مصراوي :
أسرار الزفاف في رشيد.. وثيقة تعود لسنة 1936 تكشف تفاصيل مدهشة
أزاحت وثيقة تاريخية تعود إلى عام 1936 الستار عن جانب خفي من حياة أهل رشيد، وكشفت عن طقوس الزفاف التي كانت سائدة في المدينة في بداية القرن الماضي، هذه الوثيقة، التي تمثلت في بطاقة دعوة لحفل زفاف، تقدم لنا لمحة نادرة عن التقاليد والأعراف التي كانت تحكم حياة الناس في ذلك الوقت.
وتكشف الوثيقة عن العديد من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في الزواج في ذلك الوقت، مثل لعبة الشبكة التي كان يشارك فيها الصيادون، ورقصة الفتوة التي كانت تعبر عن الفرح والبهجة.
ويصف الباحث التاريخي محمود الحشاش طقوس الزفة بقوله: ” قبل الفرح بيوم كان يعقد ليلة قرآنية لكبار المشايخ إذا كان صاحب الفرح من الأثرياء، أما إذا كان صاحب الفرح من الطبقة المتوسطة فكان الاقتصار على مشايخ رشيد، وكان هذا الطقس أحد الثوابت في احتفالات الزفاف”.
أما عن باقي طقوس الزفاف، يقول الحشاش: “كان العريس يصلي العشاء، ثم يخرج فى زفة كان يطلق عليها الدورة، لأنها كانت تدور على المقاهي، وكانت تبدأ من بيت العريس مرورا بالسوق العمومى والمقاهي، يلبس العريس الجلباب والبالطو ويزف بالكلوبات مارا بالمقاهي، أو من منطقة قبلي لبحري رشيد، وعند كل قهوة تقف الدورة بعض الوقت وتقدم طلبات من القهوة”.
ويضيف: “فى شارع السوق يتخلل عملية الزفاف مجموعة من الألعاب البطولية، واللعب بالعصا والرقص البلدي ابتهاجا بالعريس، وكانت هناك رقصة تسمى رقصة الفتوة، وهى رقصة يستخدم فيها الكراسى والترابيزات تحمل على الجبهة و الأسنان”.
ويكمل الحشاش: ” إذا كان العريس صيادا يأتي الصيادون بشبكة كبيرة ومتينة جدا يمسك بها من أطرافها مجموعة من المعازيم، ويصعد فى منتصفها العريس فيشدونها ويرخونها ابتهاجا به، ليتأرجح عليها صعودا وهبوطًا”.
ويستطرد: “أما العروس فى رشيد فكانت تمشى من منزل أبيها إلى منزل الزوج تحيط بها الفتيات بالزغاريد، والموكب يتقدمه رجلان يفسحان الطريق للعروس، ويستقبلها أهل زوجها بأروع التحية والاستقبال، وفي نهاية الدورة يتجه العريس لخيمة يقرأ بها القرآن الكريم، ويجد العروس فى انتظاره فى خيمة الحريم، يذهب إلى خيمة القرآن يسلم على الرجال ويجلس بعض الوقت، وبعد ذلك يذهب إلى العروس للزفاف”.
ويكشف الحشاش عن الأطعمة فى أفراح رشيد قديما قائلا: “كان يقدم أشهى الأنواع من اللحوم في أفراح الطبقة العليا، أما الطبقة المتوسطة كان يقدم بها العيش على اللحم (رغيف بالفرن على وجهه لحم مفروم بالبصل)، والطبقة الدنيا، كان يقدم بها المصبوبة ( عبارة عن القطايف تؤكل بالعسل الابيض )”.