خلائف المجرمين و ميراث المؤمنين للأرض أحد أسباب احتفاظ ذرية أهل بيت النبي (ع) بأنسابهم (من تفسير البينة)

بقلم :

خالد محيي الدين الحليبي .

نسخة pdf :

خلائف الكفار وميراث المؤمنين :

ورد :

خلائف الكفار و ميراث المؤمنين :

{ ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون – يونس 14 }

وهنا :

(ثم جعلناكم)

 يبين تعالى هنا أنه يستخلف في الأرض من تولى هؤلاء النبيين والمرسلين وأئمة أهل بيته عليهم السلام فيقول تعالى في نجاة المؤمنين مع نبي الله نوح عليه السلام { فكذبوه فنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين – يونس 73 } .

وقد جعل الله تعالى قريشاً خلفاء من بعد هلاك أمماً كثيرة من قبل فقال تعالى { أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون – الأعراف 69 }

 

و لفظ جعل ورد في قوله تعالى مبيناً أنه جعل من ذرية نبي الله إبراهيم أئمة ولأن خاتم النبيين محمد صلى الله  عليه وآله فيكون الأئمة من ذريته ويكون في زمان آخرهم الفتح المبين لذلك قال تعالى في آيات سورة السجدة { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ ۖ أَفَلَا يَسْمَعُونَ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ  فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ– السجدة 24-30 }

 

وأما :

(خلائف في الأرض)

 وهنا يبين تعالى أنه جعل في الأرض أنبيااء ورسل وأئمة هم خلفاء الله تعالى في أرضه يحكمون فيها بحكم الله تعالى كما قال عز وجل { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون – البقرة 30 } وقال تعالى لداوود عليه السلام { يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب – ص 26 }

وبالتالي لما جعل الله تعالى الناس خلائف في الأرض بين لهم خلفائهم الذين هم واجبوا الطاعة والولاية وقد ابتلاهم ورفع بعضهم على بعض ليختبرهم ويبتليهم ويضعهم في فتنة بين طلب الدنيا وهو عند المترفين الذين آتاهم الله تعالى من فضله في الدنيا وبين أنبياء الله تعالى وما أتاهم من فضل في الدنياو حسنتها وفضل وحسنة الآخرة لذلك يقول تعالى  { وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم – الأنعام 165 } ومن هنا يتبين لنا أن الله تعالى جعل الناس خلائف يخلف بعضهم بعضاً لينظر كيف يعملون وهو أعلم بهم من قبل ان يخلقهم فقال تعالى عن الصالحين أنهم الذين سيرثون الأرض في قوله تعالى { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون – الأنبياء 105 } وأما الذين كفروا وكذبوا فهم خلائف يهلكهم الله تعالى جيلاً بعد جيل وأمة من بعد أمة قال تعالى { ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون – يونس 14 } .

ومن هنا يتبين لنا سبب احتفاظ أهل بيت النبي بأنسابهم يحفظونها حتى نبي الله إبراهيم وانقطاع بقية الأنساب وذلك لتعرض الآباء لمحن الهلاك الجماعي فتنقطع أنسابهم وينسونها مع الزمن إلا ما رحم ربي من قبائل العرب العريقة النسب .

ويبدأ هذا التكذيب والكفر بآيات الله تعالى بانقلاب على منهاج الوصية المأمور بها من الله تعالى ولا  خيار لمخلوق في هذا الإختيار قال تعالى في هذا الإنقلاب { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين – آل عمران 144 }

ثم يبين تعالى فرح هؤلاء بمقاعدهم بعد أن استخلفهم الله في الأرض على الرغم من اختفاء أسمائهم من البطولات في غزوات النبي بل منهم مخلفون قال تعالى فيهم  { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون – التوبة 81 }

وهؤلاء لن يلبثوا في الأرض إلا قليلا لقوله تعالى { وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا – الإسراء 76 }  وهؤلاء يبين تعالى أنهم سيكونوا من الهالكين كالأمم من قبل كما قال تعالى في بني إسرائيل { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا – الإسراء 104 }

وهؤلاء سيهلكهمالله تعالى و سيستخلف من بعدهم المؤمنين الذين عملوا الصالحات وتولوا الله تعالى ورسوله وأهل بيته عليهم  السلام لقوله تعالى { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون – النور 55 } .

وهنا استخلافهم غير ميراثه فالاستخلاف أنه يمكن أن يخرج من أصلابهم مؤمن وكافر والله تعالى يبتلي الجميع والقاعدة أن الصالح يخلف صالحا والكافر لا يلد إلا فاجرا كفارا كما دعا عليهم نبي الله نوح في قوله تعالى { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا – نوح 26-27 } وللقاعدة شواذ كإبن نوح الكافر بدعوة أبيه أو عم إبراهيم آزر والله تعالى يبتلي الجميع في الدنيا لينظر كيف يعملون .

وبالتالي من كفر فعليه كفره في الدنيا ولا يزيدهم كفرهم في الدنيا والآخرة إلا خسارا قال تعالى { هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا – فاطر 39 } .

