يمن ديلي نيوز:
هدد زعيم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، عبدالملك الحوثي، الخميس 14 مارس/آذار، بتوسيع عمليات جماعته على خطوط الملاحة البحرية لتشمل المحيط الهندي ورأس الرجاء الصالح، بعد أكثر من 100 يوما من التصعيد في البحرين الاحمر والعربي.
وقال “الحوثي” في كلمة متلفزة بثتها قناة “المسيرة” التابعة للجماعة: “توجهنا الجاد أن نستمر وأن نواصل بفاعلية وبتوسيع مدى عملياتنا لتصل إلى مناطق وإلى مواقع لم يتوقعها العدو أبداً”.
واضاف: “نتجه إلى منع عبور السفن الإسرائيلية عبر المحيط الهندي وجنوب أفريقيا باتجاه الرجاء الصالح”، مشيرا إلى أن ما وصفه بـ“التعنت الأمريكي” ينتج نتيجة واحدة هي اتساع الصراع ودائرة الحرب والأحداث وتوتير الوضع على مستوى المنطقة بشكل عام.
وتأتي تهديدات زعيم الحوثيين، في ظل مخاوف صومالية وردت على لسان سفيرها في كينيا من دعم جماعة الحوثي لحركة الشباب المجاهدين التابعة لتنظيم القاعدة، بالأسلحة والذخيرة غير القانونية.
وعبر السفير الصومالي لدى كينيا، جبريل إبراهيم عبد الله، عن قلق بلاده من احتمال حصول حركة “الشباب” الصومالية، على المزيد من الأسلحة والذخيرة غير القانونية من جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا عبر الطرق البحرية.
ولفت السفير الصومالي، في مقابلة مع صحيفة “شرق أفريقيا” الكينية، رصدها “يمن ديلي نيوز” إلى أن هجمات جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا في البحر الأحمر، ستؤثر سلبا علي الاقتصاد الصومالي وتثير مخاوف بشأن تزايد الأنشطة الإرهابية في المنطقة.
وفي هذا السياق، تحدث الباحث والمحلل السياسي الصومالي “محمد أبتدون” لـ “يمن ديلي نيوز” عن العلاقة التي تجمع جماعة الحوثي المصنفة إرهابية وحركة الشباب المجاهدين الصومالية، مشيرا إلى وجود علاقة لكنها “غير مباشرة”.
وقال: طبيعة التمذهب الفكري بين الحوثيين وحركة الشباب المجاهدين مختلفة ومتباينة كما لاتوجد تقاطعات فكرية أو أيديولوجية بين التنظيمين، وربما تتلاقى الحركتين في المصالح بما يتعلق بتزويد حركة الشباب بالسلاح.
وأوضح “أبتدون” أن “حركة الشباب المجاهدين لجأت للحوثيين كملاذ أخير للحصول على السلاح”، مؤكدا أن اليمن “كانت مصدراً لتهريب السلاح إلى الصومال منذ عقود، وفي طل فترة حكم الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وتحدث “أبتدون” عن مكاسب مالية تجنيها جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا من وراء تزويد حركة الشباب المجاهدين بالسلاح، لذا هي تستغل حاجة جماعة الشباب للسلاح وخاصة الخفيف وتقوم بتزويدهم.
وقال إن حادثة إيقاف القوات الأمريكية لزورق يقوم بتهريب السلاح في البحر الأحمر دليل على أن الحوثيين يهربون السلاح إلى الصومال من خلال وسطاء محليين في اليمن وفي الصومال أيضاً.
وحذر الصحفي والمحلل السياسي الصومالي “أبتدون” في حديثه مع “يمن ديلي نيوز” من أن تزويد الحوثيين لحركة الشباب المجاهدين بالأسلحة فإن ذلك يعني إذكاء العنف والتوترات في منطقة القرن الأفريقي، خاصة الصومال.
وحركة “الشباب المجاهدين” فصيل صومالي مسلح، انفصل عن “اتحاد المحاكم الإسلامية”، وأعلن سعيه لإقامة دولة إسلامية، ثم أعلن ولاءه لتنظيم القاعدة عام 2012، وشنّ حربا ضد الحكومة الصومالية وحلفائها في الداخل والخارج.
وصنفت الولايات المتحدة الأميركية الحركة عام 2006 ضمن قائمة المنظمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لأمن العالم، ورصدت مبالغ كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن أبرز قادتها، ومنهم القيادي “أبو الزبير”.
ورغم التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة التي تحدثت عن علاقة جماعة الحوثي بحركة الشباب المجاهدين الصومالية، إلا أن تصريحات السفير الصومالي لدى كينيا فاجأت الكثير، خاصة وأن الحوثيين وحركة الشباب المجاهدين يفترقان أيدلوجيا، بين حركة شيعية مصنفة إرهابيا، وحركة سنية متطرفة.
ومنذ 19 نوفمبر، تنفذ جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، ردا على عدوانها وحصارها لقطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وألحقت هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي، أضرارا كبيرة بالاقتصاد المصري، وأعاقت حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل.
وأنشأت واشنطن تحالفا بحريا دوليا تقول إن هدفه حماية الملاحة البحرية، وتشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة للجماعة للحد من قدرات الحوثيين، إلا أن الحوثيين يقللون من جدوى تلك الضربات التي يصفونا بالفاشلة.