اختراق معاد للإسلام يستهدف “واي فاي” محطات قطار بريطانية

 شفقنا :

تأجج التوتر داخل بريطانيا خلال الصيف بسبب موجة من أعمال الشغب المعادية للمسلمين في أنحاء البلاد بعد مقتل ثلاث فتيات، وهو هجوم حُملت مسؤوليته زوراً في البداية لمهاجر مسلم عقب انتشار معلومات مضللة عبر الإنترنت.

قالت الشرطة البريطانية  إنها فتحت تحقيقاً في هجوم إلكتروني بعدما رأى ركاب في محطات قطارات كبرى في البلاد رسالة معادية للإسلام أثناء محاولتهم استعمال خدمات الإنترنت اللاسلكية (واي فاي).

وسرعان ما عُطلت منظومة الإنترنت اللاسلكي التي تديرها مجموعة الاتصالات (تيلينت) بعدما أفاد ركاب بظهور رسالة تشير إلى هجمات إرهابية.

وقالت شرطة النقل البريطانية “تلقينا بلاغات في نحو الساعة 5:03 مساء (16.03 بتوقيت غرينتش) أمس الـ 25 من سبتمبر (أيلول) عن هجوم إلكتروني تظهر فيه رسائل معادية للإسلام على بعض خدمات الإنترنت اللاسلكي التابعة لشركة ’نت ورك رايل‘”، مشيرة إلى اسم الشركة المشغلة لسكك الحديد في بريطانيا.

وتأجج التوتر داخل بريطانيا خلال الصيف بسبب موجة من أعمال الشغب المعادية للمسلمين في أنحاء البلاد بعد مقتل ثلاث فتيات، وهو هجوم حُملت مسؤوليته زوراً في البداية لمهاجر مسلم، عقب انتشار معلومات مضللة عبر الإنترنت.

وقالت الشرطة إنها تعمل مع شركة “نت ورك رايل” بوتيرة سريعة للتحقيق في واقعة الهجوم الإلكتروني المعادي للإسلام، فيما أفادت الشركة في بيان أن عملية الاختراق لم تؤثر في أية بيانات شخصية، مضيفة أن المسألة الآن بين أيدي الشرطة.

وذكرت أنه أُجري تغيير من دون تصريح في صفحة الاستقبال الخاصة بالموقع الإلكتروني لشركة “نت ورك رايل”، وتشغله شركة “غلوبال ريتش”، من حساب سليم لأحد مديري الموقع.

شفقنا

حادث مقتل  ثلاث فتيات مسلمات في بريطانيا 

لليوم الرابع.. العنف يضرب مدناً بريطانية بعد مقتل 3 فتيات

ليفربول – رويترز

تجددت أعمال العنف في شوارع بريطانيا، السبت، ما تسبب بإصابة عدد من أفراد الشرطة، خلال محاولتهم التصدي للاضطرابات المستمرة منذ أربعة أيام في أعقاب مقتل ثلاث فتيات صغيرات في شمال غرب إنجلترا الأسبوع الماضي.

واندلعت أعمال شغب، شارك فيها مئات المحتجين المناهضين للهجرة في عدة بلدات، ومدن خلال الأيام القليلة الماضية بعد انتشار سريع لمعلومات زائفة عبر الإنترنت عن أن مهاجراً من المسلمين المتشددين يُشتبه في أنه نفذ هجوماً بسكين، الاثنين، على أطفال خلال حفل راقص في مدينة ساوثبورت.

وتقول الشرطة إن المشتبه فيه أكسل روداكوبانا يبلغ من العمر 17 عاماً، ومن مواليد كارديف في ويلز. لكن الاحتجاجات المناهضة للهجرة وللمسلمين، استمرت وتحولت إلى أعمال عنف وشغب، وكانت مدينة سندرلاند في شمال شرق إنجلترا مسرحاً لأحدث احتجاج الجمعة.

وقالت الشرطة في ليفربول، السبت، إن عدداً من أفرادها أصيبوا في أثناء محاولتهم السيطرة على «اضطراب خطر» في وسط المدينة. وقالت السلطات في مدينة هال بشرق إنجلترا، إنها قبضت على أربعة محتجين، وإن ثلاثة من أفرادها أصيبوا في أثناء التعامل مع الاحتجاجات.