 

وأما :

(من بعدهم)

وهنا يقول تعالى { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَا آذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ  وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ  مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ  يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ – إبراهيم 9-17 } وميراث الأرض هنا كان للصالحين بعد أن أهلك الله تعالى المكذبين من الأمم الأولى في قوله تعالى { كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب – غافر 5 } فلما أهلكهم الله تعالى بظلمهم لم تسكن مساكنهم من بعدهم إلا قليلا وكان الله تعالى هو الوارث ثم عباده الصالحين الذين أورثهم الأرض من بعد هلاك أهلها قال تعالى { وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين – القصص 58 }

ثم يبين تعالى أنهم تفرقوا لما بعث الله تعالى فيهم رسلهم وأنبيائهم ثم أئمة أهل بيت نبيهم حيث يشتد الخلاف بين الناس فيهم ليعلم بأمرهم القاصي والداني كما قالوا [ لقد خرجت مناقب علي بن ابي طالب من بين محبيه ومبغضية ] لذلك يقول تعالى هنا في تفرق الأمم على رسلهم وأنبيائهم بعدما يأتونهم بالبينات قال تعالى  { وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب – الشورى 14 }

ثم يقول تعالى لهؤلاء ممن ورثوا الأرض من بعد هلاك الأمم من قبلهم : { أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها أن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون – الأعراف 100 } .

وبعدما تفرقوا واختلفوا تحولوا لفريقين الأول مؤمن تولى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وأهل بيته عليهم السلام وقال تعالى فيهم { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم – الحشر 10 }

والفريق الثاني عمل بالرأي في الدين وقالوا بأهوائهم سيغفر لنا كما في قوله تعالى { فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وإن يأتهم عرض مثله يأخذوه ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون – الأعراف 169 } وهؤلاء منهم الذين تركوا الصلوات بشروطها من اجتناب المحرمات واتبعوا الشهوات وقالت عالى فيهم {  فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا – مريم 59 } وهؤلاء سيهلكهم الله تعالى مع بني إسرائيل آخر الزمان لقوله تعالى { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا – الإسراء 104 } .

ولذلك قال تعالى في الفريقين أنه جعلهم خلائف في الأرض لينظر كيف يعملون قال تعالى هنا { ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون – يونس 14 }  .

وأما :

(لننظر كيف تعملون)

[ والنظر له عان منها الؤية بالعين والإقبال بالوجه على الإنسان ولكن المقصود هنا هو معنى محدد وهو التأني على انسان وعدم العجله والترقب كقوله نظرت قدومك ] قال تعالى { قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون – ص 79 } وقال تعالى أيضاً  { سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين – النمل 27 }

وهنا يبين تعالى أن استخلاف الإنسان في الأرض اختبارمن الله تعالى عن حسن سمعه وطاعته لله تعالى ورسوله وولايته لأئمة أهل بيت النبي عليهم السلام فقال تعالى على لسان نبي الله موسى { قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون – الأعراف 129 }

ثم يقول تعالى في دعوة للناس للنظر والتفكر في هلاك الأمم التي من قبلهم قبل أن ينظر الله تعالى في أمرهم فيقضي عليهم في فترة إمهال له منهم ليوفيهم نصيبهم من الحياة الدنيا قال تعالى لذلك للناس { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين – الأنعام 11 }

ثم حذرهم الله تعالى من الإختلاف على ولاية أهل بيت نبيهم وستكون سبباً في نزول التفرق والعذاب والإقتتال والبلاء عليهم من الله تعالى بخروجهم على ولاية الله الحق فقال تعالى { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون – الأنعام 65 } وذلك يكون في فترة ما بعد النبي صلى الله عليه وآله وتأسيس أصول المذهبيات لتأت مرحلة لاحقة من اختلاف والإقتتال ثم سفك الدماء باسم الدين حتى يأت إمام آخر الزمان بـتأويل فيه البينة للناس فيما اختلفوا فيه لقوله تعالى { هل ينظرون إلا تأويله – الأعراف } وهذا التأويل يبين تعالى أن هلاكهم في تكذيبه كما قال عز وحل { بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين – يونس 39 } .

وأما :

(تعملون)

 أي أنه يقول تعالى { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون – التوبة 105 }

والعمل يكون بما وافق أحكام القرآن الكريم لقوله تعالى فيه { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا – الإسراء 9 }

فإذا نزل في أهل بيت النبي عليهم السلام قوله تعالى { إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا – الأحزاب 33 } وقد أمر الله تعالى بمودتهم في قوله تعالى { ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور – الشورى 23 }

وإذا نزل في الإمام علي أن تكون الولاية له من بعد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله في قوله تعالى { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون – المائدة 55 } ونزل فيه عليه السلام أنه الشاهد على الأمة من بعد نبيها كما في قوله تعالى { أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه– هود 17 }

وبالتالي  من خرج على ولاية أهل بيت النبي عليهم السلام فهو من الذين آمنوا ببعض وكفروا ببعض وقد أمر الله تعالى بقتالهم كما في قوله عز وجل { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير – الأنفال 39 }

و هؤلاء بتوليهم غير أهل بيت نبيهم عليهم السلام دخلوا في ولاية الأخسرين أعمالا الذين قال تعالى فيهم { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا – الكهف 103-104 } .

أهـ . الآية .

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

أحكام الجهاد في سبيل الله من القرآن الكريم

معهد المعارف الحكمية  : الشريف خالد محيي الدين الحليبي تقديم في هذا البحث نكتب عن …

اترك تعليقاً