YNP :
إبراهيم القانص :
كشف مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الشهيد يحيى السنوار، الكثير من الأقنعة التي طالما حجبت وجوهاً عربية كانت تظهر دعمها للقضية الفلسطينية وتبطن إسنادها الكامل ودعمها غير المحدود لإسرائيل، ومساهمتها المباشرة وغير المباشرة في قتل الفلسطينيين، وأبرز تلك الأقنعة هو ذلك الذي كانت تتغطى به الإمارات، لكنه سقط نهائياً رغم أن كثيراً من الشواهد كانت تثبت انحيازها للاحتلال، خصوصاً بعد اتفاقيات التطبيع الكامل معه.
رسمياً لم تعلق الإمارات على اغتيال إسرائيل قائد حركة حماس يحيى السنوار، فهي تتعاطى وفقاً لاتفاقيات التطبيع مع الكيان، رغم حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيشه على الفلسطينيين، أما الموقف الأوضح فقد ظهر في تناول الإعلام الإماراتي لمقتل السنوار، حيث ساوى بين القاتل والمقتول، بل إنه يكرس شيطنة حركات المقاومة وقياداتها ويضفي الشرعية على جرائم الاحتلال.
الإعلام الرسمي لدولة الإمارات تعامل مع حرب الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين على أنها شأن داخلي، فهو يصوّر إسرائيل كسلطة رسمية وحركات المقاومة كجماعات متمردة، وقد نشرت صحيفة الاتحاد الرسمية مقالاً بعنوان: “شعب غزة.. وثالوث الظلم”، جاء فيه أن “طرفي الحرب يحرقان هذا الشعب بكل أنواع الأسلحة الفتاكة، أحدهما عدو كاسح هو إسرائيل التي أثبتت أنها لن تتهاون في أي مساسٍ بأمنها وسلامة مواطنيها حتى ولو أحرقت الأخضر واليابس، والثاني قريبٌ يحرق هذا الشعب في مجامر الأيديولوجيا التي يؤمن بها ولا يؤمن بها الشعب، وظلم ذوي القربى أشد مضاضة”، ويتضح من ذلك أن الإعلام الرسمي الإماراتي يكرس شيطنة المقاومة ويعتبر الاحتلال سلطة شرعية والمقاومة تمرداً.
أما الصادم في الأمر- خصوصاً لنا كيمنيين- فهو مضي بعض المكونات اليمنية المنضوية تحت عباءة الإمارات على نفس مسارها المؤيد لإسرائيل والمناهض لحركات المقاومة، خصوصاً حماس، وأشير هنا تحديداً للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أسسته الإمارات ولا تزال تموله وتديره كذراع يرعى مصالحها وأطماعها ومصالح وأطماع حليفتها إسرائيل في اليمن.
أثبت المجلس الانتقالي حرصه على السير وبإخلاص خلف المشروع الإماراتي الإسرائيلي، الذي ترسمه القوى العالمية لتغيير وجه المنطقة العربية وفق التطلعات الإسرائيلية، وخصوصاً اليمن الذي يحمل أهمية استراتيجية سواء من حيث موقعه أو ثرواته.
وكما يرى مراقبون، فإن الشواهد كثيرة على انجراف المجلس الانتقالي الجنوبي خلف المشروع الداعم لإسرائيل والساعي إلى تمكينها من التوسع في المنطقة، ومنها صمته المطلق على موقف التيار السلفي- الذي يدعمه- من العداء الظاهر لحركات المقاومة، خصوصاً حماس، كما أنه لا يؤيد أي ضربة موجهة لإسرائيل من أي جبهة للمقاومة، وليس ذلك فقط بل إنه لم يصدر أي بيان يدين أو يستنكر الإبادة الجماعية الإسرائيلية للفلسطينيين، منذ أكثر من عام، حتى أنه وبشكل فاضح ومخزٍ وجّه قواته وأمام سمع ونظر الجميع بتمزيق لوحات كتب عليها مواطنون عبارات مؤيدة للفلسطينيين، وفي الوقت نفسه لم لم يحشد أي فعالية رسمية أو يسمح بفعالية شعبية تظهر الدعم للفلسطينيين وترفض العدوان عليهم، في المناطق اليمنية التي يسيطر عليها.
الإعلاميون المحسوبون على الانتقالي، وكما لو أنهم يعملون في صحف ومواقع إماراتية، لا ينفكون عن مهاجمة حركات المقاومة والاحتفال باغتيال قادتها، بل وتأييد المجازر الإسرائيلية في غزة ولبنان.
ويسعى المجلس الانتقالي للحصول على خط مباشر يتواصل من خلاله مع الجانب الإسرائيلي ويوثق علاقته به، تحت كثير من العناوين، منها إبداء استعداده لحماية السفن الإسرائيلية من هجمات قوات صنعاء التي أدت إلى حظر ملاحة الكيان البحرية نهائياً في البحر الأحمر، إسناداً لقطاع غزة.