في تعليقهم على عملية جماعة جيش العدل ضد قوات الحرس الثوري الإيراني، أكد متابعون للشأن الإيراني أن العملية تحمل رسائل تهديد لطهران في حالة الرد على هجوم القنصلية الإيرانية في دمشق.
واعتبروا في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن العملية التي تمت في محافظة سيستان وبلوشستان هي جزء من حروب الوكالة في المنطقة، في الوقت الذي ذهب فيه البعض الاخر إلى أنها جزء من صراع طويل بين الجماعات المسلحة البلوشية والنظام الإيراني.
وشهدت محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران اشتباكات عنيفة استمرت عدة ساعات بين قوات الحرس الثوري والأمن الإيرانية وأعضاء جماعة “جيش العدل” في مدينتي راسك وتشابهار.
رسائل فوضى و”حرب وكالة”
يؤكد الباحث الأفغاني في الجماعات المسلحة، حسين إحساني، أن عملية “جيش العدل” تأتي في سياق إلهاء إيران بالأمن الداخلي وإشعال الجبهة الشرقية.
ويوضح في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن هناك فراغ أمنى ونقاط ضعف كبيرة في المنظومة الإيرانية بمحافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيراني، وهو ما سمح لتنظيم جیش العدل باستغلال الفرصة وتنفيد هجوم غير مسبوق على القواعد العسكرية الإيرانية.
في الوقت نفسه لم يستبعد إحساني أن تكون العملية رسالة لإيران مفادها بأنه “في حال ردها على إسرائيل سترى مشهد الفوضى على حدودها وداخل الدولة، من قبل المجموعات المسلحة العرقية في “كردستان إيران” و”بلوشستان “مع إمكانية تحرك المجموعات المسلحة التابعة للمعارضة الإيرانية”.
بدوره يرى الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء محمد عبد الواحد، أن عملية “جيش العدل” مرتبطة بعملية القنصلية الإيرانية بدمشق، موضحا أن الأمن الإيراني يتهم “جيش العدل” ومن قبله تنظيم “جند الله” بالعمالة لإسرائيل وتوظيفه للقيام بعمليات في المنطقة.
أخبار ذات صلة
امتدادا لصراع قديم
ويرى الخبير في الشؤون الإيرانية وجدان عبد الرحمن، أن دوافع استهداف جيش “العدل البلوشي” لإيران يرتبط بتصعيد الضربات بين الطرفين
وأوضح في تصريح لموقع “سكاي نيوز عربية” أن العملية تشكل جزء من صراع قديم بين الجماعات المسلحة البلوشية والنظام الإيراني، حيث سبقها عشرات العمليات منذ تأسيس تنظيم “جند الله” حيث كان أبرزها عملية وقعت في أكتوبر 2009 في جنوب شرق إيران، وأسفرت حينها عن سقوط قتلى بينهم 15 من عناصر الحرس الثوري.
ويعتقد عبد الرحمن، أن العملية لن تكون الأخيرة في ظل قدرة المجموعات المسلحة البلوشية على التخفي في الجبال على الحدود الإيرانية الباكستانية، وهي المناطق التي يصعب على طهران القضاء فيها على هذه المجموعات المسلحة لطبيعتها الوعرة التي يلجأ إليها التنظيم وقدرته على التخفي.
ساعات من الاشتباكات
وكان أمن جنوب شرقي القوات البرية للحرس الثوري الإيراني قد أفاد في بيان أن “جيش العدل” شن هجوماً على 5 أماكن عامة وقواعد عسكرية وشرطية في مدينتي جابهار وراسك.
وأكد مسؤولون عسكريون إيرانيون أن عملية التطهير للمنطقة مستمرة، وأن أعداد ضحايا “جيش العدل” قد ترتفع.
وأوضح مساعد وزير الداخلية الايراني مجيد مير أحمد، أن “العنصرين المساندين اللذين مهدا لتنفيذ هذه العملية في مدينة جابهار ليسا إيرانيين قد تم اعتقالهما من قبل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية”.
من جهة أخرى قال جيش العدل البلوشي في بيان له أن 168 عنصراً من التنظيم، نفذوا هجمات على قواعد الحرس الثوري في تشابهار ورسك وسرباز، وقال إنه قتل وجرح أكثر من 200 جندي، كما قتل 18 من عناصر ” جيش العدل”.
اقرأ أيضا :
ارتفع عدد قتلى عناصر الأمن الإيرانيين جراء هجومين مسلحين شنتهما جماعة “جيش العدل” في شرقي إيران إلى 11 بحسب وكالة الأنباء الإيرانية.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” إن 2 من رجال الشرطة و2 آخرين من حرس الحدود و7 من الحرس الثوري وقوات الباسيج قتلوا قتلوا في الهجومين الذي أدى كذلك إلى مقتل 18 مهاجما.
وأوضحت “إرنا” القتلى سقطوا في اشتباكات مسلحة مع جماعة جيش العدل في مدينتي راسك وتشابهار بجنوب شرقي إيران.
وقال نائب وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن والشرطة ماجد ميرأحمدي، إن الهجمات المتزامنة التي نفذتها جماعة جيش العدل تم إحباطها بالكامل بفضل يقظة قوات الأمن وإنفاذ القانون.
واستهدفت الهجمات ثلاثة مواقع في مدينتي راسك وشابهار ليل الأربعاء.
وقال العميد محمد باكبور، قائد القوة البرية للحرس الثوري الإيراني، إن 15 إرهابيا قتلوا حتى الآن خلال الاشتباكات المسلحة بين الإرهابيين وقوات الأمن.
وقال إن الأوضاع الأمنية في تشابهار وراسك مستمرة بشكل طبيعي وتحت السيطرة.
ونفذت جماعة جيش العدل عددا من الهجمات المماثلة في الأشهر الماضية، بعضها مميت، حيث أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم في ديسمبر على مركز للشرطة في مدينة راسك أدى إلى مقتل 11 ضابط شرطة على الأقل.
وفي 10 يناير، أدى هجوم آخر شنته الجماعة على مركز للشرطة في نفس المدينة إلى مقتل شرطي.
وكانت وسائل إعلام رسمية إيرانية قالت، في وقت سابق اليوم الخميس، إن مسلحين، يشتبه في أنهم سنة، قتلوا ما لا يقل عن 5 من أفراد الأمن الإيرانيين وأصابوا 10 آخرين في هجومين منفصلين استهدفا منشآت عسكرية في جنوب شرقي إيران.
وأوضحت التقارير أن الهجومين اللذين شنهما مسلحون من جماعة “جيش العدل” استهدفا خلال الليل مقرات للحرس الثوري الإيراني في راسك وتشابهار بإقليم سيستان وبلوشستان.
وأشارت التقارير إلى مقتل 8 مسلحين على الأقل خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن.
سكاي نيوز