وردنا :
في واحد من خطاباته، ذكر أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن الأبقار الحمر لدى إسرائيل قد أصبحت جاهزة، وذلك في إشارة إلى خبر نُشر في تموز/يوليو الماضي تناول استيراد الحكومة الأكثر تطرفاً في إسرائيل 5 بقرات من ولاية تكساس الأميركية، إيذاناً ببدء عملية بناء الهيكل الثالث فوق أنقاض المسجد الأقصى وفقاً لما تمليه التعاليم التوراتية.
فما قصة البقرات الحُمر هذه؟ وما علاقتها بعملية “طوفان الأقصى“؟ وما الشروط التي تنص عليها الكتب اليهودية لاختيارهم؟ وما تداعيات هذه الطقوس الدينية في ظل صعود الصهيونية الدينية في إسرائيل وتزايد وتيرة الاستعدادات لبناء الهيكل المزعوم؟
أصل الحكاية؟
في كل من اليهودية والمسيحية الإنجيلية، تظهر الأبقار الحمراء في حكايات “نهاية الزمان”. وبينما تشير ولادة البقرة الحمراء النقية والتضحية قبل بناء الهيكل الثالث في اليهودية الأرثوذكسية السائدة، فإن “ظهورها وفقاً للطائفة الإنجيلية يبشر بنهاية الزمان، وعودة المسيح إلى الأرض”.
بالنسبة لكلتا المجموعتين، هناك بعض المتطلبات حتى يأتي هذا الوقت، وعلى رأسها: استعادة دولة إسرائيل، وأن تصبح القدس مدينة يهودية مرة أخرى -وهو ما أنجزته إسرائيل نوعاً ما في عام 1967- وولادة بقرة حمراء في أرض إسرائيل حتى يتمكن اليهود من إنشاء هيكلهم للمرة الثالثة.
ويدعي اليهود أنه منذ أكثر من 2000 عام لم تولد بقرة حمراء بهذه المواصفات مُطلقاً، وفق “ميرور” البريطانية.
وبحسب خبير البقرة الحمراء ومدير معهد المعبد، الحاخام حاييم ريشمان: “هناك تقليد أنه على مرّ التاريخ كان هناك تسع بقرات حمراء كاملة تستخدم للتطهير، وأن ظهور البقرة الحمراء العاشرة يرتبط بقدوم العصر المسيحاني، وإعادة بناء الهيكل”.
الجذور الدينية
تشترط الشريعة اليهودية أن تكون البقرة التي يُطلق عليها بالعبرية “باراه أدوماه” ذات شعر أحمر نقي، لا يوجد فيها ولو شعرتين من أي لون آخر. كما يجب أن تولد ولادة طبيعية وتربى على أرض إسرائيل، فضلاً عن أنها لم تحمل ولم تُحلب.
وعند اكتمال الشروط وبلوغها سن العامين، تصبح صالحة للاستخدام في عملية “التطهير” فوق جبل الزيتون في القدس مقابل المسجد الأقصى، إذ تُذبح وتُحرق وفق شروط خاصة، ومن ثم يستخدم رمادها المخلوط في مياه نقية في عملية تطهير اليهود والمكان الذي سيقام به الهيكل. إذ إن البناء والعبادة في الهيكل لا يسمح به الله دون استعادة الطهارة الطقسية، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا باستخدام رماد البقرة الحمراء.
وفقاً للتقاليد اليهودية، يُعتقد أن رماد البقرة الحمراء يمتلك القدرة على تطهير الأفراد وحتى الأراضي المقدسة التي من المتوقع أن يُبنى عليها الهيكل الثالث. وهذه الشروط جرى ذكرها في كتاب “سفر العدد” وهو أحد الأسفار المقدسة في التوراة اليهودية التي تحرم على اليهود دخول المسجد الأقصى إلا بعد تحقيق الطهارة المقدسة.
ونقلت صحيفة القدس العربي عن معروف الرفاعي المتحدث باسم محافظة القدس ومستشار المحافظ لشؤون الإعلام، عن وجود تردد في تحديد موعد إقامة طقوس الذبح.
وأوضح الرفاعي أن الحاخام عزرية اريئيل، ابن يسرائيل تريئيل مؤسس «معهد الهيكل» قال إنه حتى الآن لم يتم التأكد بصورة نهائية من أن هذه الأبقار صالحة شرعا للبدء باستخدامها في الخطوات العملية، وأن المتابعة والمراقبة لا تزال مستمرة.
وذكرت الصحيفة أنه نسب إلى الحاخام عزرية أن «إحمرار» البقرات أفضل مما كان عليه قبل حوالي العام، و«يبدو أن السبب في ذلك هو الصدمة التي عاشتها البقرات خلال نقلها جوا إلى إسرائيل، بالإضافة إلى اختلاف الظروف المناخية بين أميركا وإسرائيل».
وأضاف أن «هذه الأبقار تعمل على تغيير شعرها كل 6 أشهر وهذا يعني أن هناك فرصة إضافية كي يكسوها الشعر الأحمر مرة أخرى، كما يعني أن هناك ضرورة لـ 12 شهرا على أقل تقدير من النقاشات والمتابعات، قبل الانتقال إلى المراحل العملية».
وأشار إلى أن القائمين على هذا المشروع «لم يناقشوا حتى الآن المكان المحدد على جبل الزيتون لذبح البقرة الحمراء، وإذا ما كانت هناك ضرورة للقيام بذلك بخط مستقيم في اتجاه الشرق، وهذه المسألة مهمة والإجابة عليها يمكن أن تسهم في تجاوز بعض العوائق”، مشيرا إلى أن المكان الأفضل يبقى موقع كنيسة المبكى السيدي على المنحدر الغربي لجبل الزيتون