تفعيل اول منظومات الرد على الاحتلال الإسرائيلي

 بينما كان العالم يترقب رد تقليدي من محور المقاومة على الاحتلال الإسرائيلي ، تفاجأ بخطوات غير محسوبة تنبئ بأن الرد سيكون طويل الأمد ومدمرا للاحتلال ، فما ابعاد تنصيب السينوار رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس؟

لن يكون الرد استعراضيا وسيكون رادعا هذه العبارات وردت على لسان اكثر من قيادي في المقاومة في خطاباتهم الأخيرة من نصر الله في لبنان إلى عبدالملك الحوثي في اليمن وصولا إلى قيادات بالحرس الثوري في ايران .. الجميع يعد العدة  لرد يردع الاحتلال ويصيبه بمقتل وهذا ما يفسر التأخر بالرد المرتقب. فعلى الرغم من الهجمات الدامية والمركزة التي تعرض لها الاحتلال وحلفائه عقب التصعيد الأخير سواء من اليمن او لبنان وحتى الأراضي الفلسطينية والعراق لا تزال قوى المقاومة تتحدث بان الرد لم يأتي بعد  بينما تعكف على إعادة تشكيل جبهتها الداخلية استعداد له.

فايران التي كان ينتظر ان تبادر بالرد لما خلفه اغتيال هنية من تداعيات وتطاول على كرمتها وسياداتها، لا تزال تتلاعب بالاحتلال نفسيا وتدك عقول حلفائه نفسيا ، بينما  تقوم بترتيب بيتها الداخلي سواء على مستوى تمكين الإدارة الجديدة بقيادة بزشيكيان او باستعدادات عسكرية على مستوى الهجوم والدفاع في ضوء التقارير التي تحدثت عن بدء خبراء روس بتجهيز أنظمة دفاعية لإيران والمشاركة بحرب الكترونية.

ولم تقتصر التدابير على ايران التي شهدت خلال اليومين الماضيين تدريبات للحرس الثوري ونقل أصول عسكرية ، وفق تقارير أمريكية، بل امتد الأمر  إلى كافة قوى المقاومة بدء بالمقاومة الفلسطينية التي  اعادت تنصيب رئيس جديد لمكتب حماس السياسي وصولا إلى لبنان حيث تتحدث تقارير عن بدء فصائل المقاومة هناك بتحريك صواريخ دقيقة وتغيير مواقعها ومثلها في اليمن والعراق حيث تجرى الترتيبات على قدم وساق  استعداد للمرحلة المقبلة.

قد يكون رد المقاومة بدأ نظرا لحجم الهجمات الأخيرة ضد الاحتلال وفاعليتها الدامية سواء في فلسطين او لبنان بالذات لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الضربة الكبرى لم تأتي بعد وان جميع الترتيبات  تجرى لذلك فتعيين السينوار خلفا لهنية يشير إلى قرار المقاومة اغلاق باب المفاوضات التي حاولت اطراف الاحتلال وحلفائه استخدامها للمناورة وتبرير الجرائم والهروب منها وفتح باب واحد هو “الجهاد المقدس” وذلك قد يعني بان المرحلة المقبلة لن تقتصر على اطلاق المسيرات والصواريخ بل اجتياح بري على اكثر من جبهة وهو ما المح اليه قادة في المقاومة الإسلامية على امتداد خارطتها وتحدثوا عن مفاجأت غير متوقعة للاحتلال.