YNP :
قتل 23 شخصاً في مدينة الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور بغرب السودان نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات “الدعم السريع”، بحسب ما أفادت لجان محلية أمس السبت.
وأفادت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، في بيان مقتضب على “فيسبوك”، بأنه بلغ “عدد القتلى وسط المواطنين، بسبب التدوين (القصف) المتعمد من قبل” قوات “الدعم السريع” “23 قتيلاً”. وأشارت إلى إصابة 60 شخصاً آخرين.
والفاشر هي العاصمة الوحيدة لولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات “الدعم السريع”، وقد ظلت بمنأى نسبياً عن القتال منذ فترة طويلة. وكانت المدينة التي تستضيف كثيراً من اللاجئين بمثابة مركز إنساني للإقليم الشاسع المهدد بالمجاعة.
إلا أن قتالاً عنيفاً اندلع في الـ10 من مايو (أيار) أثار مخاوف من حدوث تحول جديد “مثير للقلق” في النزاع، بحسب الأمم المتحدة. ودعا مجلس الأمن الدولي في يونيو الماضي إلى إنهاء “حصار” الفاشر من قبل “الدعم السريع”، وتتعرض المدينة منذ أيام للقصف.
وأفادت لجان مقاومة الفاشر الإثنين الماضي عن مقتل 65 شخصاً بين الـ27 من يوليو والـ29 منه بسبب قصف مدفعي مصدره قوات “الدعم السريع”.
واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها تصل إلى “150 ألفاً”، وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح أكثر من 10 ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب لاستهدافهما عمداً المدنيين وعرقلة دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية.
حذرت الأمم المتحدة الجمعة من أن الكارثة الإنسانية التي يشهدها السودان الغارق في الحرب تتهدد المنطقة بأسرها، وذلك غداة تقرير أممي خلص إلى تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور.
وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة إلى أن الحرب أدخلت مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر المحاصرة، في المجاعة.
وحضت المفوضية العليا للاجئين الجهات المانحة الدولية على زيادة مساعداتها للسودان، وقال المنسق الإقليمي للاجئين للوضع في السودان مامادو ديان بالدي إن “إشارات التحذير كانت موجودة منذ أشهر”.