“ماذا حدث لحقل ظهر؟”.. هل تتعرض مصر لمؤامرة بسبب إسرائيل أدت لأزمة الكهرباء والغاز؟

كشف خبير الطاقة المصري الدكتور علي عبد النبي عن تعرض مصر لضغوط سياسية كبيرة أثرت على الغاز والكهرباء في البلاد بسبب إسرائيل.

وأشار عبد النبي في تصريحات لـRT إلى أن هناك سببين لعدم توفر الغاز لتشغيل محطات الكهرباء، السبب الأول هو الضغوط السياسية على مصر لكي تقبل بتهجير أهل غزة إلى سيناء، ويتم تصفية القضية الفلسطينية، ومصر رفضت هذا العمل الخبيث.

وتابع: “السبب الثاني هو عدم توفر العملة الصعبة “الدولار” لشراء الغاز الطبيعى والمازوت من السوق العالمي لتشغيل محطات الكهرباء، حيث أدت الضغوط السياسية إلى توقف إسرائيل عن توريد الغاز الطبيعي لمصر، وأدت إلى توقف شركة “إيني” حفر آبار جديدة في حقل ظهر”.

ونوه الخبير المصري إلى أن انخفاض واردات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء هو السبب الرئيسي في أزمة انقطاع الكهرباء التي تواجه مصر الآن، حيث أن الجزء الكبير من الغاز يأتي من حقول الغاز الطبيعي الموجودة في مصر، وهناك جزء من هذه الواردات يتم استيراده من إسرائيل عبر أنابيب الغاز التي تربط عسقلان بالعريش.

وأكد عبد النبي أن أي حقل غاز طبيعي عمره لا يتجاوز 15 عاما، ولا يمكن استخراج أكثر من 60% من المخزون في حقل الغاز، حيث يتكون هذا الحقل من عدة آبار، ومع سحب الغاز الطبيعي منه يقل المخزون في الآبار، ولا بد من حفر آبار جديدة لتنمية حقل الغاز للمحافظة على مستوى الإنتاج.

وأكد أن حقل ظهر يمثل أكثر من 40% من إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، مع اكتشاف الحقل في 2018 حدثت انفراجة كبيرة، وبدأت مصر في تصدير الغاز، ويستخدم 60% من غاز مصر في توليد الكهرباء، هذا الأمر فيه مخاطرة كبيرة لأن الغاز الطبيعى ممكن في أي لحظة يختفي كما حدث في مصر.

وتابع عبد النبي: “حقل ظهر به 19 بئر، ومع السحب من حقل ظهر إنتاج الغاز تراجع، وكان لا بد من حفر آبار جديدة أي تنمية للحقل، ومعدل انخفاض حقل ظهر مع الوقت معروف، وكان من المفتروض قبل ما ينخفض الإنتاج لهذا الحد تحدث تنمية عبر زيادة عدد الآبار الموجودة من 19 إلى 20 أو 22 ولكن هذا لم يحدث”.

من جانبه، قال الباحث المصري المتخصص في شؤون الأمن القومي أحمد رفعت في تصريحات لـRT إن “الشق الفني المرتبط بالطاقة فهناك عدة شركات عالمية ومحلية تحكم أو تتداخل أو تتشابك مصالحها بملف الغاز المصري الإسرائيلي وغاز شرق المتوسط كله أهمها شركة غاز “دو فرانس” الفرنسية و”بريتش غاز” البريطانية و”يونيون فينوسا” الإسبانية – الإيطالية المشتركة و”بريتش بتروليوم” البريطانية وشركة “بوابة” الكويتية القابضة ومعهم – وهذه هي الأبرز – شركة دوليفونس المصرية الخاصة التي يملكها رجل الأعمال علاء عرفة والتي استوردت الغاز من دولة الكيان بعقد طويل المدة عام 2018″.

وتابع: “الحديث عن 650 ألف قدم مكعب يومي فهذا يشكل ما يقرب من 10% من إجمالي الاستهلاك المصري اليومي الذي يحتسب بالقدم وليس بالمتر المكعب وهذا الفرق كبير جدا بينهما مع تداخل ذلك مع تفاصيل كثيرة حول عمليات إسالة وتصدير الغاز المستورد من دولة الكيان إلى أوروبا بعد تسييله وهذه قصة طويلة يمكن الحديث عنها في مناسبة أخري”.

