“مصر ليست تحت رحمة أحد”.. ما مغزى تصريح المتحدث باسم الحكومة المصرية؟ هل أقنع الشعب؟ ولماذا تبدو الأزمة خطيرة بعد إعلان شركات أسمدة وصناعات كيماوية شهيرة توقفها عن العمل لعدم وجود غاز؟ أين ليبيا والجزائر وقطر؟
“مصر ليست تحت رحمة أحد”.. ما مغزى تصريح المتحدث باسم الحكومة المصرية؟ هل أقنع الشعب؟ ولماذا تبدو الأزمة خطيرة بعد إعلان شركات أسمدة وصناعات كيماوية شهيرة توقفها عن العمل لعدم وجود غاز؟ أين ليبيا والجزائر وقطر؟
القاهرة – “رأي اليوم” :
“وزارة البترول لديها القدرة على استيراد الغاز من عدة دول منتجة”.
بهذا التصريح رد المستشار محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء المصري على مخاوف الكثيرين بعد انقطاع الكهرباء لتعطل أحد آبار الغاز بإسرائيل.
جاء ذلك عقب تصريحات للإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه أمس قال فيها: «ما حصل بالأمس بيدينا درس مهم.. مش عايز في أي وقت تبقى الدولة المصرية وشعبها تحت رحمة أي حد.. هل الرسالة وصلت!».
وأوضح «الحمصاني» أن ما حدث لا يعني أن مصر «تحت رحمة أحد»، وإنما هو «عطل فني» في أحد آبار الغاز أدى إلى توقف الإنتاج، الأمر الذي استدعى زيادة فترات قطع الكهرباء لتفادي توقف الشبكة.
وتابع قائلا: « ما حدث بالأمس لا يعني أن مصر تحت رحمة أي أحد، ولكن ما حدث هو عطل فني في أحد الآبار أدى إلى توقف البئر تماما واضطررنا بناءً على هذا العطل؛ لزيادة فترة تخفيف الأحمال؛ لأن الاستمرار في استهلاك الغاز الموجود بالشبكة الإقليمية كان سيؤدي تباعا لتوقف باقي المحطات».
وتابع: “المشكلة فنية بحتة، ومصر ليست تحت رحمة أي أحد وبإمكانها استيراد الغاز والمازوت من أي دولة منتجة، ولا يوجد أي تخوف بهذا الشأن، فلا لا يعني استيراد الغاز من جهة معينة أنه يضع مصر تحت رحمة أي أحد».
وأشار إلى تخصيص الحكومة مليار دولار لاستيراد كميات إضافية من الوقود؛ بهدف إنهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي بشكل نهائي، موضحا أن شحنات الوقود المستورد ستصل تباعا اعتبارا من الأسبوع المقبل، على أن يتم استلام الكمية الكافية لوقف تخفيف الأحمال بشكل نهائي بنهاية الأسبوع الثالث من شهر يوليو المقبل.
تصريحات “الحمصاني” أمس ربما تكذبها أخبار اليوم.
حيث أعلنت شركتا” كيما” للصناعات الكيماوية و”موبكو” لإنتاج الأسمدة في بيانين منفصلين موجهين للبورصة وقف مصانعهما عن العمل بسبب توقف إمدادات الغاز الطبيعي، على على غرار شركتي سيدي كرير وأبو قير للأسمدة.
التطورات الأخيرة زادت الشارع المصري قلقا على قلقه، وسارع خبراء الاقتصاد إلى تقديم مقترحات لحل أزمة كان شرها مستطيرا.
د. عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية قالت إن مصر تحيط بها مجموعة من أهم الدول المنتجة و المصدرة للغاز في الشرق الأوسط و العالم مثل: ليبيا والجزائر الجيران (دول انتاجها اكبر بكثير من إسرائيل ومن مصر).
وأضافت متسائلة: “لماذا لا نستورد منهما؟”.
وتابعت: “قطر… من أكبر الدول المصدرة للغاز في العالم. وروسيا اكبر دولة مصدرة للغاز في العالم. فلماذا لا نستورد منها؟”.
واختتمت متسائلة عن سر الإصرار على الاستيراد من إسرائيل رغم كل مشاكلها.
من جهته قال الخبير الاقتصادي د. رمزي الجرم إن أمريكا تضغط على قبرص واليونان كيلا تضخا الغاز لمصر لتسييله، لخلق أزمات داخلية من أجل قبول خطة التهجير، خصوصا بعد غرق نتنياهو في رمال غزة.
وهاجم “الجرم” اليونان وقبرص، والدول العربية العميلة للكيان.
من جهته تساءل الإعلامي مصطفى بكري: هل يعلم الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزارة أن إدارة ملف أزمة الكهرباء جاء بنتائج سلبيه في الشارع؟ وهل يعلم أن قرار إغلاق المحال في العاشرة مساء سبب المزيد من الاحتقان ضد الحكم؟
وهل يعلم أن أزمة الكهرباء سببت عدم ثقه من الشارع في أداء الحكومة ومصداقيتها؟
وهل يعلم أن إدارة الحكومة لهذه الأزمة وغيرها من الأزمات تميز بالعشوائية وتسبب في غياب الأمل في أي إصلاح؟
وهل يعلم أن هذه الإدارة التي تستهين بالمصريين ورد فعلهم يمكن أن تمثل خطرا على سلامة النظام في البلاد؟ وهل يعلم أن تأخر سيادته في التشكيل الوزاري وحركة المحافظين تسبب في تعطيل كل شيء، وأطلق الشائعات وأظهره بمظهر العاجز عن تشكيل الحكومة، وتنفيذ تكليفات السيد الرئيس.
وخلص بكري إلى أن ما يحدث ليس في صالح النظام، وليس في صالح الدولة.
واختتم قائلا: “وإذا كنتم تظنون أن هذا الشعب العظيم سيبقي صامتا وقابلا، فهذا غير صحيح. ترجموا قرارات الرئيس ترجمة صحيحة، ولا تستهينوا بالرأي العام”.