Elqalamcenter.com

"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مسؤول سابق بالموساد يتوقع تصدع دولة الاحتلال

المصري اليوم :

تصدرت العملية الأمنية والاستخباراتية التى نفذها الموساد باختراقه أجهزة اتصال لا سلكية تابعة لعناصر حزب الله البنانى يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين عناوين الصحف العبرية وسط تباين رؤى المحللين الإسرائيليين بشأن تداعياتها، وتساؤلات حول نتائج هذا «التفوق التكتيكى» الناتج عن عقود من زراعة الموساد لجواسيسه داخل لبنان وخارجه وهل سيؤدى لـ«انهيار» ويغرق إسرائيل فى مزيد من الهزائم.

فى هذا السياق اعتبر محلل الشؤون الاستراتيجية بصحيفة «هآرتس»، يوسى ميلان، أن تفخيخ أجهزة الاتصال الخاصة بحزب الله وتجهيزها للانفجار- «خطوة عبقرية» و«تفوق تكتيكى» يعود لعقود وليس عملًا وليد اللحظة، مضيفًا أن هذا التفوق سيدفع بتل أبيب إلى تكبد المزيد من الفشل والهزائم.

وأوضح المحلل الإسرائيلى فى مقال نشرته صحيفة «هآرتس»العبرية، الخميس، أن هذا التفوق التكتيكى ليس وليد الحرب إنما استغرق الأمر سنوات طويلة من زرع الجواسيس حتى يتمكن الموساد من التخطيط وتنفيذ مثل هذه العملية «الماهرة والمتطورة» التى تعد بمثابة «سلاح نهائى لا يمكن استخدامه إلا مرة واحدة» معتبرًا أن «نتنياهو ضغط على الزناد مبكرًا جدًّا، ولأسباب خاطئة تمس بقاءه هو وليس بقاء إسرائيل».

وتابع المحلل الإسرائلى بالقول: «إن عمليتى الاختراق تغيير استراتيجى يظهر الحد الأقصى لمخططى التجسس الاسرائيلى لكن تنفيذهما كان خاطئًا بما سيؤدى إلى نتائج عكسية».

من جهة أخرى حذر مسؤول استخباراتى سابق بالموساد من تصدع دولة الاحتلال وانهيارها على صخرة تعنت نتنياهو وتمسكه بالحكم معتبرًا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدفع تل أبيب إلى سيناريو استنزاف سيؤدى إلى انهيار إسرئيل حال استمر لعام جديد.

ووصف المسؤول السابق بجهاز المخابرات العامة للاحتلال الإسرائيلى «الموساد» العقيد متقاعد، إسحق باريك، فى مقابلة فى برنامج «سيون كوهين» على إذاعة ١٠٣FM الإسرائيلية الرسمية واقعتى انفجار أجهزة الاستدعاء وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بعناصر حزب الله اللبنانى بأنها «حدث تكتيكى لا يصدق، يثبت مدى فعالية القدرات الاستخباراتية والتكنولوجية لإسرائيل».

لكن المسؤول السابق بالموساد اعتبر أن العمليتين تعنيان أن «بيبى» قرر بلا رجعة مواصلة القتال فى غزة وفتح جبهات جديدة نحو سيناريو استنزاف، معتبرًا أن رئيس الوزراء يقود تل أبيب إلى «انهيار إسرائيل» فى كل المجالات حال استمرت حرب الاستنزاف هذه لمدة عام آخر.

وأكد المسؤول الاستخباراتى السابق أن هذا الحدث عزز اليقين باستمرار انخراط إسرائيل فى حرب استنزاف طويلة الأمد؛ مما ينذر بـ:«وجود خطر حقيقى من حرب إقليمية متعددة الجوانب يمكن أن تشارك فيها إيران أيضًا وهى عملية من شأنها تسريع تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية فى إسرائيل»، حسب تعبيره.

وتابع ساخرًا من سياسات نتنياهو المتشبث بالحكم: «جلست معه ست مرات، نتنياهو اليوم ليس مدفوعًا بمنطق، بل برغبة فى البقاء بأى ثمن؛ إنه يواصل حربًا لا تستطيع إسرائيل أن تنتصر فيها» مضيفًا: «كان ينبغى عليه أن يتخذ قرارًا بوقف القتال العقيم الذى نخسر فيه ضد حماس، وألا يقرر القتال ضد العالم العربى بأكمله». قبل أن يختتم قائلًا: «لن تتمكن إسرائيل من البقاء لفترة طويلة دون العالم الغربى المستنير، وهم سينأون بأنفسهم عن ممارسات نتنياهو إن آجلًا أو عاجلًا».

على الصعيد الفلسطينى، اعتبر المحلل السياسى، أيمن الرقب، أن الاحتلال والإدارة الامريكية يتحينان فرصة حرب غزة ويسعيان لإعادة إحياء ما يسمى عملية «الألف جرح» التى تقدمت بها دولة الاحتلال للولايات المتحدة عام ٢٠٢١ حين كان نفتالى بينيت رئيسًا لوزراء الاحتلال، وهى عملية تستهدف تنفيذ إسرائيل حرب استنزاف طويلة الأمد ضد إيران وحلفائها فى المنطقة العربية فيما يُعرف بـ«محور المقاومة» لردع قدراتهم.

ورجح الرقب أن الولايات المتحدة كان لديها علم مسبق بتفاصيل العملية الإسرائيلية، مؤكدًا رغبة نتنياهو فى جر المنطقة إلى سيناريو الحرب الموسعة ليس للإبقاء على ائتلافه فحسب إنما لأسباب عقدية تتعلق بإيمانه بما يسمى «معركة هرمجدون» وإسرائيل الكبرى، مستشهدًا بتصريحات رئيس حزب العمل الإسرائيلى، يائير جولان، الذى قال إن نتنياهو ومن خلفه يؤمنون بما يسمى معركة هرمجدون وسيجرون المنطقة بأسرها لسيناريو استنزاف لا نهائى بغية تحقيق معتقداتهم، مختتمًا بأن الصراع يتجه نحو «مرحلة فارقة».

ويستخدم مصطلح «محور المقاومة» فى منطقة الشرق الأوسط للدلالة على القوى التى تشارك فى تقديم الدعم العسكرى لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلحة فى الحرب التى يشنّها الاحتلال على قطاع غزة، سواء كانت هذه القوى دولًا ذات سيادة، مثل إيران وسوريا، أو فاعلين من غير الدول، مثل حزب الله اللبنانى وجماعة أنصار الله اليمنية، وبعض الفصائل العراقية.

وأعلن هذا المحور دخوله على خط المواجهة مع إسرائيل منذ شنت حربها على قطاع غزة، والواقع أن هذا «المحور» لم يظهر فجأة إلى حيز الوجود، وإنما تعود جذوره الحقيقية إلى نهاية سبعينيات القرن الماضى فى أعقاب توقيع اتفاقيتَى «كامب ديفيد» فى سبتمبر عام ١٩٧٨، واندلاع ثورة إيران «الإسلامية» فى يناير العام التالى ١٩٧٩.