وقد عبرت دول المنطقة وجيران أفغانستان، عن مخاوفها من تواجد المجموعات الإرهابية في أفغانستان لا سيما داعش والقاعدة وتحريك طالبان باكستان.
وعززت هذه المخاوف، التقارير التي أصدرها مجلس الأمن الدولي بشأن انتشار المجموعات الإرهابية في أفغانستان وتأسيسها مراكز التدريب والمراكز العسكرية في المقاطعات الأفغانية المختلفة.
وفي غمرة هذه الأحداث، كانت طالبان تنفي على الدوام تواجد هذه المجموعات على الأراضي الأفغانية ووصفت تقارير الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية بـ “الدعائية”.
ومع ذلك، ثمة مؤشرات كثيرة على انتشار المجموعات الإرهابية بما فيها تنظيم داعش وتنظيم القاعدة وتحريك طالبان باكستان على الأراضي الأفغانية، وهي مؤشرات صدر الكثير منها عن طالبان ذاتها.
القتال في أفغانستان
وقد زعمت جماعة طالبان خلال السنوات الثلاث الأخيرة مرارا أنها “قضت” على داعش في أفغانستان، ولم يعد لهذا التنظيم وجودا في البلاد. غير أنها أكدت مرارا الاشتباك مع داعش وتدمير قواعده في مختلف الولايات الأفغانية.
وفي أحدث تطور، ادعت طالبان أنها استهدفت يوم الأحد “مخبأ” لداعش في ولاية “غور” بوسط أفغانستان وفككت مجموعة “مشاغبة”.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن استخبارات طالبان قتلت زعيم هذا التنظيم وأحد أعضائه، وألقت القبض على عدد من أفراده.
واعتبر أن هذا التنظيم (داعش) هو من قتل 14 شخصا من الشيعة الهزارة بولاية دايكندي على حدود ولاية غور، رميا بالرصاص وقال أن أفراد داعش كان لهم ضلع في هجمات أخرى شُنت في غور وباميان وكابل.
وبالتوازي، أعلنت وسائل الإعلام نقلا عن مصادر في طالبان أن عضوين اثنين في داعش، لقيا حتفهما بولاية “كنر” شرقي افغانستان على يد قوات طالبان.
وتظهر هذه التقارير والأخبار أن تنظيم داعش ما يزال يشكل تهديدا جادا لأمن الشعب الأفغاني وتحديا جادا أمام مزاعم طالبان بإحلال الأمن العام في أفغانستان.
مزاعم الانتشار في باكستان
وفي أعقاب الهجمات الواسعة والقاتلة التي نفذها داعش في أفغانستان لا سيما ضد الشيعة الهزارة، تسعى طالبان لتقديم رواية جديدة عن داعش وهجماته في أفغانستان.
وكان الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قد أعلن في أواخرالشهر الجاري أن معلوماتهم الاستخباراتية تشير إلى أن داعش – ولاية خراسان، لديه قواعد ومراكز تدريب في إقليم بلوشستان الباكستاني.
وقال أن جهاز استخبارات طالبان، ألقى القبض على منفذي الهجوم على النيابة العامة لهذه الجماعة في كابل واتضخ من خلال التحقيق معهم أنهم تسللوا إلى أفغانستان عبر منطقة “مستونغ” بباكستان.
وتابع المتحدث باسم طالبان أن هؤلاء الأشخاص نفذوا أيضا الهجوم الذي استهدف سياحا أجانب بولاية باميان بوسط أفغانستان.
وقال ذبيح الله مجاهد في بيانه الجديد أن الأشخاص الذين لقوا مصرعهم او اعتقلوا في غور “كانوا يوجّهون مباشرة من مراكز داعش في بلوشستان.”
وأضاف أن هؤلاء نفذوا أيضا جميع هجماتهم بتوجيه مباشر من قيادة تنظيم داعش ولاية خراسان في بلوشستان. فضلا عن أن عددا آخر من المتعاونين مع هذا التنظيم، ألقي القبض عليهم بينما كانوا يلوذون بالفرار من بلوشستان.
وتأتي رواية طالبان الجديدة، استمرارا لرواية الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت ترى أن باكستان تقف وراء الانفلات الأمني في أفغانستان وتتهمها بدعم طالبان.
ونظرا إلى حساسية الرأي العام الأفغاني تجاه باكستان، يبدو أن طالبان تريد من خلال تقديم هذه الرواية، القفز على الواقع وتبرير عجزها عن توفير الأمن في البلاد.
ولم تبد باكستان لحد الان، رد فعل تجاه مزاعم طالبان، لكنها زعمت مرارا أن الإرهابيين يستخدمون الأراضي الأفغانية كمنطلق ضد باكستان.
لكن بمعزل عن حرب الروايات بين طالبان وباكستان، فان داعش وسائر المجموعات الإرهابية، يقتلون يوميا أشخاصا داخل أفغانستان وعلى المناطق الحدودية من باكستان، ويربكون أمن الناس واستقرارهم، الأمر الذي لا بد من ايلاء الاهتمام به بغض النظر عن أي مكان ينطلق منه داعش وأين تخطط لعملياته الإرهابية.