وطلبت السلطات من المساجد في أنحاء البلاد تعزيز إجراءاتها الأمنية، بينما نشرت الشرطة المزيد من أفرادها. واتهم رئيس الوزراء كير ستارمر «اليمين المتطرف» بالتسبب في أعمال العنف، وأعلن مساندته للشرطة في اتخاذ إجراءات صارمة.

وقال مكتب ستارمر، إن رئيس الوزراء ناقش موضوع الاضطرابات مع عدد من كبار المسؤولين السبت.

وكانت آخر مرة شهدت فيها بريطانيا أعمال عنف كبيرة واسعة النطاق، في 2011، حينما نزل الآلاف إلى الشوارع، لخمس ليال، بعد مقتل رجل من أصحاب البشرة السوداء برصاص الشرطة في لندن. وقال شهود من رويترز في ليفربول وليدز ومانشستر وبلفاست، إن الأجواء كانت متوترة بعد ظهر، السبت، مع محاولة قوات الشرطة الفصل بين بضع مئات من المحتجين المتنافسين الذين كانوا يرددون شعارات.

واندلعت مشاجرات وأعمال عنف في مدن منها ليفربول، حيث أُلقي البيض وعلب الجعة وقنابل الدخان. وقالت شركات في بلفاست إن أضراراً لحقت بممتلكاتها. وألقت الشرطة القبض على محتجين في لندن، أدى أحدهم التحية النازية على محتج من المعسكر الآخر.

وتجمع مئات من المحتجين المناهضين للهجرة الجمعة، في سندرلاند ورشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة قرب مسجد في المدينة، قبل أن يقدموا على قلب مركبات، وإضرام النار في سيارة، وإشعال حريق آخر بجوار مكتب للشرطة.

وقال مارك هال، كبير مفتشي الشرطة في منطقة سندرلاند، للصحفيين، السبت، إن أربعة شرطيين نُقلوا إلى المستشفى، وأعلن القبض على 12 شخصاً. وأضاف هال: «لم يكن هذا احتجاجاً. كان هذا عنفاً وفوضى لا يمكن التسامح إزاءهما».

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، إن من المقرر تنظيم ما لا يقل عن 30 تظاهرة في أنحاء بريطانيا مطلع هذا الأسبوع، فضلاً عن عدد من الاحتجاجات المضادة من جماعات مناهضة للعنصرية.

إنكلترا: حالة من الحزن والصدمة بعد وفاة ثالثة في حادثة طعن أطفال في مدرسة للرقص

عاشت ساوثبورت وأرجاء بريطانيا حالة من الصدمة بعد حادثة الطعن في مدرسة للرقص، حيث توفيت ثلاث فتيات وأصيب ثمانية أطفال آخرون. تدفق المعزون إلى موقع الحادث، ووضعوا الزهور وبطاقات التعزية، معربين عن حزنهم ودعمهم لأسر الضحايا.

ضابط شرطة يضع الزهور التي قدمها السكان بالقرب من مكان حادثة طعن في ساوثبورت، بريطانيا، 29 يوليو 2024.
ضابط شرطة يضع الزهور التي قدمها السكان بالقرب من مكان حادثة طعن في ساوثبورت، بريطانيا، 29 يوليو 2024. © أ ف ب
شهدت مدينة ساوثبورت وأرجاء بريطانيا حالة من الصدمة والذهول الثلاثاء، بعد حادث طعن في مدرسة للرقص أسفر عن مقتل ثلاث فتيات وإصابة ثمانية أطفال آخرين.

وأعلنت الشرطة وفاة طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات صباح الثلاثاء متأثرة بجروحها، بينما كانت أعمار الضحيتين الأوليين اللتين توفيتا يوم الإثنين ستة وسبعة أعوام.

وتستجوب الشرطة شابا يبلغ من العمر 17 عاما في أعقاب المأساة التي وقعت خلال نشاط للأطفال تتراوح أعمارهم بين ستة وأحد عشر عاما، وكان محور النشاط أعمال النجمة الأمريكية تايلور سويفت. وأعربت المغنية، التي تقوم حاليا بجولة حول العالم، عن “صدمة كبيرة” عبر منشور على إنستغرام، قائلة: “كانوا مجرد أطفال صغار في حصة للرقص”.

ولم تقدم الشرطة بعد أي معلومات عن الدافع المحتمل للهجوم، واكتفت بإعلان استبعاد فرضية الهجوم الإرهابي.

