الخليج الجديد :
“الأمر أشبه بما بعد القنبلة الذرية”.. هكذا علقت صحيفة “هآرتس” العبرية على حجم الدمار في قطاع غزة بعد 125 يوما من عدوان الاحتلال الإسرائيلي، نقلا عن صحفيين ومسؤولين عسكريين زاروا القطاع، معتبرة أن هذا الدمار “سيؤثر على المنطقة برمتها”.
وقالت الصحيفة إن صورا متجددة للأقمار الصناعية كشفت حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة، مشددة على أن الواقع الجديد الذي خلفته عمليات جيش الاحتلال، سوف يؤثر على المنطقة برمتها لسنوات عديدة.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال هجَّر مئات الآلاف من منازلهم في غزة، إلى جانب تدمير مساحات واسعة من القطاع، مبينة أن التقدير الدقيق للدمار، يشكل مهمة صعبة بسبب ضباب الحرب.
وتظهر بيانات الأقمار الصناعية أن ما لا يقل عن نصف المباني، من المحتمل أن تكون قد تضررت أو دمرت، وفقا لباحثين أمريكيين.
ولفتت “هآرتس” إلى أن معظم الدمار في شمال غزة، لكن القتال المرير يدور أيضا في جنوب القطاع، مشيرة إلى أن الدمار الواسع استهدف المنازل والمباني التجارية والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، والمرافق الطبية والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس ومراكز التسوق والمتاجر ومصانع المواد الغذائية ومراكز الإغاثة.
وذكرت أن الطرق والمواقع الأثرية والمقابر، تضررت أيضا من عمليات الجيش الإسرائيلي، مضيفة أنه “لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة”.
والخميس، أفاد تقرير للقناة 12 الإسرائيلية أن صور قمر صناعي أوروبي أظهرت أن ما لا يقل عن 68% من المباني مدمرة أو متضررة شمال قطاع غزة، و72% على الأقل بمدينة غزة، و39% بالمعسكرات الوسطى، و46% في خان يونس.
أما في مدينة رفح جنوب القطاع التي تلوح إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية فيها، فبلغت نسبة الدمار نحو 20%، بحسب رصد القمر الصناعي.
وأشارت القناة إلى أنه بمقارنة الصور مع ما قبل 7 أكتوبر وما بعد 4 أشهر من الحرب يتضح حجم الدمار الذي حلّ بالقطاع.
وقالت: “في ظل غياب الكاميرات والصحفيين في أجزاء كثيرة من القطاع، فإن حجم الدمار ليس واضحا تماما”.
من ناحيته، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الخميس، إن تدمير المباني بشكل ممنهج والذي يؤكد خبراء ومنظمات حقوقية أن إسرائيل تقوم به في قطاع غزة بغرض إقامة منطقة عازلة، غير قانوني ويرقى إلى “جريمة حرب”.