"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

صوم عاشوراء فتنة كل عام من أكاذيب الأمويين التي ترسخت بين عوام المسلمين بغير علم صحيح

بقلم :

خالد محيي الدين الحليبي

لقد عمل الأمويون على تفعيل الأعلام المضاد للثورة العاشورائية، فجعلوا من يوم عاشوراء يوم فرح وسرور، للتغطية على جريمتهم التي اقترفوها في  العاشر من محرم، والتقليل من حجمها، حيث قتلوا تسعة عشر من أهلب يت النبي قالت فيهم ابنة عقيل بن أبي طالب

عَيني اِبكي بِعبرةٍ وعويلِ
وَاِندُبي إِن ندبت آل الرسولِ
ستّة كلّهم لصلب عليٍّ
قَد أُصيبوا وَخمسةٌ لعقيلِ

و للتغطية عر جريمتهم النكراء التي لن يمحوها الزمن إلىأن تقوم الساعة كانت لصرف المسلمين عن تلك الجريمة وإبراز محاسن الصوم والإحتفال فيه والذبح والحلوى   .

 

لقد حارب الأمويون نبي الله صلى الله عليه وآله منذ بداية الدعوة بواسطة أبو سفيان ثم أكمل الحرب على ذريته بنو أمية فحارب معاوية أمير المؤمنين علي عليه السلام وقتل الإمام الحسن بالسم  وقتل يزيد إبنه الإمام الحسين عليه السلام وهكذا ترسخت عداوتهم لأهل بيت النبي في صورة معتقدات أكتشف العباسيون أنهم امتداداً لهم في إقصاء أهل البيت عليهم السلام عن الإمامة فدونوا كل هذه الأهواء والأكاذيب على أنهم أصول دين في فهم الشريعة من تفسير و حديث وأصول فقه وهنا ضلوا وأضلوا بعد أن ظن الناس انهم سلف صالح وهم يحسبونه من عند الله وما هو من عند الله تماما كما قال تعالى عن أمة بني إسرائيل من قبلنا { وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون -آل عمران} .

ومنذ موت رسول الله صلى الله عليه وآله ومن لحظه مرضه واتهامه بالهجر (اي التخريف من أثر المرض)  وهم  يضطهدون ويقتلون أهل بيت النبي عليهم السلام حتى يومنا هذا  فقتلوهم تقطيعا أو بالسم  ثم كتبوا علي لسان رسول الله صلى الله عليه وآله كذبا كل شين أرادوه  حتي نسبوا  إليه تكفير أبواه وأمه وأنهما في النار  والربا ينسبونه للفضل بن العباس من بني هاشم وكذلك عمه أبوطالب يتهمونه بالكفر وهو الداعم  و الناصر له و  لولا دعمه للنبي صلى الله عليه وآله و سيف علي ابنه عليهما السلام ما ظهر الإسلام ولا انتصر ولا كنت سمعت عنه أصلاَ

وبعد وضغ الأحاديث كذباً على رسول الله صلى الله عليه وآله في الطعن على أهله ووالديه وأجداده قام بنو أمية لعنهم الله بسب ولعن الإمام علي عليه السلام نيف وثمانون  عاما (ألف شهر)  لصرف المسلمين عن مذبحة كربلاء وكالعادة عندما يحتاجون لتبرير وتزييف الدين أتوا بالوضاعين لأختلاق الروايات حتى يقول معاوية لعنه الله ” من يأتيني بنقيصة في علي وزنته ذهباً ” لكن مهما يكن الكذب فقد ظهرت أكبر فضيحة يعمل بها جهلاء المسلمين الآن وهى صوم علاشوراء والذبح فيه و أكل الحلوى حتى يقول خطيب للمنبر بجوارنا سمعته أذناي هداه الله  ويقول مثل هذا القول بقية خطباء المساجد ليس في مصر فقط بل وفي بقية العالم العربي إلا من رجم الله  وهذه المقولة التي استندت على روايات مكذوبة في فضائل صوم هذا اليوم والإحتفال به ذكرها العلماء أنها من الموضوعات ومن المختلف عليه بين الأمة وليس مما أجمعت عليه

 

و فيما ورد من روايات  [ ” يجب الإحتفال بعاشوراء لأنه يوم نجاة نبي الله موسى ” ولا يعلم اليهود عن هذا اليوم شيئاً والمصيبة لم يرد عليه أي أحد كذبه وجهله إذ كيف يوصى النبي صلى الله عليه وآله بالإحتفال في هذا اليوم وكراماته وبركاته  وفيه سيقتل كل ذريته إلا الإمام زين العابدين (عليه السلام)  فهل جهل النبي هذا الحدث أم أن قتلهم جاء بركة ضمن بركات هذا اليوم كما ذكر الكذابون ونشره البلهاء ممن أعمى الله قلوبهم .