وعلى صعيد متصل، اندلعت اشتباكات عنيفة مساء الثلاثاء بين الشرطة ومتظاهرين في مدينة ساوثبورت، حيث أشعل نحو مئة متظاهر النيران وتصدوا للشرطة، وفق ما أفاد صحافي في وكالة الأنباء الفرنسية. وأظهرت صور منشورة على شبكات التواصل الاجتماعي مركبة شرطة مشتعلة.

في مدينة ساوثبورت الساحلية الصغيرة، التي تبعد حوالي عشرين كيلومترا عن ليفربول، يشعر السكان بالرعب. يتدفق المعزون ويضعون الزهور وبطاقات التعزية في شارع هارت حيث وقعت المأساة.

وقالت ليان حسن، التي كانت ابنتها في حضانة قريبة: “لا أستطيع أن أصدق أن ما وقع حدث بالقرب من هنا”، مضيفة: “يجب أن يكون الأطفال آمنين في نادي العطل… يجب أن يكونوا قادرين على الاستمتاع بإجازتهم دون خوف من التعرض للطعن”.

وقال نايجل فوسيت جونز، قس جمعية إنجيلية محلية، إن السكان في حالة من “الصدمة والذهول والإحباط بينما ينتظرون أنباء عن المصابين الآخرين”. ووفق أحدث حصيلة للشرطة، فإن خمسة من الأطفال الثمانية المصابين في حالة “حرجة”.

وأكد وزير الدولة لشؤون الجاليات البرتغالية في الخارج، خوسيه سيزاريو، أن والدي الضحية البالغة تسع سنوات برتغاليان، ويتحدران من جزيرة ماديرا. كما أصيب شخصان بالغان بجروح خطيرة، ربما في أثناء محاولتهما “حماية” الأطفال.

بحسب وسائل إعلام بريطانية، فإن المصابين هما منشط النادي ورجل يعمل بالجوار اسمه جوناثان هايس ويبلغ 63 عاما. وقالت زوجته هيلين إنه تعرض للطعن في ساقه في أثناء محاولته التدخل، موضحة أنه “سمع صراخا وخرج، رأى المهاجم، ورأى أنه أصاب طفلا، وحاول انتزاع السكين منه”.

ووصف شهود على المأساة مشاهد مرعبة لأطفال ينزفون في الشوارع وأمهات مذهولات يبحثن عن أطفالهن.

بعد وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، زار رئيس الوزراء كير ستارمر مكان الهجوم بعد ظهر الثلاثاء، ووضع إكليلا من الزهور بين الكثير من باقات الزهر التي تركها السكان. وأشار إلى أن العائلات تعاني “ألما شديدا وحزنا لا يمكن لمعظمنا تخيله”.

وأكد ستارمر تصميمه على مكافحة العنف بالسكاكين، وهي ظاهرة تزايدت في المملكة المتحدة مؤخرا، مضيفا: “لكن هذا ليس الوقت المناسب للسياسة، إنه وقت التركيز على العائلات”.

فرانس24/ أ ف ب

 

ما هي تداعيات أعمال العنف الأخيرة في بريطانيا على المسلمين والمهاجرين؟

أثارت أعمال العنف التي اجتاحت عدة مدن بريطانية عقب مقتل ثلاث فتيات في هجوم قبل أسبوع، مخاوف على سلامة المهاجرين والمسلمين، بعد أن قالت جماعات يمينية متطرفة إن المهاجم مهاجر مسلم، على الرغم من نفي الشرطة. لكن الكاتب والباحث الأكاديمي المقيم في لندن محمد أبو العينين، قلل من أهمية تلك المخاطر وقال إن وعي كثير من المسلمين وحرص حكومة حزب العمال قد يسمحان بتخفيف حدة هذه الهواجس.

أعمال عنف وشغب في بريطانيا ومسيرات مناهضة للهجرة. ميدلسبره، إنجلترا في 4 أغسطس/آب 2024. © أسوشيتد برس
تشهد عدة مدن وبلدات في بريطانيا منذ الإثنين الماضي احتجاجات عنيفة واضطرابات بعد مقتل ثلاث فتيات في هجوم بسكين استهدف حفلا راقصا للأطفال في ساوثبورت قرب ليفربول شمال غرب إنكلترا.