وقال إنه: “فيما يخص الشق السياسي فمصر منذ العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني تدفع الثمن على أكثر من صعيد لكن الكثيرين يتجاهلون ذلك، فالمساعدات التي تقدم هي أقل ما يمكن للأشقاء لكننا نتحدث عن الخسائر غير المباشرة أو غير المنظورة منها أزمة الطاقة وخسائر قناة السويس وكذلك الفرص البديلة الضائعة على أكثر من صعيد وذهبت بعيدا عن مصر بسبب الخلافات الدولية حول دعم الاشقاء كذلك تأثر السياحة والسفر إلى الشرق الأوسط كله وفي القلب منه مصر”.

وتابع: “ومع ذلك ومهما فعل الجانب الآخر فلن تركع مصر ولن تغير مواقفها فلن تساهم في اغتيال القضية الفلسطينية بتهجير الأشقاء وتوطينهم في سيناء ولن تقبل حتى بخروجهم وتهجيرهم إلى غير سيناء ولن توافق على بقاء العدو الإسرائيلي في غزة ولا أي دور له في مستقبلها ولا مستقبل الضفة ولن تتراجع عن دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ولا حتى ستقبل بوجود العدو الإسرائيلي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني”.

ونوه رفعت إلى أن “هذه ثوابت مصرية راسخة ولن تتغير مهما بلغت الأزمات والضغوط، ومصر هنا لا تسجل مواقف للتاريخ فحسب لأن التاريخ لا يرحم، لكنها تقوم بواجبها القومي وتدرك حدود وأبعاد أمنها الذي يتفق مع ما تتخذه من إجراءات”.

وكان تراجع إنتاج مصر من حقل ظهر للغاز الطبيعي السنة الماضية قد دفع إلى بدء خطة “تخفيف الأحمال” لتعود انقطاعات الكهرباء إلى مصر، ويعود الحقل نفسه مجددا إلى الواجهة بعد إعلان شركة إيني الإيطالية أنها اضطرت لسحب سفينة الحفر سايبم سانتوريني منه، لعدم حصولها على 1.6 مليار دولار مستحقات لها لدى الحكومة المصرية.

المصدر: RT

  • مركز القلم للأبحاث والدراسات

    يهتم مركز القلم بمستقبل العالم الإسلامي و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم على الكلمة وتفاصيل مواردها ومراد الله تعالى منها في كل موضع بكتاب الله في أول عمل فريد لن يتكرر مرة أخرى .

    Related Posts

    الإخوان المسلمون في مرمى ماكرون.. تقرير أمني صادم يشعل جدلا واسعا بباريس

    RT : عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الأربعاء) اجتماعا أمنيا رفيع المستوى في قصر الإليزيه لمناقشة تقرير حكومي يحذر من تزايد نفوذ الإخوان المسلمين وانتشار الإسلام السياسي في فرنسا. أعد التقرير المكون من 73 صفحة موظفان حكوميان رفيعان بتكليف من وزارة الداخلية الفرنسية في مايو 2024، واستند بشكل أساسي إلى مذكرات أجهزة الاستخبارات الداخلية، ووفقاً للتقرير تشكل جماعة “الإخوان المسلمين” تهديداً “تخريبياً” لقيم الجمهورية الفرنسية، من خلال استراتيجية “الاختراق التدريجي” للمجتمع عبر التأثير على المؤسسات المحلية، مثل البلديات، الجمعيات الخيرية، المدارس، والأندية الرياضية. وأشار التقرير إلى أن الجماعة التي تأسست في مصر قبل أكثر من 90 عاماً تتبنى نهجاً “مناهضا للجمهورية” يهدف إلى تغيير القواعد المحلية والوطنية تدريجياً، خاصة فيما يتعلق بالعلمانية والمساواة بين الجنسين. وركز التقرير على دور منظمة “مسلمو فرنسا” (سابقاً اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا) التي وُصفت بأنها “الفرع الوطني لجماعة الإخوان المسلمين في فرنسا”، حيث تدير حوالي 139 مكان عبادة وتُعتبر 68 أخرى قريبة منها، أي ما يمثل 7% من أماكن العبادة الإسلامية في البلاد. وأوضح التقرير أن الجماعة لا تسعى لفرض “الشريعة الإسلامية” بشكل مباشر أو إقامة دولة إسلامية في فرنسا، لكنها تتبع نهجاً “خفيا وتدريجيا” يهدف إلى زعزعة التماسك الاجتماعي من خلال “إسلام بلدي” يؤثر على الحياة العامة والسياسات المحلية. وأشار إلى أن الجماعة، التي تفقد نفوذها في العالم العربي، تركز الآن جهودها على أوروبا،…

