بقلم : خالد محيي الدين الحليبي
مركز القلم للأبحاث والدراسات :
المقال بصيغة بي دي إف :
تصحيح فهم حديث عمران بيت المقدس خراب يثرب
نص الحديث :
عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عُمْرانُ بيتِ المقدسِ خرابُ يَثْرِبَ، وخرابُ يَثْرِبَ خروجُ المَلحَمَةِ، وخُروجُ المَلْحَمةِ فَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ، وفَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ خروجُ الدَّجَّالِ، ثمَّ ضرَب بيدِه على فخِذِ الَّذي حدَّثه أو مَنْكِبَيْهِ، ثمَّ قال: إنَّ هذا الحقُّ كما أنَّكَ ها هنا. – أبو دا 4294 وأحمد باختلاف يسير 22023 ]
أولا : الفهم السقيم الخاطئ للحديث :
( عُمْرَان بَيْت الْمَقْدِس ) أَيْ : عِمَارَته بِكَثْرَةِ الرِّجَال وَالْعَقَار وَالْمَال . ( خَرَاب يَثْرِب ) : أَيْ : سَبَب خَرَاب الْمَدِينَة .
[ أخْبرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بكثيرٍ من عَلاماتِ السَّاعةِ في آخِرِ الزَّمانِ؛ حِرْصًا على أُمَّتِه وحثًّا لها على اتِّباعِ الحقِّ وأهلِهِ.وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “عُمْرانُ بيْتِ المقْدِسِ”، أي: أنْ يُعمَّرَ بيْتُ المقدِسِ؛ بكثْرَةِ النَّاسِ فيهِ، وانتِعاشِ التَّجارَةِ والمالِ، “خَرابُ يثْرِبَ”، أي: المدينةَ دارَ الهِجْرةِ؛ والمعنى أنَّ عُمْرانَ بيْتِ المقدِسِ علامَةٌ ظاهِرَةٌ يُنتظَرُ بعْدها خرابُ المدينَةِ النَّبويَّةِ، وقيل: يتسبَّبُ في خرابِ المدينَةِ، أو أنَّ ذلك وقْتُ خَرابِ المدينَةِ، “وخَرابُ يثْرِبَ خُروجُ الملْحَمَةِ”، أي: إنَّ خُروجَ الملْحَمَةِ علامَةٌ ظاهِرةٌ يُنتَظرُ بَعدَها، .. – الدرر السنية لعلوي بن عبد القادر السقاف ] .
[ وقال القاري : أي وقت خراب المدينة . قيل لأن عمرانه باستيلاء الكفار .
وقال الأردبيلي في الأزهار : قال بعض الشارحين المراد بعمران بيت المقدس عمرانه بعد خرابه فإنه يخرب في آخر الزمان ثم يعمره الكفار ، والأصح أن المراد بالعمران الكمال في العمارة أي عمران بيت المقدس كاملا مجاوزا عن الحد وقت خراب يثرب ، فإن بيت المقدس لا يخرب ( وخراب يثرب خروج الملحمة ) : أي ظهور الحرب العظيم .
قال ابن الملك : بين أهل الشام والروم ، والظاهر أنه يكون بين تاتار والشام . قال القاري : الأظهر هو الأول ( وخروج الملحمة إلخ ) : قال القاري نقلا عن الأشرف : لما كان بيت المقدس باستيلاء الكفار عليه وكثرة عمارتهم فيها أمارة مستعقبة بخراب يثرب وهو أمارة مستعقبة بخروج الملحمة وهو أمارة مستعقبة بفتح قسطنطينية ، وهو أمارة مستعقبة بخروج الدجال ، جعل النبي صلى الله عليه وسلم كل واحد عين ما بعده وعبر به عنه . – عون المعبود في شرح سنن أبي داوود ج11 ص 312باب في امارات الملاحم ] .
[ وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ وَقْت خَرَاب الْمَدِينَة . ويحتمل أن يكون المراد بعمارة بيت المقدس نزول الخلافة فيه في آخر الزمان ] .
وفي كتاب التاج الجامع للأصول :[ عمران بيت المقدس خراب يثرب :
(1) عمران بيت المقدس بالرجال والعقار والأموال أي وقت عمرانه تخرب يثرب أي المدينة المنورة صلى الله على ساكنها وسلم.
(٢) وقيل المراد بعمران بيت المقدس أي بعد خرابه في آخر الزمان فإنه بعمره الكفار وتخرب يثرب، أو المراد بعمرانه ماله في العمارة. – كتاب التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم باب الملاحم – عمران بيت المقدس ج5 ص 328 ] .
