، يطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
أخبار متعلقة
وتعد هذه هي المرة الثالثة التي تستخدم فيها واشنطن «الفيتو» ضد قرارات تطالب بوقف إطلاق النار، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
وحصل مشروع القرار على تأييد 13 عضوًا من بين أعضاء المجلس المؤلف من 15 عضوًا، فيما عارضته الولايات المتحدة الأمريكية، بينما امتنعت المملكة المتحدة عن التصويت.
ومشروع القرار الذي قدمته الجزائر يرفض التهجير القسرى للسكان المدنيين الفلسطينيين، ويكرر مطالبة جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولى. ويطالب بالإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع الرهائن.
كما جدد المشروع دعوته إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة وتقديم ما يكفى من المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستمر وبالحجم المناسب إلى المدنيين الفلسطينيين.
من جهته قال السفير الجزائرى لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، متحدثًا قبل التصويت، إن مشروع القرار كان نتاجًا لمناقشات مستفيضة، وشدد على ضرورة ألا يكون المجلس سلبيًا في مواجهة ما يجرى في غزة.
وأضاف: «طوال هذه العملية، سمعنا دعوات لإعطاء الوقت لمسار موازٍ، مع إثارة مخاوف من أن أي إجراء من جانب المجلس من شأنه أن يعرض هذه الجهود للخطر، ولكن بعد مرور شهر تقريبا على صدور أوامر محكمة العدل الدولية، لا تزال بوادر الأمل غائبة بشأن تحسين الوضع في غزة».
وقال إن الصمت ليس خيارا، مضيفًا: «الآن هو وقت العمل ووقت الحقيقة».
في المقابل، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن مشروع القرار الذي عرض على المجلس لم يكن ليحقق هدف السلام المستدام، بل وقد يتعارض مع ذلك، حسب قولها.
وأشارت إلى المفاوضات الجارية حول إطلاق سراح الرهائن، ومشروع القرار الأمريكى الذي من المتوقع أن يُعرض للتصويت لاحقًا أمام المجلس، وقالت: «بينما لا يمكننا دعم قرار من شأنه أن يعرض المفاوضات الحساسة للخطر، فإننا نتطلع إلى المشاركة في نص (مشروع قرار)، نعتقد أنه سيعالج الكثير من المخاوف التي نشترك فيها جميعًا، وهو نص يمكن وينبغى أن يعتمده المجلس، بحيث يمكننا التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن بناء على صيغة تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن».
وأكدت السفيرة الأمريكية أن وقف إطلاق النار المؤقت- الذي يتضمنه مشروع القرار الجديد- أمر بالغ الأهمية لإيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وشددت على أنه ينبغى التطلع إلى ذلك النص حتى «نتمكن أخيرًا من إدانة حماس بسبب هجماتها المروعة في 7 أكتوبر» الماضى، وتمكين كبيرة منسقى الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيجريد كاخ، لأن نجاحها يعنى نجاح الأمم المتحدة.
وعقب التصويت على مشروع القرار، أعرب «بن جامع» عن أسفه إزاء «فشل مجلس الأمن مرة أخرى في أن يرتقى إلى مستوى نداءات الشعوب وتطلعاتها. هذا الفشل لا يعفيه من القيام بمسؤولياته، ولا يعفى المجموعة الدولية من واجباتها تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل».
وقال: «اسألوا أنفسكم وضمائركم عن نتيجة قراراتكم، وكيف سيحكم التاريخ عليكم»، مشددًا على أن بلاده ستعود لتدق أبواب المجلس، «وتطالب بوقف حمام الدم في فلسطين، ولن نتوقف حتى يتحمل هذا المجلس كامل مسؤولياته ويدعو لوقف إطلاق النار».
من جهته، عبر الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، السفير جانج جون، عن خيبة أمل بلاده وعدم رضاها بشأن نتيجة التصويت.
وقال إن «ما دعا إليه مشروع القرار المقدم من الجزائر، نيابة عن مجموعة الدول العربية، قائم على أدنى متطلبات الإنسانية، وكان يستحق دعم جميع أعضاء المجلس».
وذكر أن نتيجة التصويت تظهر بشكل جلى أن المشكلة تتمثل في استخدام الولايات المتحدة للفيتو، بما يحول دون تحقيق إجماع في المجلس، مضيفا أن الفيتو الأمريكى يوجه رسالة خاطئة تدفع الوضع في غزة ليصبح أكثر خطورة.
في سياق متصل، ألقى السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بيان مصر خلال جلسة المجلس.
وقال «عبدالخالق»: «لقد شهدنا صباح اليوم مجددًا نموذجًا صارخًا من ازدواج المعايير، فقد أعاق الوفد الأمريكى للمرة الثالثة، محاولة استصدار قرار من مجلس الأمن لإيقاف وقف إطلاق النار في غزة، رغم تصويت ١٣ عضوا في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الجزائرى، المقدم بدعم كامل من المجموعتين العربية والإسلامية في الأمم المتحدة».
وناشدت مصر، عبر بيانها، مجلس الأمن وكل القوى الدولية المسؤولة إنقاذ خيار السلام، عبر الإنفاذ الفورى لوقف إطلاق النار، هذا لن يعرقل جهود الوساطة الجارية، بل سيتيح لها الظروف المناسبة لتنجح.
وتابع: «وتحذر مصر مجددا من المخاطر الكارثية والمحدقة بالأشقاء الفلسطينيين جراء الخطط الإسرائيلية المعلنة لاقتحام مدينة رفح، كما تحذر مصر من استمرار تدهور الوضع الإقليمى جراء استمرار هذه الحرب المدمرة».
في غضون ذلك، قال السفير الروسى لدى الأمم المتحدة، فاسيلى نيبينزيا، إن «الولايات المتحدة تسعى إلى التستر على أقرب حليف لها في الشرق الأوسط، وكسب الوقت حتى يتمكن من استكمال خططه غير الإنسانية في غزة لإخراج الفلسطينيين من القطاع وتطهيره بشكل كامل».
وأضاف أن المسؤولية الكاملة عن العواقب تقع على عاتق واشنطن، مهما حاولت الولايات المتحدة «التهرب منها من خلال الحديث عن جهود الوساطة المهمة» التي تقوم بها.
بدوره، قال السفير الفلسطينى لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، إن استخدام الفيتو ضد مشروع القرار هذا ليس أمرًا مؤسفًا فحسب، وإنما أيضًا هو «أمر متهور وخطير للغاية، فهو يحمى إسرائيل مرة أخرى حتى عندما ترتكب أكثر الجرائم إثارة للصدمة».
وأضاف أن إسرائيل ليست هي من ينبغى أن تحظى بحماية حق النقض، بل إن الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين هم الذين يجب أن يتمتعوا بالحماية من خلال تحرك هذا المجلس الآن.
وأكد «منصور» أنه فقط من خلال وقف إطلاق النار «يمكننا أن نعطى فرصة للحياة»، ولتنفيذ قرارى مجلس الأمن 2712 و2720، ولوصول المساعدة الإنسانية إلى الملايين من الأشخاص اليائسين المحتاجين، وللسماح للأونروا ووكالات الأمم المتحدة الأخرى بإيصال المساعدات المنقذة للحياة، «وفرصة لجهودنا الجماعية لرسم طريق نحو العدالة والسلام».
وشدد على أنه بدون وقف إطلاق النار «لن تنتهى أي من الفظائع، وستستمر إسرائيل في نشر الموت والدمار والخراب».