وإثر الاعتداء، أوقفت الشرطة شابا يبلغ 17 عاما للاشتباه في ارتكابه “جريمة قتل ومحاولة قتل” موضحة بأن الدوافع لم تتضح بعد. واتهم أكسل روداكوبانا بقتل بيبي كينغ (6 أعوام) وإلسي دوت ستانكومب (7 أعوام) وأليس داسيلفا أغويار (9 أعوام)، وبإصابة آخرين. ووفق الشرطة، فإن خمسة من الأطفال الثمانية المصابين في حالة “حرجة”.

زعماء دينيون يدعون إلى الهدوء بعد مهاجمة مساجد

واستغلت جماعات معادية للمهاجرين والمسلمين هذه الواقعة بعد انتشار معلومات مضللة مفادها بأن المشتبه به هو “مهاجر إسلامي متطرف”. وذلك على الرغم من أن الشرطة قالت إن المشتبه به ولد في بريطانيا وإنها لا تنظر إلى الهجوم باعتباره عملا إرهابيا.

في ضوء ذلك، حملت الشرطة مسؤولية الفوضى لمنظمات مرتبطة بـ”رابطة الدفاع البريطانية” اليمينية المتطرفة والمناهضة للإسلام التي تأسست قبل 15 عاما وجرى حلها.

وتأمل بريطانيا في استعادة الهدوء بعدما أوقفت الشرطة المئات فيما يشعر السكان بالصدمة جراء انتشار صور في الأيام القليلة الماضية تظهر مهاجمة فندق ومحاولة إضرام النار في فندق يؤوي طالبي لجوء، ومهاجمة مراكز إسلامية، ونهب متاجر.

وحسب الشرطة، فقد أوقف أكثر من 150 شخصا بعد اندلاع صدامات السبت. وفي بعض الحالات، ألقى مثيرو شغب حجارة وزجاجات على الشرطة، ما أدى لإصابة العديد من عناصرها، ونهبوا وأحرقوا متاجر، بينما سُمع متظاهرون أيضا وهم يطلقون شعارات مناهضة للإسلام.

ووصلت التهديدات إلى مساجد في ساوثبورت ومدينة سندرلاند شمال شرق إنجلترا، ما أدى إلى تعزيز الأمن في مئات المؤسسات الإسلامية وسط مخاوف على سلامة المصلين.

وأصدر قادة دينيون مسيحيون ومسلمون ويهود في ليفربول نداء مشتركا دعوا فيه إلى الهدوء.

“طفح الكيل”.. اليمين المتطرف يحرض على المهاجرين

وأثارت الواقعة حالة من الصدمة والذهول بمدينة ساوثبورت وربوع بريطانيا. واندلعت أول أعمال الشغب في ساوثبورت ليل الثلاثاء قبل أن تمتد إلى أكثر من مدينة خصوصا في ليفربول ومانشستر وبريستول وبلاكبول وهال، إضافة إلى بلفاست في إيرلندا الشمالية.

وتم الإعلان عن المسيرات على صفحات تواصل اجتماعي يمينية متطرفة تحت شعار “طفح الكيل”. وخلال الاحتجاجات، برز متظاهرون يلوحون بالأعلام الإنجليزية والبريطانية ويرددون شعارات مثل “أوقفوا القوارب”، في إشارة إلى المهاجرين غير الشرعيين الذين يبحرون إلى بريطانيا من فرنسا.

وحطم متظاهرون ملثمون مناهضون للمهاجرين نوافذ في فندق يستخدم لإيواء طالبي اللجوء في روثرهام، بجنوب يورشكير. وقالت الشرطة إن فندقا ثانيا معروفا بإيواء طالبي لجوء كان هدفا لأعمال عنف مساء الأحد قرب برمنغهام بوسط إنكلترا.

وتشكل هذه الاضطرابات أكبر تحد يواجهه رئيس الوزراء كير ستارمر بعد شهر فقط من توليه منصبه إثر قيادته حزب العمال إلى فوز ساحق على حزب المحافظين. وحذر ستارمر محتجي اليمين المتطرف من أنهم “سيندمون” على ضلوعهم في أعمال الشغب، وتعهد الإثنين بفرض “عقوبات جنائية سريعة” على مثيري الشغب المتورطين في أعمال العنف.

وقالت الحكومة إن قوات الأمن لديها “كل الموارد التي تحتاج اليها” للتعامل مع الأحداث الأخيرة، وسط مخاوف من اتساع رقعة الاضطرابات.