ثانيا : تصحيح فهم العمران والخراب بميزان القرآن الكريم وسنة رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) :
إذا تصفحنا كتاب الله تعالى سنجد أن الخراب والعمار يكون الميزان فيها هو الدار الآخرة وذلك لأن الدنيا ممر والآخرة مستقر والخراب والخسران لمن ترك العمل الصالح فخرب بذلك أخراه ودنياه معاً ومن هنا يأتي الخراب في كتاب الله على هدم بيوت الله وجعلها خراب بلا مصلين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيه وترك الولاية له تعالى ولرسوله وأهل بيته عليهم السلام ثم يدعون في تلك المساجد لحكام فجره وولاة فسقة هنا تكون المساجد لست لله وقد خربت بعد أن تتحول إلى مساجد ضرار حتى ولو كانت مزخرفة مشيدة على أجما مايكون للناظرين قال تعالى { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم – البقرة 114 }
ولذلك ورد في الحديث أن الخراب خراب الدين وليس عمارة العمائر وتشييد البناء كما ذكر علماء السلف : [ عن عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ، وَلَا يَبْقَى مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، عُلَمَاؤُهُمْ شَرُّ مَنْ تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ منْ عِنْدَهُمْ تَخْرُجُ الْفِتْنَةُ وَفِيهِمْ تَعُودُ. أورده ابن عدي في الكامل 4/227،& البيهقي دون قوله : ومن القران إلا حرفه . وفيه زيادة، في شعب الإيمان 3/317 بسنده ] .
وهنا تفرغ المساجد من الهدى ويتباهى الناس بتشييد البناء وعمران الحياة الدنيا وهو تخريب للآخرة [ روى الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله قال: (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد) ] .
والتخريب يبدأ بتخريب القلوب فيعمرون الدنيا بالبناء والتشييد ويخربون أخراهم بانتشار المعازف والدفوف وانتشار ولد الزنا وتصدر زعامة كل قبيلة منافقوها كما في حديث ابن مسعود الذين يبين أن تعمير الدنيا وترك العمل الصالح فيها تخريب لآخراهم
[ عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ ، قَالَ عُتَيٌّ:( خَرَجْتُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّى قَدِمَتُ الْكُوفَةَ ، فَإِذَا أَنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَسَأَلْتُ عَنْهُ ، فَأُرْشِدْتُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ فِي مَسْجِدِهَا الْأَعْظَمِ فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنِّي جِئْتُ أَضْرِبُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ مِنْكَ عِلْمًا ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ بَعْدَكَ ، فَقَالَ لِي : مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ. قَالَ: مِمَّنْ؟ قُلْتُ: مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ. فَقَالَ لِي: يَا سَعْدِيُّ ، لَأُحَدِّثَنَّ فِيكُمْ بِحَدِيثٍ سَمِعَتْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى قَوْمٍ: كَثِيرَةٌ أَمْوَالُهُمْ ، كَثِيرَةٌ شَوْكَتُهُمْ ، تُصِيبُ مِنْهُمْ مَالًا دَبْرًا أَوْ قَالَ: كَثِيرًا؟ قَالَ :” مَنْ هُمْ؟ “. قَالَ: هَذَا الْحَيُّ مِنْ بَنِي سَعْدٍ ، مِنْ أَهْلِ الرِّمَالِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ:” مَهْ ، فَإِنَّ بَنِي سَعْدٍ عِنْدَ اللَّهِ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ” . سَلْ يَا سَعْدِيُّ. قُلْتُ: أَبَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، هَلْ لِلسَّاعَةِ مِنْ عِلْمٍ تُعْرَفُ بِهِ السَّاعَةُ؟ قَالَ: وَكَانَ مُتَّكِئًا فَاسْتَوَى جَالِسًا ، فَقَالَ: يَا سَعْدِيُّ ، سَأَلَتْنِي عَمَّا سَأَلْتُ عَنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلْ لِلسَّاعَةِ مِنْ عِلْمٍ تُعْرَفُ بِهِ السَّاعَةُ؟ فَقَالَ:” نَعَمْ ، يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ لِلسَّاعَةِ أَعْلَامًا ، وَإِنَّ لِلسَّاعَةِ أَشْرَاطًا ، أَلَا وَإِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكُونَ الْوَلَدُ غَيْظًا ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَطَرُ قَيْظًا ، وَأَنْ يَفِيضَ الْأَشْرَافُ فَيْضًا. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ ، وَأَنْ يُخَوَّنَ الْأَمِينُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تُوَاصَلَ الْأَطْبَاقُ ، وَأَنْ تُقَاطَعَ الْأَرْحَامُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَسُودَ كُلَّ قَبِيلَةٍ مُنَافِقُوهَا ، وَكُلَّ سُوقٍ فُجَّارُهَا. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تُحَرَّفَ الْمَحَارِيبُ ، وَأَنْ تُخَرَّبَ الْقُلُوبُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكُونَ الْمُؤْمِنُ فِي الْقَبِيلَةِ أَذَلَّ مِنَ النَّقَدِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكْتَفِيَ الرِّجَالُ بِالرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا مُلْكُ الصِّبْيَانِ ، وَمُؤَامَرَةُ النِّسَاءِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تُكَثَّفَ الْمَسَاجِدُ ، وَأَنْ تَعْلُوَ الْمَنَابِرُ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يُعَمَّرَ خَرَابُ الدُّنْيَا ، وَيُخَرَّبَ عُمْرَانُهَا. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ تَظْهَرَ الْمَعَازِفُ وَالْكِبْرُ ، وَشُرْبُ الْخُمُورِ. يَا ابْنَ مَسْعُودٍ ، إِنَّ مِنْ أَعْلَامِ السَّاعَةِ وَأَشْرَاطِهَا أَنْ يَكْثُرَ أَوْلَادُ الزِّنَا » . قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَهُمْ مُسْلِمُونَ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالْقُرْآنُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْتُ: أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَنَّى ذَلِكَ؟ قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُطَلِّقُ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ ، ثُمَّ يَجْحَدُهَا طَلَاقَهَا ، فَيُقِيمُ عَلَى فَرْجِهَا، فَهُمَا زَانِيَانِ مَا أَقَامَا ( .- أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (10/228) ، وفي “المعجم الأوسط” (4861) ، والشجري في “الأمالي” (2803) ]
وبالتالي معنى الحديث هنا عمران بيت المقدس خراب يثرب يكون الإيمان والدين ببيت المقدس وهو ماصرح به رسول الله صلى الله عليه وآله عندما قال في آخر الزمان يكون ” وجهاد حول بيت المقدس ”
[ قال عبد الله بن الإمام أحمد: وجدت بخط أبي، ثم روى بسنده إلى أبي أمامة قال: قال صلى الله عليه وسلم : “لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك”، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس” وأخرجه أيضا الطبراني . قال الهيثمي في المجمع ورجاله ثقات ] .
