تعزيز الحوثي وحدة اليمنيين يثير قلقا أمريكيا

لأول مرة في تاريخها، تكشف الولايات المتحدة قلقها  من التطورات السياسية في اليمن ، وهي بذلك تستند لتطور جديد على ملف الازمة التي صنعتها لتمزيق الامة على مدى اكثر من عقد، فما الذي يخيف واشنطن من  وحدة اليمنيين؟

---

عقب ساعات على مشاركات مليونية على مستوى محافظات اليمن بذكرى المولد النبوي وهي المناسبة العطرة التي تتبناها حركة انصار الله منذ مولدها، قرعت السفارة الامريكية في اليمن ناقوس الخطر وشرعت بتحذير القوى اليمنية الموالية لها او عملائها على راس الأحزاب والمكونات اليمنية والذين اعدتهم مؤخرا لمهمة انقاذ الاحتلال الإسرائيلي الغارق  في مستنقع البحر الأحمر.

كانت الرسالة الامريكية واضحة لتلك القوى التي نظمت لها اجتماعات مشتركة في عدن ومولتها الوكالة الامريكية للتنمية الدولية، ورفع أمريكا بموجبها سقف المواجهة مع صنعاء إلى ابعد حد، وترى فيها نقطة فارقة في حياة اليمن الذي فشلت جميع الآلات العسكرية الامريكية والغربية بكسرها.

بالنسبة للأمريكيين فالأمر يستدعي القلق على مستقبل نفوذهم الذي تضأل على مدى السنوات الأخيرة من الامر الناهي في اليمن إلى مجرد باحثا عن تأمين مرور سفنها في هم ممراته،  فاليمنيين الذي كانوا بالأمس منقسمين  حول السلطة  وملفات أخرى زرعتها واشنطن كقنابل مؤقوته القوا بكل تلك التراهات خلفهم والتفوا حول قائد واحد اثبت للعالم صدقه واخلاصه لامته   وقضيتها الرئيسية ، وخرجوا معبرين عن ذلك ابتهاجا بالمولد النبوي.

كان المشهد القادم من اليمن  خلال نهار الاحد غير مسبوق وقد احتشدا الملايين من اليمنيين بمختلف مذاهبهم ومشارهم ومناطقهم لإحياء ذكرى مولد الرسول في لوحة فنية إعادة للامة وحدتها  رغم محاولات التمزيق والتفكك  وزرعت بالنفوس العزة والفخر بعودة اليمن الذي كان قد سحق تحت اقدام القوى الأجنبية الطامعة ، إلى صدارة المشهد ومكانته في المنطقة والعالم.

ليس المحتفلين بالمولد وحدهم  من اثار حفيظة أمريكا بل انضمام من كانت أمريكا تعول على دورهم للركب أيضا وقد غيرت العملية الأخيرة لليمن وجهتهم ودفعتهم للاعتزاز بها حتى من قلب عواصم التطبيع في الخليج ولم يقتصر الامر على ذلك بل بدأت دول عربية وإسلامية  وحتى غربية التفكير بتطبيع العلاقات مع اليمن بعد قطيعة لسنوات ..