في المقابل، نظم متظاهرون مناهضون للفاشية مسيرات مضادة في العديد من المدن، من بينها ليدز، حيث هتفوا “ابتعدوا عن شوارعنا أيها النازيون الحثالة”، بينما هتف المتظاهرون اليمينيون المتطرفون “أنتم ما عدتم إنكليزيين”.

وترجع آخر احتجاجات عنيفة في بريطانيا إلى 2011 حين خرج الآلاف إلى الشوارع للتظاهر بعد أن أطلقت الشرطة النار على رجل أسود في لندن وقتلته.

لتسليط الضوء أكثر على أعمال الشغب التي اجتاحت عدة مدن بريطانية، حاورنا محمد أبو العينين الكاتب والباحث الأكاديمي من لندن.

  • فرانس24: ما هي ظروف اندلاع أعمال العنف في بريطانيا؟

محمد أبو العينين: في الواقع، فإن كل المؤشرات حول السبب المبدئي لاندلاع الأحداث الأخيرة في بريطانيا، تشير إلى واقعة مقتل ثلاث فتيات صغيرات. لكن يلحظ أن بعض الجماعات اليمينية تصيدت هذه الأخبار ونشرت أخبارا مضللة، كما قامت بإشعال منصات التواصل الاجتماعي وباستخدام وسائل التضليل ونسب هذه الأحداث إلى المهاجرين والقول إن منفذ الهجوم هو مهاجر وبأنه مسلم. وأصلا، فإن هناك ظروفا وأسبابا متعددة لزيادة معدلات وارتفاع مؤشر استخدام التحريض في مواجهة المهاجرين والأقليات بشكل عام، حتى قبل الأحداث الأخيرة. كما أن هناك تقريرا قامت بإعداده لجنة تم تشكيلها في عام 2021، خلص إلى أن اللغة التي يستخدمها كثير من السياسيين اليمينيين في بريطانيا وأغلبهم من حزب المحافظين، كان لها تأثير كبير على زيادة معدلات التطرف اليميني لأقصى اليمين وكذلك استخدام تعابير تحمل الأجانب والمهاجرين والأقليات مسؤولية ما يحدث في المملكة. على سبيل المثال ما صرحت به سويلا برافرمان وزيرة الداخلية في حزب المحافظين في الحكومة السابقة، والتي قالت إن مسيرات التأييد للفلسطينيين هي مسيرات الكراهية. كذلك فقد كان العديد من الوزراء السابقين يستخدمون تعبيرات شديدة التطرف في الحديث عن المهاجرين.

  • منظمات مناهضة للإسلام حملتها الشرطة مسؤولية الفوضى.. من هي وكيف تغذي أيديولوجيتها؟

في حقيقة الأمر توجد مجموعة من المنظمات اليمينية مثل ريد سيلر، رابطة الدفاع البريطاني، وكذلك ما يطلق عليه البديل الوطني وهي إحدى المنظمات الرئيسية الثلاث التي تنسب لليمين المتطرف وتستخدم العنف وتحاول تأجيج هذه المواجهات. لكن نذكر أن لهذه الأحداث أسبابا أكثر تجذرا من مجرد اندلاع أعمال عنف وشغب نتيجة انتشار الأخبار المضللة حول واقعة هجوم الإثنين الماضي. إذ إن هناك جذورا اقتصادية واجتماعية في مناطق الشمال الفقير ببريطانيا، وخصوصا سوء توزيع الفرص الاقتصادية وتركز الثروة ووجود هوة كبيرة بين الفئات المجتمعية تمت تغذيتها خلال أربعة عشرة عاما من حكم حزب المحافظين. على الرغم من ذلك، فقد سعى السياسيون البريطانيون وخاصة المحافظون والحركة اليمينية منها إلى تحميل مسؤولية الإخفاق الاقتصادي وتراجع مستوى المعيشة إلى القضايا المرتبطة بالهجرة، وتجاهل الأسباب الحقيقية التي هي في الواقع وجود خلل وعدم تكافؤ داخل المجتمع بسبب سياسات المحافظين، والتي ترتب عليها نقص كبير في الخدمات العامة والأندية التي تسمح بتثقيف وترقية الشباب وكذا نقص الموارد المخصصة للتعليم والشرطة والأمن، بفعل السياسات الضريبية التي تم اتباعها من قبل المحافظين مع تخفيضهم الضرائب على الأثرياء، في حين أن هذا أدى إلى وجود هوة بين المناطق الأكثر فقرا وتلك الأكثر ثراء.