وحديث الدجال الذي حدد بقعة الإيمان في آخر الزمان ستكون شرق نهر الأردن [ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يقاتل بقيتكم الدجال على نهر الأردن، أنتم شرقي النهر وهم غربيه، وما أدري أين الأردن – نهاية البداية والنهاية لابن كثير ] .
وهنا وفقاً لميزان الفهم القرآني وما ذكره النبي صلى الله عليه وآله أن عمارة الدار الآخرة الآن ستكون حول بيت المقدس بين الجنوب اللبناني وغزة والضفة وشرق نهر الأردن وهذا الجهاد سيعقبة ملاحم . وهذا عن عمران بيت المقدس .
وأما عن خراب يثرب :
فقد عبث أعداء الأمة بمقدسات وبيوت للنبي وأهل بيته وصحابته الكرام قد ه\مت في المسفلة والمعلا وغيرها وفي غفلة من المسلمين حددها الحديث أن يثرب وهى المدينة بإسمها في الجاهلية كإشارة على أن الجاهلية ستعود إليها آخر الزمان عندما ينشرون بينهم الملاهي والخمور والمعازف والدفوف وتنصيب الأوثان .. إلخ الموبقات التي أهلك الله تعالى بها الأمم من قبل وذلك يحدث مع انتشار وأولاد الزنا وطلاب الحياة الدنيا وبناء العمارات الشاهقة التي قال فيها صلى الله عليه وآله [ من علامات الساعة أن ترى الحفاة العراة رعاة الشاه يتطاولون في البنيان .. الحديث ] وفي حديث لأبي حذيفة بن اليمان أشار إلى جبال ما حول الكعبة المكرمة وقال [ هاهنا يرتفع البنيان – مصنف ابن أبي شيبة ] .
وبالتالي هذه العمارة في الجزيرة العربية ليست العمارة المقصودة في حديث النبي صلى الله عليه وآله بل هى مقدمة وإشارة على دخولهم في كيوان نحس يكون فيه هلاك الظالمين منهم وهذا ما ذكرته سورة فصلت حيث أنذرهم الله تعالى بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود عند قوله تعالى: { فإن أعرضوا فقل أنذرتكم بصاعقة مثل صاعقة عاد وثمود – فصلت } .
وهذا العمران لخراب الدنيا والذي شغلهم عن العمل الصالح للآخرة يكون بوابة وبداية دخول العرب والمسلمين عصر الملاحم وهو ما تمر به الأمة العربية والإسلامية الآن وهى لا تشعر ولا تعلم عما يدور حولها إلا القليل وفي الحديث إشارة إلى حرب عربية كبرى مع تركيا لسفكها دماء العرب المسلمين بين العراق وسوريا طمعاً في توسع جغرافي تحت حجج شتى و حبسها مياه دجلة والفرات عن سوريا والعراق وذلك هو الفتح الثاني لتركيا إن لم تتبنى سياسة الولاية لكتاب ربها ورسوله وأهل بيته عليهم السلام والمسلمين وذلك المعنى المقصود من حديثه الشريف صلى الله عليه وآله :[ عُمْرانُ بيتِ المقدسِ خرابُ يَثْرِبَ، وخرابُ يَثْرِبَ خروجُ المَلحَمَةِ، وخُروجُ المَلْحَمةِ فَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ، وفَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ خروجُ الدَّجَّالِ، ثمَّ ضرَب بيدِه على فخِذِ الَّذي حدَّثه أو مَنْكِبَيْهِ، ثمَّ قال: إنَّ هذا الحقُّ كما أنَّكَ ها هنا ] .
هذا وبالله التوفيق وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب
خالد محيي الدين الحليبي