المصري اليوم :
أفاد تقرير للتلفزيون الرسمي في مالي بأن من وصفهم «بالمتمردين المسلحين» هاجموا مركز تدريب لقوات الدرك في العاصمة باماكو، لكن الوضع بات الآن تحت السيطرة.
وقال الجيش المالي، في بيان نشره على صفحته في«فيسبوك» إن «مجموعة إرهابية» حاولت التسلل إلى مركز تابع للدرك الوطني بجنوب باماكو، وإنه يواصل تمشيط المنطقة وتعقّب المجموعة مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة.
ودعا الجيش المواطنين إلى توخّي الحذر والالتزام بإجراءات الأمن والسلامة والابتعاد عن المنطقة.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت منذ صباح اليوم، صورًا تظهر تصاعد الدخان من منطقة جنوب العاصمة باماكو بين نهر النيجر ومطار موديبو كيتا.
تصاعدت حدة الهجمات الدامية ضد الجيش المالي والسكان المحليين، التي تنفذها جماعات مسلحة، وعلى رأسها «أزواد»في الآونة الأخيرة، مما دفع وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على هذا الملف وتتبّع كل المعلومات التي تُنشر حوله.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «سوبر هابر» التركية معلومات موثقة حول قيام الحكومة الأوكرانية والمولدوفية بدعم وتدريب الجماعات الإرهابية المسلحة التي تقف وراء كل الهجمات الدموية ضد السكان الآمنين وعناصر الجيش المالي في كل أنحاء البلاد.
ووفقًا للصحيفة، فإنه في الـ 9 من سبتمر الماضي، صرح المتحدث الرسمي باسم جماعة «أزواد» المسلّحة محمد المولود رمضان خلال مقابلة متلفزة مع قناة «Contre-Poison» الفرنسية بأن الاتصالات مع القيادة الأوكرانية واستخباراتها بدأت منذ بداية العام الجاري، بهدف تزويدهم بالسلاح والذخيرة من القيادة الأوكرانية، إلى جانب تدريب القوات الأوكرانية لأفراد الجماعات المسلحة المالية. لتقوم وزارة الخارجية الأوكرانية برفض هذه التصريحات لاحقًا.
وأضافت الصحيفة معلومات، نقلًا عن إذاعة لوموند الفرنسية، بأنه في أغسطس الماضي، تم إرسال بعض أعضاء حركات التمرد المسلحة وجماعة «أزواد» إلى أوكرانيا لتلقي «تدريب عسكري مكثف» استنادًا لمصادر موثوقة.
وخلال التحقيق الاستقصائي الذي أجرته الصحيفة تساءلت، كيف يمكن إرسال الإرهابيين لأوكرانيا والطيران المدني لا يطير إليها؟ وبالتالي، من المؤكد بأن إحدى الدول المجاورة لابد وأن تسمح للإرهابيين بعبور أراضيها، وعادة ما يصل الأوروبيون والأمريكيون إلى هذا البلد عبر بولندا، ومع ذلك، فإن بولندا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي وجزء من منطقة شنغن، وبالتالي، فمن غير المرجح أن تخاطر بولندا بوضعها لمساعدة أوكرانيا في تدريب الإرهابيين في شمال أفريقيا، ولكن هذا ليس صحيحاً بالنسبة لرومانيا ومولدوفا.
وأكدت الصحيفة، أنها وخلال البحث في هذا الملف، حصلت على معلومات ووثائق نقلها مصدر في الخدمات الخاصة المولدوفية تكشفت تورط مولدوفا بتسهيل عبور الإرهابيين عبر أراضيها إلى أوكرانيا لتلقي التدريب والعودة إلى إفريقيا لشن هجمات إرهابية ضد المدنيين والقوات الحكومية.
ووفقاً لهذه المعلومات والوثائق، فإن أوكرانيا تدّرب بالفعل قادة الجناح العسكري لحركات شمال مالي المسلحة «أزواد»، بالإضافة إلى تقديم مولدوفا الدعم اللوجستي الكامل لهم وتسهيل انتقالهم لأوكرانيا.