وسنثبت هنا كذبهم في  صوم عاشوراء والإحتفال به وهذه الفضيحة التي وقع فيها أكثر علماء الأمة وأتباعهم بغير روية أو تدبر أو بحث معمق :

صيام يوم عاشوراء في مصادر هولاء أهل السنة :

روى مسلم في صحيحه ـ كتاب الصوم ـ صوم يوم عاشوراءـ عن ابن مسعود أنه قال: (( قد كان يصام (أي : يوم عاشوراء) قبل أن ينزل رمضان, فلما نزل رمضان ترك )).وإن الأحاديث الواردة في صوم يوم عاشوراء في الصحاح والمسانيد عند أهل السنة في غاية الاضطراب والتناقض مما يقوي اليقين بأن كل هذه الاحاديث مختلقه من قبل أجراء بني أمية:ففي بعضها : أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء, فصامه النبي (ص), ثم أمر الناس بصومه حين قدم المدينة, ثم فرض صوم رمضان, ونسخ وجوبه وبقي مستحباً. *(صحيح البخاري: ط 4/ دار ابن كثير واليمامة / كتاب الصوم ـ رقم 1794, وكتاب فضائل الصحابة ـ رقم 3619, صحيح مسلم 8/4 ـ13).

وفي بعضها: أن النبي (ص) لم يكن ملتفتاً إلى صوم عاشوراء, وإنما علم به بعد قدومه المدينة من اليهود, فأمر به, لأحقيته من اليهود بموسى.*(صحيح البخاري رقم 1900, ورقم 3726 و 3727).

فالاحاديث بين ما يسند صومه وصوم المسلمين بأمره (ص) إلى تقليد أهل الجاهلية, وبين ما يسنده الى تقليد اليهود وتشاهد في رواية مسلم وأبي داود أن النبي (ص) عند ما صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه لم يكن عالماً بأن اليهود والمسيحيون يعظمون يوم عاشوراء, فماعلم به (ص) عزم على ترك صومه وقصد صوم اليوم التاسع, لكنه (ص) توفي قبل حلول العام المقبل. *(صحيح مسلم 8/12 كتاب الصيام, سنن أبي داود 2/339).فلا يعقل أن يغفل النبي (ص) طيلة تسعة أعوام عن تعظيم أهل الكتاب لليوم المذكور, فان الاحاديث الأخرى تدل على أنه (ص) صام يوم عاشوراء من أوائل دخول المدينة .

وكذلك تجد التناقض بين حديث مسلم وأبي داود هذا, وبين حديث مسلم وأبي داود الآخر عن ابن عباس: (( إذا رأيت هلال المحرم فاعدد واصبح يوم التاسع صائماً, قلت: هكذا كان رسول الله (ص) يصومه؟ قال: نعم )). *(صحيح مسلم 8/11 كتاب الصيام, سنن أبي داود 2/340).

فالمتأمل في هذه الروايات المتعارضة المتضاربة , يفهم أنها موضوعة من مكذوبات بني أمية التي وضعوها نكاية في رسول الله وأهل بيته عليهم السلام ليحفلوا بيوم مقتل أهل بيته كأن رسول الله لم يخبره الوحي بما سيحدث لأه بيته في ذلك اليوم الأسود والذي جعلوه يوم فرح وعيد واحتفال وصيام للجهلاء من هذه الأمة ممن أعمى الله قلوبهم و يؤكد هذه الكذبة أن الأحاديث التي نسبت النبي قالها وهو داخل للمدينة في الهجرة ومكث في المدينة بعد دخوله إليه عليه السلام حوالى عشر سنوات لم يذكر عنه أنه صام فعلياً في هذه الأيام .

وقد ذكرها ابن الجوزي في الموضوعات، وقال: هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه، ولقد أبدع من وضعه وكشف القناع ولم يستحي … … ولو ناقشناه على شيء بعد شيء لطال، وما أظنه إلا دس في أحاديث الثقات، وكان مع الذي رواه نوع تغفل، ولا أحسب ذلك إلا في المتأخرين. اهـ.
وقال السيوطي في اللآلئ المصنوعة : موضوع. ورجاله ثقات، والظاهر أن بعض المتأخرين وضعه، وركبه على هذا الإسناد. اهـ.
و قال الهيثمي في مجمع الزوائد : فيه حبيب بن عبد الله الأزدي، لم يرو عنه غير ابنه. اهـ.

بل إن اليهود و المسيحيون أنفسهم  لا يعرفون يوم عاشوراء ولا صومه ولا أي فضيلة ولا ذكر له عندهم لأختلاف الأشهر فلم يكن وقت هجرة رسول الله هذا الشهر وفقاً لتحليل ومقارنة بين التقويمات العبرية اليهودية والإسلامية لا علم لهم بهذا اليوم وقد فصلناه في بحثنا الأكبر ” عاشوراء فتنة كل عام ” بما يركد أكذوبة الأمويين وجهل التابعين الذين صدقوا وعمى قلب علمائهم الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن صحة هذه الأحاديث ومقارنتها بتقاويم اليهود والمسيحيون وهل هم يختفلون بهذه المناسبات من آدم عليه السلام أو نجاة نبي الله نوحاً او موسى عليهم السلام  .

خالد محيي الدين الحليبي