    سويسرا : رفض قبور المسلمين في فاينفيلدن يثير تساؤلات حول مستقبل التعددية الدينية في سويسرا

    شفقنا : في تطور أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والدينية، صوّت سكان مدينة فاينفيلدن في ولاية تورغاو السويسرية، الأحد، ضد مشروع إنشاء قبور مخصصة للمسلمين في المقبرة المحلية، وذلك بأغلبية بسيطة بلغت 51.6%، ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات بشأن قدرة النموذج السويسري على احتواء التعدد الديني في البلاد. النتيجة التي جاءت بـ2078 صوتًا رافضًا مقابل 1947 مؤيدًا، أطاحت بقرار سابق للبرلمان البلدي كان قد وافق على تخصيص 70 قبرًا تُراعى فيها التقاليد الإسلامية، مثل التوجه نحو القبلة وسرعة إجراءات الدفن. وبلغت نسبة المشاركة في الاستفتاء 53.9%، ما يعكس انقسامًا حادًا داخل المجتمع المحلي تجاه قضايا حرية المعتقد واحترام الشعائر. وربط مراقبون بين هذا الرفض والحملة التي قادها حزب الشعب السويسري، المعروف بمواقفه المتشددة ضد المسلمين، مدعومًا من لجنة “إيجركينجن” التي سبق أن نظّمت حملات لحظر المآذن والنقاب في البلاد. وقد وزعت اللجنة منشورات تحث السكان على التصويت بـ”لا”، ما حوّل طلب المسلمين إلى دفن موتاهم بحسب معتقداتهم إلى ساحة مواجهة جديدة في الجدل الدائر حول الهوية والانتماء. ورغم أن سويسرا تضم أكثر من ثلاثين موقع دفن خاصًا بالمسلمين ضمن مقابر عامة، إلا أن ما حدث في فاينفيلدن يُعد مؤشرًا مقلقًا على تراجع تقبّل الممارسات الدينية الإسلامية، حتى حين تكون مرتبطة بالموت وكرامة الإنسان بعد وفاته. ويرى معنيون أن حرمان المسلمين من حقهم في الدفن وفقًا لشعائرهم لا يمس فقط حرية…

    You Missed

    ثلث الألمان يقاطعون المنتجات الأميركية بسبب سياسات ترامب .. و استطلاع : أكثر من نصف الألمان يرغبون بالهجرة

    ثلث الألمان يقاطعون المنتجات الأميركية بسبب سياسات ترامب .. و استطلاع : أكثر من نصف الألمان يرغبون بالهجرة

    الإخوان المسلمون في مرمى ماكرون.. تقرير أمني صادم يشعل جدلا واسعا بباريس

    الإخوان المسلمون في مرمى ماكرون.. تقرير أمني صادم يشعل جدلا واسعا بباريس

    سويسرا : رفض قبور المسلمين في فاينفيلدن يثير تساؤلات حول مستقبل التعددية الدينية في سويسرا

    سويسرا : رفض قبور المسلمين في فاينفيلدن يثير تساؤلات حول مستقبل التعددية الدينية في سويسرا

    واشنطن تدرس تصنيف طالبان “منظمة إرهابية أجنبية”

    واشنطن تدرس تصنيف طالبان “منظمة إرهابية أجنبية”

    إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

    إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ

    العراق : وفد مصري بعد زيارة كربلاء: ما رأيناه هنا يعكس صورة مغايرة تماما لما يتداوله الاعلام

    العراق : وفد مصري بعد زيارة كربلاء: ما رأيناه هنا يعكس صورة مغايرة تماما لما يتداوله الاعلام