في المقابل، فإن حكومة حزب العمال الحالية التي تولت الحكم مؤخرا، هي أمام تحديات كبيرة للتصدي لهذه الظاهرة، نظرا للإرث الثقيل الذي خلفه حزب المحافظين، ومن ثم فإن عليها أن تتبنى استراتيجيات بعيدة المدى من خلال إعادة النظر في التنمية الاقتصادية للمناطق الأكثر تهميشا والأكثر حرمانا من خلال زيادة فرص العمال وترقية هذه المجتمعات وإعادة الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل المكتبات العامة وأندية الشباب وما إلى ذلك، ما سيساهم في تسريع وتيرة الاندماج ومحاولة التقريب بين الفئات المجتمعية المختلفة والتأكيد على دور الهجرة والمهاجرين في إطار تنظيمي واضح. كما هنالك أيضا المقاربات قصيرة المدى، وهي تركز بشكل خاص على سد الفجوات التشريعية والقانونية التي تسمح لهذه المجموعات (اليمين المتطرف) بأن تمارس عنفها، عبر إصدار تشريعات لمحاكمات سريعة وتقديم الجناة للمدعين العامين، ومواجهة خطاب الكراهية، والتأكيد على دور الأقليات في المجتمع والتماسك الاجتماعي ومساعدتها على الاندماج.

  • مخاوف على حياة المسلمين والعرب.. هل بلغت الأوضاع هذا الحد؟

بكل تأكيد هناك شعور بوجود مخاوف متصاعدة نتيجة تزايد مشاعر الكراهية التي يبثها اليمين المتطرف داخل بريطانيا وخاصة ضد المسلمين والأقليات والمهاجرين. لكن، تبقى بريطانيا من النماذج الناجحة في أشكال الاندماج داخل المجتمع. وفي تقديري، فإن وعي الكثير من المسلمين من جهة، وأيضا حرص الحكومة وخاصة حكومة حزب العمال التي هي في نهاية المطاف دائما ما تكون أكثر قربا من المهاجرين والأقليات، من ناحية أخرى، ربما يسمحان بتخفيف حدة هذه المخاوف. ومن المؤكد ستكون هناك إشكاليات بعد هذه الأحداث، لكنها لن تصل في تقديري لحد تشكيل مخاطر شديدة على المسلمين. وبالنسبة إلى العنصرية، فإن طبيعة المجتمع البريطاني والنظرة التاريخية لمسألة العرق الأبيض والشعر الأصفر والبشرة البيضاء لم تعد موجودة في بريطانيا، فكثيرون داخل المملكة، مدركون لحقيقة أن التنوع والتعدد هو المستقبل. ثم إن مسألة ما يعرف بالإمبراطورية الصفراء لم تعد صالحة لأن تحكم، كما أن قوة بريطانيا جاءت من خلال هذا التنوع والتعدد.

  • تمدد عنف اليمين المتطرف داخل المنطقة الأوروبية؟

من المؤكد أن يكون لهذه الأحداث انعكاس على عدة دول أوروبية وعلى شعور بعض الأطراف بالاستقواء نظرا للارتباط التاريخي والثقافي بين أوروبا وبريطانيا، لكن في الحقيقة، يبقى أن النموذج الأوروبي ربما تكون فيه بعض الاختلافات بالمقارنة مع المملكة المتحدة. لا أنسى في هذا السياق أيضا الإشارة بشكل عام إلى مفهوم السياسة في المجتمعات الأوروبية وبريطانيا، والتي لا تتغير بشكل كلي نتيجة تغير الحكومات أو صعود بعض التيارات، فهذا لا يحدث طالما بقيت مساحات التعبير عن الرأي والمشاركة السياسية متاحة في الأطر داخل المجتمع، وهو ما يسمح بعدم تنامي العنف والوصول إلى درجات مرتفعة منه.

فرانس 24 

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

كندا : مسلح بسكين يهاجم امرأة مسلمة ويطلق تهديدات معادية ضد الإسلام .. و ترودو يستنكر تعرض محجبات لاعتداءات عنيفة في إحدى المدن الكندية

كندا : مسلح بسكين يهاجم امرأة مسلمة ويطلق تهديدات معادية ضد الإسلام شفقنا – أكدت …

اترك تعليقاً