ودخلت إيران عالم الصواريخ الفرط صوتية منذ عقد على الأقل، حيث بدأت بتدشين أنفاق رياح بسرعة أقل من 3 ماخ، ثم دشنت أول “نفق للرياح” فائقة السرعة عام 2014 بجامعة الإمام الحسين بطهران للمساعدة في تطوير عمليات المحاكاة لصواريخ بسرعات 8 ماخ، وبدأت تتحدث عن تصنيعها أول صاروخ فرط صوتي في نوفمبر/تشرين ثاني 2022 قبل أن تعلن عنه رسميا العام الماضي 2023 وهو صاروخ فتاح، الذي اعتبر “تطوراً هاماً للصناعات العسكرية الإيرانية، ويضع طهران بين أعضاء نادي الصواريخ الفرط صوتية محدود العضوية”.
في هذا التقرير سنحاول التعرف على الفروقات بين الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية وصواريخ الكروز.
ذاتية الدفع والتوجيه.. ما هي الصواريخ الباليستية؟
تُعرف الصواريخ الباليستية بأنها نظام أسلحة استراتيجي ذاتي الدفع الصاروخي والتوجيه، ويعتمد على مسار باليستي قوسي منحني (أو شبه مداري) لتوصيل الحمولة المتفجرة من موقع الإطلاق إلى الهدف المحدد، هو مسار يتأثر حصراً بالجاذبيّة الأرضية والاحتكاك الهوائي.
يستطيع الصاروخ الباليستي حمل متفجرات تقليدية أو ذخائر كيميائية أو بيولوجية أو نووية أيضاُ، وتعمل إما بالوقود السائل أو الوقود الصلب.
هذا النوع من الصواريخ قادر على الطيران إلى ارتفاعات أعلى بكثير في الغلاف الجوي من الصواريخ المدفعية، ويذهب إلى مسافات أبعد بكثير، ويصطدم بالأرض بسرعات عالية بسبب قوة الجاذبية.
- يصنف مركز مراقبة الأسلحة ومنع الانتشار، وهو منظمة بحثية غير ربحية مقرها واشنطن، الصواريخ الباليستية حسب المسافة التي يمكن أن تقطعها. يمكن للصواريخ الباليستية قصيرة المدى أن تقطع حوالي 620 ميلاً، في حين يمكن للصواريخ الباليستية طويلة المدى، المعروفة أيضًا باسم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، أن تضرب أهدافًا على بعد حوالي 3410 أميال.
- يمكن إطلاق الصواريخ الباليستية من صوامع تحت الأرض أو غواصات تحت الماء لضرب أهداف في جميع أنحاء الكوكب. وتُقاس الحمولة المتفجرة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات بمئات الآلاف من الأطنان من مادة تي إن تي.
- لكن تظل المشكلة الأساسية التي تواجه الصواريخ الباليستية هي ضعف إمكانات المناورة، مما يسهل على أنظمة الدفاع الجوي نسبيًا رصدها وتتبعها، خاصة وأنها تتخذ مسارا ثابتاً ومحدداً مسبقاً خلال رحلتها.
السرعة والمناورة.. ما هي الصواريخ الفرط صوتية؟
- تنطلق الصواريخ البالستية التقليدية بسرعة أقل من سرعة الصوت التي تعادل 1 ماخ، أي 1000 كم/الساعة، بينما تُصنف الصواريخ كفرط صوتية إذا تجاوزت 5 ماخ، أي ما يزيد عن 5000 كم/الساعة.
- تطير الصواريخ فرط الصوتية على ارتفاعات منخفضة مقارنة بالصواريخ الباليستية، ولها قدرة على المراوغة أثناء الطيران مما يسهل اختراقها للدفاعات الجوية، ويعيق تتبعها من قبل الرادارات.
- تكمن خطورة الصواريخ الفرط صوتية في قدرتها على الوصول للهدف بسرعة كبيرة والمناورة، وتترك أمام الخصم وقتا محدوداً جداً لإدراك أنه يتعرض للهجوم.
- ونظراً لسرعتها الهائلة، تتمتع بقوة تدميرية هائلة بالاعتماد على طاقتها الحركية دون تحميلها بحشوة متفجرة ضخمة؛ فقوة ارتطام صاروخ فرط صوتي خالٍ من الرأس المتفجر بسرعة 9 ماخ تولد طاقة تدميرية تعادل 3 طن من متفجرات TNT.
- الخلاصة أن هذه الصواريخ تجمع بين السرعة القصوى والقدرة على المناورة وقدرات الارتفاع، مما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها وتتبعها واعتراضها بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي الحالية.
الدقة في الاستهداف.. ما هي صواريخ الكروز؟
- تعرف صواريخ كروز أو الصواريخ “المجنحة” بأنها مقذوفات موجهة وجوالة تتحرك عبر دفع من محرك نفاث أو من محرك مروحي، تماماً مثل الطائرات، ويمكن إطلاقها من منصات أرضية أو جوية أو بحرية.
- يمكن لصواريخ الكروز الطيران على ارتفاعات منخفضة وتتبع مساراً مرناً (يمكن تغييره أثناء الطيران) وقادرة على توجيه ضربات دقيقة، وأسلوب عملها قريب من الطائرة، حتى إن بعض محركاتها تشبه محركات الطائرات.
- قلة من الصواريخ الكروز تتخطى سرعتها سرعة الصوت، ويمكنها لبعضها حمل رؤوس نووية.
- تسير صواريخ كروز داخل الغلاف الجوي طوال مدة رحلتها على ارتفاع منخفض، ويمكن أن تطير على ارتفاع منخفض يصل إلى بضعة أمتار، وهذا الارتفاع المنخفض يستهلك المزيد من الوقود ولكنه يجعل من الصعب للغاية اكتشاف صاروخ كروز من قبل أجهزة الرادار.
- يمكن لصواريخ كروز أن تختبئ من أنظمة الرادار عبر الالتفاف حول التضاريس مثل (الجبال)، فيما يطلق عليه “معانقة التضاريس”، مما يجعل من الصعب اكتشافها واعتراضها.
- تعتمد صواريخ كروز، على التعرف على المعالم الطبيعية (مثل الجبال) لتحديد مسارها، والخرائط الإلكترونية، وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS) والتوجيه بالقصور الذاتي، والذي يستخدم أجهزة استشعار الحركة والجيروسكوبات لإبقاء الصاروخ على مسار طيران مبرمج مسبقاً.
- مع اقتراب صواريخ كروز المتقدمة من هدفها البعيد، يمكن للمشغلين استخدام كاميرا مثبتة في مقدمة الصاروخ لرؤية ما يراه الصاروخ. وهذا يمنحهم الخيار، لتوجيه الصاروخ يدوياً إلى هدفه أو لإحباط الضربة.
- عربی بوست+ وکلاتالنهایة