ونشرت الصحيفة صورة لتأشيرة سفر مولدوفية في جواز سفر لأحد قادة الجناح العسكري لحركة «أزواد» المسلحة يدعى آجي يحيى مات بين 23 فبراير2024 و22 أبريل 2024، يحتوي جواز السفر كما يظهر في الصورة، أيضًا على أختام تشير إلى أنه عبر الحدود المولدوفية الأوكرانية، وفقًا لهذه المعلومات، ذهب آجي يحيى مات إلى كيشيناو في 1 مارس 2024 وانتقل إلى مناطق الحرب الروسية الأوكرانية، وبعد أكثر من شهر قضاها هناك، عاد عبر مولدوفا في 7 إبريل.
وبحسب المعلومات، فإن «آجي يحيى» مات ليس وحده، بل أيضاً هناك زعيم آخر لمجموعة أخرى من الجماعات المسلحة الانفصالية في مالي يدعى «آجي الطايوب ماهين»، وهو أيضاً يحمل تأشيرة مولدوفية وأحد الذين تنقلوا بين مولدوفا وأوكرانيا.
وبحسب الصحيفة، فإن الإرهابيين المذكورين أعلاه، عبروا الحدود مع «أندريه خرابارينكو»، وهو مواطن أوكراني، و«باسادا اكلي شيخة»، وهو مواطن بريطاني من أصل ليبي، وبطبيعة الحال فإن الزيارة طويلة الأمد لبلد تدور فيه حرباً كبرى منذ أكثر من عامين ونصف ليست سياحية ولا بهدف السياحة، وبالتالي فإنه من المؤكد أن السياحة ليست غايتهم.
وتساءلت الصحيفة عن مصالح الحكومة المولدوفية في إفريقيا، وخاصة بعد أن أكدت المصادر بأن انتقال عناصر وقادة الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، عبر الحدود المولدوفية لا يمكن أن يتم إلا بموافقة ومعرفة القيادة السياسية للبلاد.
وأشارت الصحيفة، إلى أن الرئيسة المولدوفية مايا ساندو، كانت تعتمد بشكل مباشر على أوكرانيا لفترة طويلة، كان هذا واضحاً عندما سلم الرئيس الأوكراني زيلينسكي صراحةً بيانات استخباراتية عن أنشطة روسيا في مولدوفا إلى ساندو في فبراير 2023، ومنذ ذلك الحين، تولت القيادة المولدوفية العديد من المهام الحساسة لكييف، وخاصة في جمع ونقل المعلومات اللوجستية العسكرية والاستخباراتية.
وأكدت الصحيفة، أن هناك معلومات، عن وجود مجموعة من الخبراء العسكريين الأوكرانيين في قاعدة «ميركوليتي» الجوية المولدوفية، يعملون وينشطون هناك منذ أشهر. ومع ذلك، فإن الدعم اللوجستي لجماعة «أزواد» الانفصالية المتعاونة مع تنظيم «القاعدة» المصنف دولياً إرهابياً، ليس تلبية لمطالب الحلفاء المعتادين لمولدوفا، بل يندرج بسياق تنفيذ أوامر وأجندات الدول المسيطرة عليها والمتحكمة بسياساتها.
وختمت الصحيفة تقريرها بأن الأجهزة الأمنية المختصة في أوكرانيا ومولدوفا لعبت لعبة غريبة وخطيرة للغاية، فهم يتدخلون بشكل مباشر في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، ويدعمون الانفصاليين والإرهابيين ويدربونهم، وهذا الوضع يحتاج إلى التحقق الجاد منه ومراقبته من قبل المجتمع الدولي.
ويشار إلى أن كييف كانت قد أعلنت في وقت سابق، على لسان عدد من مسؤوليها العسكريين والسياسيين بشكل مباشر وغير مباشر، دعمها عسكرياً ولوجستياً لجماعة «أزواد» الانفصالية المسلحة وعدد من الجماعات المرتبطة بها والتي نفذت هجمات عدّة ضد قوات الجيش المالي والمدنيين، مما أدى بنهاية المطاف لإعلان الحكومة المالية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا.