YNP : 

بدأت السعودية تحركا مكثف في ملف البحر الأحمر لأول مرة منذ بدء العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي في نوفمبر الماضي ، فما ابعاد  التحرك الجديد وتأثيره على ملف التهدئة في اليمن؟


خلال الساعات الأخيرة ، شهد ملف البحر الأحمر حراك سعودي غير مسبوقا  تحت شعار “خفض التصعيد” بدء باستدعاء وساطة روسية  وحتى ادراجه ببيان مجلس التعاون الخليجي الأخير وأخيرا طرق ضغط مصري على اليمن في هذا الملف.

بالنسبة للوساطة الروسية فقد كان بارزا من خلال التصريحات والبيانات التي أعقبت لقاء وزير الخارجية الروسي بأمين عام التعاون الخليجي وولي العهد السعودي بان الرياض وضعت السلام في اليمن بخفض التصعيد بالبحر الأحمر وهو شرطا لم يكن في قاموس الحراك السعودي السابق في ملف المفاوضات مع صنعاء التي تقودها  الوساطة العمانية.. ولم يقتصر الأمر على دفع روسيا للحديث عن إمكانية تصعيد جديد في اليمن عبر بيان للخارجية الروسية يحذر من عودة نشطة للمواجهات المسلحة فقط، بل امتد الحراك السعودي لضم بنود تتعلق بوقف العمليات اليمنية إلى بيان الاجتماع الوزاري لمجلس التعاون الخليجي والذي أعاد الازمة في اليمن إلى نقطة الصفر. وتوسع الامر إلى بدء الرياض حراك  على مستوى دول حوض البحر الأحمر انطلاقا من مصر التي خصصا وزير خارجيته ونظيره السعودي مساحة واسعة لرفض التصعيد بالبحر الأحمر والمطالبة بوقف العمليات اليمنية.

هذه التحركات من حيث التوقيت تشير إلى أن الولايات المتحدة التي فشلت  منذ  يناير الماضي تاريخ اطلاق عدوان مشترك مع بريطانيا  على اليمن في احتواء العمليات اليمنية ، قد قرر تسليم ملف البحر الأحمر  للسعودية او على الأقل القاء الكرة بملعب الرياض التي رفضت خلال الأشهر الماضية الانخراط بأية تحالفات  عسكرية لحماية الاحتلال خشية  ردة الفعل اليمنية التي سبق لها وان اكتوت بنيرانه على مدى نحو 9 سنوات من الحرب والحصار.

قد يكون الحراك السعودي الجديد ضمن  اتفاق مع الولايات المتحدة من تحت الطاولة خصوصا اذا مكا تم اخذ بالاعتبار اللقاء الثلاثي  الذي احتضنته العاصمة البريطانية وخصص  لسد فجوة الخلافات بين الرياض وواشنطن  إضافة إلى الاتصالات الامريكية واخرها لمستشار الامن القومي بولي العهد السعودي، لكن  أيضا يمكن النظر اليه من زاوية  تصاعد المخاوف السعودية من تداعيات الهجمات التي كادت مؤخرا تطال احدى سفنها  والضغوط التي تتعرض لها من قبل اطراف  دولية بشان انتشال سفينة “سونيون” التي لا تزال تشتعل في البحر الأحمر منذ نحو 3 أسابيع وتهدد بكارثة بيئية قد تشمل المنطقة ، لكن أيضا توازي التحركات السعودية الدبلوماسية مع تحركاتها  على الأرض بإعادة توحيد الفصائل الموالية لها يشير إلى أن السعودية ربما أصبحت تتخذ من ملف البحر الأحمر القشة لقمص المفاوضات وانهاء التهدئة والتصعيد على امل ان يحقق ذلك لها من المكاسب الدبلوماسية والعسكرية ما خسرت تحقيقه على مدى سنوات الحرب الماضية.